أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017
1910
التاريخ: 6-5-2020
2620
التاريخ: 3-3-2019
1932
التاريخ: 6-5-2020
2080
|
في بيان إمامة سائر الأئمّة الاثني عشر على عدد نقباء بني إسرائيل صلوات الله عليهم أجمعين بعد الخليفة بلا فصل عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
أعني
الحسن والحسين عليهما السلام ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن
جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليّ ، وعليّ بن محمّد ، والحسن بن عليّ ،
ومحمّد بن الحسن قائمهم الباقي الغائب الذي سيظهر بإذن الله ويملأ الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، عجّل الله فرجه وجعلنا من أنصاره وأتباعه والمستشهدين
بين يديه.
والدليل
على ذلك أنّه يجب في الإمام العصمة والأفضليّة علما وعملا ، وورود نصّ من الله
ورسوله وإمام معصوم أو صدور معجزة وكان جميع ذلك موجودا في الحسن عليه السلام بعد عليّ بن أبي طالب وهكذا في الحسين عليه السلام على الترتيب المذكور.
وأمّا
العصمة فبالعقل والنقل :
أمّا
العقل فلأنّ خلوّ العصر عن المعصوم محال ، وإلاّ يلزم عدم حصول اللطف الواجب على
الله دفعا للعبث في الأفعال ، من جهة عدم حصول التقريب إلى الطاعات والتبعيد عن
المعاصي عن غير المعصوم على وجه الكمال بالنسبة إلى عامّة المكلّفين والعقلاء كما
لا يخفى.
ويلزم
أيضا التسلسل : إذ المحوج إلى الإمام جواز الخطإ على الأمّة في العلم والعمل ، فلو
جاز الخطأ على الإمام وجب له إمام آخر ويتسلسل.
مضافا إلى
أنّ حفظ الشريعة لا يتمّ مع جواز الخطإ ، وأنّه يفوت الغرض من نصب غير المعصوم عليه السلام لإقدامه على المعصية الموجبة للإنكار
والمنافي لوجوب طاعته وللاعتقاد بمقالته من جهة احتمال الخطإ ، مع أنّ صدور
المعصية منه أقبح من العوامّ ولكن مع القدرة عليها ، وإلاّ لما استحقّ على
الاجتناب عن المعاصي الثواب والمدح ، ولكان كالملك بل أدون في عدم المجاهدة
النفسانيّة الموجبة لأفضليّته ، ولمّا كانت العصمة من الأمور الخفيّة التي لا
يعلمها إلاّ عالم الأسرار يجب التنصيص أو الإتيان بالمعجزة ، وليس ذلك بعد عليّ عليه السلام إلاّ للحسن عليه السلام وبعده للحسين عليه السلام وهكذا على الترتيب المذكور بالاتّفاق ولا
أقلّ من عدم ثبوته لغيرهم ، ومنع المانعين الغاصبين لا ينافيه ؛ إذ لكلّ نبيّ عدوّ
فضلا عن وصيّه.
وأمّا
النقل فلآية التطهير (1) ونحوها.
وهكذا
الأعلميّة ونحوها من صفات الفضيلة.
وأمّا
ورود النصّ على ما ذكر ؛ فلأنّه ثبت بالتواتر أو التظافر والتسامع أنّ كلّ سابق
معصوم صادق مفترض الطاعة نصّ على من بعده.
مضافا إلى
ما روي عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال : قدم يهوديّ إلى رسول الله 9 يقال له :
نعثل، يا محمّد! إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري فإن أجبتني عنها أسلمت على
يدك. قال: « سل » فسأل عنه 9 فأجاب إلى أن قال : فأخبرني عن وصيّك من هو فما من
نبيّ إلاّ وله وصيّ ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون؟ فقال : «
نعم ، إنّ وصيّي والخليفة من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وبعده سبطاي :
الحسن والحسين عليهما السلام يتلوه تسعة من صلب الحسين عليه السلام أئمّة أبرار ».
قال : يا
محمّد ، فسمّهم لي ، قال : « فإذا مضى عليّ فابنه محمّد ، فإذا مضى محمّد فابنه
جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه عليّ ، فإذا مضى عليّ فابنه
محمّد ، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن ، وبعده الحجّة بن
الحسن بن عليّ ، فهؤلاء اثنا عشر إماما على عدد نقباء بني إسرائيل ».
قال :
فأين مكانهم في الجنّة؟ قال : « معي في درجتي ».
قال :
أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله 9 وأشهد أنّهم الأوصياء بعدك ، ولقد
وجدت هذا في الكتب المتقدّمة ، وفيما عهده إلينا موسى بن عمران أنّه إذا كان آخر
الزمان يخرج نبيّ يقال له : أحمد خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده ، يخرج من صلبه أئمّة
أبرار عدد الأسباط (2).
وعنه :
قال : قال رسول الله 9 : « إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اطّلع على الأرض اطّلاعة
واختارني منها ، فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّا عليه السلام فجعله إماما ، ثمّ أمرني أن أتّخذه أخا
ووصيّا وخليفة ووزيرا ، فعليّ منّي وأنا من عليّ عليه السلام وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ ـ الحسن والحسين
عليهما
السلام ـ ألا
وإنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ جعلني وإيّاهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين عليه السلام أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي ،
التاسع منهم قائم أهل بيتي ، ومهديّ أمّتي ، وأشبه الناس في شمائله وأقواله
وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة فيعلن أمر الله ، ويظهر دين الله ،
ويؤيّد بنصر الله وبنصر ملائكته ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » (3).
وعن عبد
الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله يقول : « الأئمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب
الحسين عليه السلام التاسع مهديّهم » (4).
وعن أبي
سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله 9 يقول : « الأئمّة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب
الحسين ، التاسع قائمهم ، فطوبى لمن أحبّهم والويل لمن أبغضهم » (5).
وعنه :
صلّى بنا رسول الله 9 الصلاة الأولى ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا ، فقال : « يا
معاشر أصحابي! إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطّة في بني إسرائيل ،
فتمسّكوا بأهل بيتي بعدي والأئمّة الراشدين من ذرّيّتي فإنّكم لن تضلّوا أبدا » ،
فقيل : يا رسول الله 9 ، كم الأئمّة بعدك؟ قال : « اثنا عشر من أهل بيتي » ، أو
قال : « من عترتي » (6).
ومثله
حديث آخر عن أبي ذرّ (7).
وروي عن
سلمان الفارسي أنّه قال : خطبنا رسول الله 9 فقال : « معاشر الناس! إنّي راحل عن
قريب ومنطلق إلى المغيب ، أوصيكم في عترتي خيرا ، وإيّاكم والبدع ؛ فإنّ كلّ بدعة
ضلالة ، والضلالة وأهلها في النار. معاشر الناس! من افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر ،
ومن افتقد القمر فليتمسّك بالفرقدين ، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم
الزاهرة بعدي ، أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم » (8).
قال : فما
نزل عن منبره [ حتّى ] (9) دخل بيت عائشة فدخلت إليه وقلت : بأبي أنت وأمّي يا
رسول الله! سمعتك تقول : « إذا فقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر ، وإذا فقدتم القمر
فتمسّكوا بالفرقدين ، وإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم » فما الشمس؟
وما
القمر؟ وما الفرقدان؟ وما النجوم الزاهرة؟ [ قال : ] « فهم الأئمّة التسعة من صلب
الحسين والتاسع مهديّهم » ، ثمّ قال عليه السلام : « هم الأوصياء والخلفاء بعدي الأئمّة
الأبرار عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى ».
فقلت
فسمّهم يا رسول الله 9 ، قال : « أوّلهم وسيّدهم عليّ بن أبي طالب ، وسبطاي ،
وبعدهما عليّ زين العابدين ، وبعده محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين ، ثمّ ابنه
الصادق جعفر بن محمّد ، وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران ، والذي يقتل بأرض الغربة
وعليّ ابنه ، ثمّ ابنه محمّد ، والصادقان : عليّ والحسن ، والحجّة القائم المنتظر
في غيبته ؛ فإنّهم عترتي ، علمهم علمي ، وحكمهم حكمي ، من آذاني فيهم فلا أناله
الله شفاعتي » (10).
وعن جابر
بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله 9 للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام : « يا حسين! يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة
، منهم مهديّ هذه الأمّة فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده ، فإذا سمّ الحسن فأنت ،
فإذا استشهدت فعليّ ابنك ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد ، فإذا مضى محمّد فجعفر ابنه
، فإذا مضى فموسى ابنه ، فإذا مضى موسى فعليّ ابنه ، فإذا مضى عليّ فمحمّد ابنه ،
فإذا مضى محمّد فعليّ ابنه ، فإذا مضى عليّ فالحسن ابنه ، ثمّ الحجّة بعد الحسن
يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » (11).
وعن أبي
أمامة أسعد بن زرارة قال : قال رسول الله 9 : « لمّا عرج بي إلى السماء رأيت
مكتوبا على ساق العرش بالنور : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ
ونصرته به ، ثمّ بعده الحسن والحسين ، ورأيت عليّا عليّا عليّا ورأيت محمّدا
مرّتين ، وجعفرا وموسى والحسن والحجّة اثني عشر اسما مكتوبا بالنور ، فقلت : أسامي
من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟ فنوديت : يا محمّد! هم الأئمّة بعدك ، والأخيار من
ذرّيّتك » (12).
وروي عن
عائشة أنّها قالت : كانت لنا مشربة وكان النبي 9 إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السلام
لقيه فيها ، فلقيه رسول الله 9 مرّة وأمرني لا يصعد إليه أحد ، فدخل الحسين بن
عليّ عليه السلام ولم يعلم حتّى غشيهما ، فقال جبرئيل : من هذا؟ فقال رسول الله 9 : «
ابني » ، فأخذه النبيّ 9 فأجلسه على فخذه ، فقال جبرئيل عليه السلام : أما إنّه سيقتل ، قال رسول الله 9 : «أمّتي
تقتله؟ » قال : نعم وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار جبرئيل إلى
الطفّ بالعراق وأخذ منه تربة حمراء فأراه إيّاها ، فقال : هذه من تربة مصرعه ،
فبكى رسول الله 9 فقال جبرئيل عليه السلام : لا تبك فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم
أهل البيت.
فقال رسول
الله 9 : « حبيبي جبرئيل! ومن قائمنا أهل البيت؟ » قال : التاسع من ولد الحسين عليه السلام كذا أخبرني ربّي عزّ وجلّ أنّه سيخلق من
صلب الحسين ولدا وسمّاه عنده عليّا خاضع لله خاشع ، ثمّ يخرج من صلبه ابنه وسمّاه
عنده محمّدا ، ثمّ يخرج من صلبه ابنه وسمّاه جعفرا ، ثمّ يخرج من صلبه ابنه وسمّاه
عنده موسى واثق بالله ، ويخرج من صلبه ابنه وسمّاه عنده عليّا ، ويخرج من صلبه
ابنه وسمّاه عنده محمّدا ، ويخرج من صلبه ابنه وسمّاه عليّا ، ويخرج من صلبه ابنه
وسمّاه عنده الحسن مؤمن بالله مرشد إلى الله ، ويخرج من صلبه كلمة الحقّ ولسان
الصدق ومظهر الحقّ حجّة الله على بريّته ، له غيبة طويلة ، يظهر الله بالإسلام
وأهله ، ويخسف به الكفر وأهله (13).
إلى غير
ذلك من الأخبار الدالّة على إمامة الأئمّة الاثني عشر وكون الثاني عشر منهم حيّا
قائما غائبا منتظرا يظهر بعد ظهور أحكام الله ، يا ليتنا كنّا معه فنفوز فوزا
عظيما.
مضافا إلى
الإجماع القاطع الكاشف عن قول النور الساطع من المعصوم السابق بالنسبة إلى الحقّ.
وكذا
العقل الحاكم بامتناع خلوّ الزمان عن المعصوم عليه السلام ؛ لما مرّ.
فإن قلت :
لا فرق بين العدم والوجود ـ مع الغيبة وعدم التصرّف في الأمور ـ في انتفاء اللطف
الواجب على الله.
قلت أوّلا
: نمنع عدم التفرقة ، لتأثيره حين الوجود والغيبة في بقاء نظام المعاش والمعاد كما
يدلّ عليه بعض التوقيعات إلى شيخنا المفيد (14) ، فيكون كالشمس تحت السحاب.
وثانيا :
أنّ وجوب اللطف مقيّد بعدم وجود المانع ، ووجود الأعادي وإفسادهم مانع من غير أن
يكون سببا لتعذيبنا فيما لا يكون المخالفة فيه باختيارنا.
وثالثا :
أنّ تعذيب المخالفين بدون إيجاد الحجّة قبيح ، فيجب إيجاده ؛ لئلاّ يكون للناس على
الله حجّة.
ورابعا :
أنّ في غيبته لطفا للشيعة من جهة مجاهدتهم النفسانيّة ورياضتهم الجسمانيّة
وانتظارهم لظهوره وملازمته والاجتناب عن القبائح ؛ لاعتقاد وجوده وإمكان ظهوره
وتمكّنه من إقامة الحدود.
وأمّا
استبعاد طول عمره ـ وهو راجع إلى إنكار قدرة الله وعروج عيسى وبقائه وبقاء خضر
وإلياس ـ فهو مدفوع بالنقض كما ذكرنا ، والحلّ بما أشرنا.
__________________
(1) الأحزاب (33) : 33.
(2) « كفاية الأثر » : 11 ـ 12.
(3) المصدر
السابق : 10 ـ 11.
(4) المصدر السابق
: 23.
(5) المصدر السابق
: 30 ـ 31.
(6) المصدر السابق
: 33 ـ 34.
(7) المصدر السابق
: 38 ـ 39.
(8) المصدر
السابق : 40 ـ 41.
(9) الزيادة أثبتناها
من المصدر.
(10) المصدر السابق
: 41 ـ 42.
(11) المصدر السابق
: 61 ـ 62.
(12)
المصدر السابق : 105 ـ 106.
(13) المصدر السابق
: 187 ـ 189.
(14)
« الاحتجاج » 2 : 596 ـ 603.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|