مانعات التغذية Antifeedant

وهي مجموعة من المركبات الكيمياوية الطبيعية والمصنعة والتي تعمل على منع الحشرة من التغذية ولكنها لن تؤدي الى قتلها او طردها فمانعات التغذية إذا هي ليست مواد طاردة وانما هي مركبات كيمياوية ترش على النباتات والمواد الأخرى لمنع الحشرات من التغذية عليها بما يؤدي في النهاية الى ضعف الحشرات وخفض اعدادها. ففي عام ١٩٢٨ بدأ استخدام بعض هذه المركبات لحماية الملابس والسجاد من تغذية يرقات حشرات الملابس حيث كان يستخدم لهذا الغرض مركب ال Eulan والـ Mitinf، وهي مركبات تمنع تغذية اليرقات الا انها لا تقتلها او تطردها وأعقب هذه الفترة ظهور العديد من مانعات التغذية منها مثلاً

Chlorinated triphenyl methanes

Tinstriphenylphos- phinesstibiness

وغيرها كثير. وفي عام 1959 بدأ استخدام مانعات التغذية لمكافحة الحشرات الزراعية وكان ذلك مع ظهور مركب الـ 24.055 الذي اظهر فاعلية جيدة في مكافحة حشرة ال (Prodenia eridania (Biod ولضمان نجاح مانعات التغذية في عمليات المكافحة لابد من مراعاة النقاط الآتية: -

1) ضرورة تغطية النباتات المعاملة بهذه المركبات تغطية تامة لان الحشرات ستنتقل بين اجزاء النبات باحثة عن مناطق غير معاملة لتتغذى عليها.

2) اظهرت مانعات التغذية نجاحاً " جيدا " ضد الحشرات ذات اجزاء الفم القارضة الا انها لم تنجح مع الحشرات ذات اجزاء الفم الثاقبة الماصة وكذلك مع حفارات الثمار والأفرع والسيقان.

3) لمانعات التغذية تأثير ضعيف على الحشرات سريعة الحركة والتي تستطيع ترك الحقل المعامل الى حقل آخر غير معامل لتتغذى عليه.

4) لا تجد النموات الحديثة الحماية الكافية وقد تمثل هذه النموات مصدراً لانتشار الحشرات الى اماكن اخرى خاصة انه لا تتوفر لحد الان مانعات تغذية جهازية.

يمكن تقسيم مانعات التغذية بحسب مصدرها الى مجموعتين: -

۱) مانعات تغذية طبيعية

وتضم مجموعة من المركبات الكيمياوية المستخلصة من بعض النباتات التي لا تقربها او لا تتغذى عليها الحشرات نتيجة احتوائها على بعض المواد الكيمياوية الطاردة والمانعة لتغذية الحشرات عليها، فمثلاً وجد ان مستخلص البيرثرم له تأثير مانع لتغذية ذبابة تسي تسي. كذلك وجد أن نبات ال Cocculus trib يعتبر عائلاً جيداً لحشرة فراشة الثمار اليابانية .Oraesia excavata L وفي نفس الوقت فان هذا النبات لا يهاجم من قبل اي نوع حشري اخر مما دعا بعض الباحثين الى تحديد نوع المادة المانعة لتغذية الحشرات الاخرى على هذا النبات وفعلا وجد ان هذا النبات يحوي مادة اطلق عليها اسم الـ Isoboldine

وقد اظهرت هذه المادة فاعلية جيدة في منع تغذية الحشرات على النباتات عند استخدامها بتركيز ۲۰۰ جزء بالمليون. كما أمكن ايضاً عزل مركب الـ MBOA) 6- methoxy) benzoxazolinone من نباتات الذرة المقاومة لدودة الذرة الاوربية ويوجد هذا المركب بصورة جلوكوسيد يطلق عليه DIMBOA) Dimethoxy benzoxazolinone) حيث ينطلق هذا المركب بالفعل الانزيمي الى مكان الضرر الناشئ من التغذية ثم يتحول ببطء الى مركب MBOA وتحتوي بعض النباتات على مركبات غير سامة تتميز بتأثيرها المانع لتغذية الحشرات وبعض الحيوانات وذلك لطعمها غير المرغوب وقد أمكن عزل وتعريف المركبين الآتيين: -

أ) مركب الـ Plumbagin وقد تم عزله من جذور نبات طبي يسمى بالـ Plumbago .capensis

ب) مركب ال Polygodial وقد تم عزله من براعم نبات الـ Polygonum hydropiper.

۲) مانعات تغذية مصنعة

وتضم العديد من المركبات التي تنتمي الى مجاميع كيمياوية مختلفة منها:

۱) مجموعة مركبات الكارباميت Carbamates

اظهرت العديد من الدراسات ان لبعض المبيدات الحشرية الكارباماتية خاصية منع الحشرات من التغذية عند استخدامها بتراكيز واطئة او غير مميتة للحشرات فمثلاً وجد أن معاملة بعض النباتات بعدد من مركبات ال thiocarbamate قد ادى الى منع تغذية خنفساء البقول المكسيكية وخنفساء كولوراد والخنفساء اليابانية على النباتات المعاملة، كما اظهرت مجموعة من مركبات الـ Phenyl carbamate كفاءة جيدة كمانع للتغذية ومن ابرز مركبات هذه المجموعة مبيد الـ Baygon الذي استخدم كمانع للتغذية ضد سوسة اللوز عند معاملتها بجرعة تتراوح بين 40 - 100 جزء بالمليون.

ب) مجموعة مركبات الـ Triazens

ومن اهم المركبات التابعة لهذه المجموعة مركب الـ 24.055 وتركيبه الكيمياوي -4,4 Dimethyl – triazion acetanilide وهو مركب عديم الطعم والرائحة وسريع التحلل في الوسط الحامضي وهو ذو سمية متوسطة للثدييات وغير سام للحشرات عند استخدامه بالتركيزات الاعتيادية وقد اظهر فاعلية جيدة في منع تغذية حشرات ذات اجزاء الفم القارضة بصورة عامة.

جـ) مجموعة مركبات القصدير العضوية

ومن اهم مركبات هذه المجموعة هي مشتقات القصدير ثلاثية الفينيل، والتي اظهرت فاعلية جيدة في منع تغذية يرقات درنات البطاطا ويرقات الدودة القارضة كما وجد ايضاً ان للمبيد الفطري Brestan تأثيراً جيداً في منع الحشرات من التغذية على النباتات المعاملة به والذي يتكون من خلات القصدير ثلاثي الفينيل مما يؤكد ان لمركبات القصدير ثلاثية الفينيل تأثيراً جيداً كمواد مانعة للتغذية.

د) مركبات أخرى متفرقة

علاوة على ما سبق فان هناك العديد من المركبات الكيمياوية المانعة لتغذية الحشرات وتنتمي الى مجاميع كيمياوية غير متشابهة فمثلاً وجد ان لبعض منظمات النمو في النباتات تأثيراً مانعاً للتغذية عند استخدامها بتراكيز مرتفعة ومنها مثلا

Cycocel: 2 chloroethyl trimethyl ammonium chloride

Phosfon: 2,4-Dichlorobenzyl tributyl ammonium Chloride

ولقد كان للمركب الاخير تأثير جيد حيث وصل الى 89% منعاً لتغذية الحشرات عند استخدامه بتركيز 0,004.

ميكانيكية عمل مانعات التغذية

ان طريقة عمل مانعات التغذية مازال لحد الان غير مؤكد الا ان هناك العديد من النظريات التي تفسر ميكانيكية عمل مانعات التغذية حيث من المعروف ان تغذية الحشرات تتم وفق المراحل الآتية: -

1) الاتجاه والانجذاب للمادة الغذائية.

2) عملية القضم.

3) الابتلاع والاستمرار في التغذية.

وقد وجد ان اعطاء الحشرات فرصة الاختيار بين نوعين من الغذاء، أحدهما معامل بمادة مانعة للتغذية الآخر غير معامل فننا نجد ان الحشرات تتجه في البداية لكلا النوعين وبإعداد تكاد تكون متساوية ومع بدء المرحلة الثانية اي مرحلة قضم الغذاء يبدأ الاختلاف حيث تتوقف الحشرات عن التغذية على الغذاء المعامل فيما تستمر الحشرات الاخرى بالتغذية على الغذاء غير المعامل. ولتفسير طريقة عمل مانعات التغذية يمكن اعتماد احد الاقتراحات الآتية:-

1) حدوث شلل في المعدة.

حيث تقول هذه النظرية ان سبب توقف الحشرات عن التغذية يعود الى حدوث شلل في المعدة لا تستطيع معه الحشرة الاستمرار في التغذية ولكن هذا غير صحيح بدليل ان الدودة او الحشرة بعد ان تتذوق المركب على المادة المعاملة تستمر في البحث عن غذاء غير معامل ثم تتغذى عليه بصورة طبيعية.

2) العمل كمواد مضادة للتمثيل  Antimetabolite

ويقول هذا الاقتراح بان مانعات التغذية تعمل على تثبيط عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي الى توقف الحشرة عن التغذية الا انه لم يثبت هذا الاقتراح لحد الان لان النقص الغذائي لا يظهر خلال ثوان.

3) التأثير على المستقبلات الحسية Sensory receptors

حيث تؤثر مانعات التغذية على المستقبلات الحسية للفم مما يؤدي الى توقف تغذية الحشرة عن طريق تثبيطها لعملية القضم أو البلع ولكن وجد ان ازالة بعض هذه المستقبلات من الحشرات ادى الى رفضها للغذاء سواء المعامل منه او غير المعامل لذلك لم يكن بالإمكان اثبات صحة هذا الاقتراح. اضافة لما سبق فان لمانعات التغذية تأثيرات أخرى منها:-

1) التأثير على معدل استهلاك الاوكسجين: - اظهرت العديد من التجارب ان استخدام مانع التغذية Du - tur ضد العمر الرابع والخامس، والسادس وطور ما قبل العذراء لدودة ورق القطن ادى الى انخفاض معدل التنفس مقارنة باليرقات غير المعاملة.

2) التأثير على المحتوى البروتيني: - اظهرت التجارب التي اجريت على الحشرات الكاملة لدودة ورق القطن باستخدام مركب الـ Du- tur انخفاضاً واضحاً في المحتوى البروتيني لكل من الاناث والذكور بلغ حوالي 67 % في الاناث 55% في الذكور وقد ينعكس ذلك على الاثر التعقيمي لهذه المركبات على كلا الجنسين.

3) التأثير على تمثيل الكربوهيدرات: -  لوحظ ان معاملة القواقع المائية بمركب الـ -Du tur ينبه عمليات تحلل الكلوكوز Glycolysis الى حامض اللاكتيك كما يخفض من محتوى الكلايكوجين كما يعمل هذا المركب على تثبيط عمليات الاكسدة الهوائية في دورة كريب  kreb cycleكما وجد ان هذا المركب يعمل على خفض كمية السكريات المختزلة في يرقات وعذري ذبابة الفاكهة.

4) التأثير على مصادر انتاج الطاقة: - اظهرت التجارب ان التأثير الكيمياوي الحيوي لمانعات التغذية يرجع بالدرجة الاساس الى قدرة هذه المواد على ايقاف عملية الفسفرة لل ADP او ما يسمى بال Oxidative phosphrylation، حيث توقف تدخل الفسفور غير العضوي في تكوين ال ATP.

مزايا مانعات التغذية

1) ليس لها تأثير ضار على الاعداء الحيوية او النحل وذلك لان تأثيرها اختياري.

2) انخفاض سميتها للإنسان والحيوان مقارنة بالمبيدات الحشرية.

3) تتميز عن المبيدات الحشرية بانها تمنع تغذية الآفة على السطح المعامل فوراً وبالتالي تقلل من مستوى الضرر الذي يلحق بالنبات المعامل.

4) امكانية خلطها مع بعض المبيدات الحشرية حيث تزيد من الفعل السام للمبيد الكيمياوي بالإضافة الى فعلها التعقيمي على المدى البعيد.

5) اظهرت الدراسات ان الحشرات تبدي مقاومة لفعل مانعات التغذية على فترات اطول بالمقارنة بالمبيدات.