أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1097
التاريخ: 3-08-2015
1555
التاريخ: 19-4-2018
1088
التاريخ: 3-08-2015
1137
|
إنّ الامام والخليفة ليس قائداً عاديّاً، يقدر على إدارة دفّة البلاد اقتصادياً، وسياسيّاً، وحفظ ثغور البلاد الاِسلامية تجاه الاَعداء فقط، بل ثمّت وظائف أُخرى يجب أن يقومَ بها مضافاً إلى الوظائف المذكُورة...
إنّ القيام بِهذه الوَظائف الخطيرة مثل تفسير القرآن الكَريم، وبَيان الاَحكام الشرعيّة، والاِجابة على أسئلة الناس الاِعتقادية ، والحيلولة دون تسرّب الانحراف إلى العقيدة، والتحريف إلى الشريعة، رهنُ علمٍ واسعٍ، لا يخطئ ولا يتطرّق إليه الاشتباهُ، والاَشخاص العاديّون إذا تَوَلَّوا هذه الاُمور لن يكونوا في مأمنٍ عن الخطأ والزللِ.
على أنّه يجب أن نَعلمَ بأنّ العصمة لا تساوي النبوّة، ولا تلازمُها ولا تستلزمها، لاَنّه ربما يكونُ الشخص معصوماً عن الخطأ ولكن لا يتمتع بمقام النبوة أي لا يكون نبياً.
وأوضحُ نموذجٍ لذلك السيدةُ مريم العذراء عليها السلام... (1) ثم إنّ هناك ـ مضافاً إلى التحليل والاستدلال العقلي السابق ـ أُموراً تدلُّ على عصمةِ الاِمام نذكر هنا بعضها:
1. تعلّق إرادةِ الله القطعيّة والحتمية بطهارة أهل البيت عن «الرجس» كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] .
إنّ دَلالَة هذه الآية على عِصمة أهل البيت: تكونُ على النحو التالي: إنّ تعلّق إرادة الله الخاصّة بطهارة أهل البيت من أي نوعٍ من أنواع الرّجس يلازمُ عصمَتهم مِن الذُنوب والمعاصي، لاَنّ المقصودَ مِن تطهيرهم من «الرِّجس» في الآية هو تطهيرهم من أيّ نوعٍ مِن أنواع القذارة الفِكرية والرُّوحِيَّة، والعَمَليّة التي من أبرزها المعاصي والذُنوب.
وحيث إنّ هذه الاِرادة تعلّقَتْ بأفراد مخصوصين لا بجميع الاَفراد، فإنّها تَختَلِف عن إرادة التطهير التي تعَلّقت بالجميع بدونِ إستثناءٍ.
إن إرادةَ التَّطهير التي تَشملُ عامّة المسلمين إرادةٌ تشريعيةٌ (2) وما أكثر الموارد الّتي تتخلّف فيها هذه الاِرادةُ، ولا تتحقق بسبب تمرّد الاَشخاص، وعدم إطاعتهم للأوامر والنواهي الشرعية في حين أنّ هذه الاِرادة إرادةٌ تكوينيّةٌ لا يتخلّف فيها المرادُ والمتعلَّقُ (وهو العصمة عن الذَّنب والمعصية) عنها أبداً.
والجدير بالذكر أن تعلّق الاِرادة التكوينيّة الاِلَهيّة بعصمة أهل البيت: لا توجبُ سَلب الاِختيار والحريّة عنهم تماماً كما لا يوجب تعلّق الاِرادة التكوينية الاِلَهيّة بعصمة الاَنبياء سلبَ الاِختيار والحرية عن الاَنبياء أيضاً (وقد جاءَ تفصيل هذا الموضوع في كتب العقائد).
2ـ إنّ أئمة أهل البيت: يمثِّلون بحكم حديث الثقلين الذي قال فيه رسولُ الله: «إني تاركٌ فيكمُ الثَّقَلَين كتابَ الله وعترتي» عِدلَ القرآن الكريم، يعني أنّه كما يكون القرآنُ الكريمُ مصوناً من أيّ لونٍ من ألوانِ الخطأ والاِشتباه، كذلك يكون أئمة أهلِ البَيت مصونين من أيّ لونٍ من ألوانِ الخطأ الفكري، والعملي، ومعصومين من أيّ نوعٍ من أنواعِ الزَلَل والخَطَل.
وهذا المطلب واضحٌ تمامَ الوضوح، إذا أمعنّا في العبارات التي جاءت في ذيلِ الحَديث المذكور.
ألف: «ما إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً».
ب: «إنَّهما لَنْ يَفْتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ».
لاَنّ ما يكون التمسُّكُ به موجباً للهداية وأنه لا يفترق عن القرآن (المصون والمعصوم) مَصُونٌ ومعصومٌ هو كذلك .
3. لقد شَبَّهَ رسولُ الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أهلَ بيته بسفينةِ نوح التي ينجو من الغرق من رَكِبها ويغرق في الاَمواج من تخلّف عنها، إذ قال: «إنّما مَثَلُ أهل بَيْتي كَسَفينَةِ نُوْحٍ مَن رَكِبَها نَجا وَمَنْ تخلَّفَ عَنهاَ غَرِقَ»(3)
بالنَظَر إلى هذه الاَدلّة الّتي بينّها بصورةٍ موجزةٍ تكونُ عصمة أهل البيت واضحةً، وحقيقةً مبرهَناً عليها.
ومن الجدير بالذِّكر أنّ الاَدلّة النَقليّة على عِصمة أهل البَيت: لا تنحصر في ما ذكرناه.
________________
(1) راجع كتاب الاِلَهيّات، تأليف صاحب هذه الرسالة: 2 | 146 ـ 198 .
(2) (وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ) (المائدة | 6) .
(3) مستدرك الحاكم: 2 | 151، والخصائص الكبرى للسيوطي: 2 | 266 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|