وهو ينشأ عن تفكير وربما دراسة لقضية عامة ؛ وتنمو في طبقة الصفوة ويتسم بالعقلانية ثم يتم ترويجه بين الطبقة الشعبية بوسائل الاتصال المختلفة وتعترف به الجهات الرسمية، أو هو الرأي العام الذي يتجاوز المرحلة الشعبية وينتقل إلى المرحلة رسمية حيث تتم مناقشته بطريقة عقلانية ويمكن قياسه بالتصويت عليه. ولهذا نلاحظ أن عملية نشوء الرأي بين الجماعات محدودة الحجم يتسم غالبا بالمنطقية والاتزان، وذلك بخلاف الرأي الذي ينشأ بين الجماعات الكبيرة الذي يتسم بالعاطفية والانفعال العفوي.

ومما يؤيد هذه الحقيقة أن كثيرا من الناس في المستوى الشعبي يؤيدون هذا الرأي أو ذاك لأن شخصا أو أشخاصا يثقون فيهم أو يحترمونهم يؤيدونه، وليس لأنهم يستوعبون الأدلة التي استندت إليها الفئة القيادية. وإن قاموا بترديد تلك الأدلة فمن باب التقليد أيضا. وبعبارة أخرى، فإن تأييد الأغلبية الشعبية مدفوع

أولا بالعاطفة تجاه رأي أو شخص يتبنى ذلك الرأي، وليس مدفوعا بالأدلة أولا.

و هذا ما يؤكده من كتب عن العلاقة بين الصفوة والطبقة الشعبية .

وفي الغالب يمكن زعزعة ثقة أمثال هؤلاء في الرأي الذي يؤيدونه بإبراز سبب قوي واحد، وخاصة إذا كان مصدر هذه الحقيقة شخص موثوق به. ويؤيد هذا القول على وجه العموم - ما وجده كانتريل من دراساته وفريقه في جامعة برنستون.