أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
1343
التاريخ: 19-3-2018
1409
التاريخ: 19-3-2018
1688
التاريخ: 27-3-2017
862
|
إنّ الإمام يجب أن يكون أعلم عصره وأفضل من غيره في العلم والعمل ونحوهما من الفضائل النفسانيّة والبدنيّة ، كالشجاعة وغيرها ، ممّا له دخل في الرئاسة العامّة في أمر الدنيا والدين ، وإتمام الحجّة على المكلّفين ودفع شبه الملحدين وإبطال إضلال المضلّين بسبب العلم بأديانهم ولغاتهم ، ونحو ذلك ممّا له دخل في إحقاق الحقّ وإبطال الباطل ، فإنّ ذلك من أصول المذهب ردّا على العامّة ؛ لأنّ ذلك لطف واجب على الله تعالى ، مضافا إلى قبح تقديم المفضول، بل عدم تعقّل أن يقال للعالم أن يتعلّم من الجاهل ؛ فإنّه ـ مع أنّه تحصيل للحاصل ـ غير معقول ، وكذا تقديم أحد المتساويين ؛ لمثل ما ذكر ، مع أنّه يستلزم الاختلاف وعدم قبول الطباع وعدم إتمام الحجّة.
وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف بقوله : (
وقبح تقديم المفضول معلوم ولا ترجيح في التساوي ) ويطابقه قوله تعالى : {أَفَمَنْ
يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ
يُهْدَى} [يونس: 35]، وقوله تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، وقوله
تعالى : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9]، إلى غير ذلك من الأدلّة
النقليّة.
فإن قلت : إذا كان المفضول موصوفا بصفات
يصلح بسببها لأن يقوم بأمر الإمامة لا يقبح تقديمه لا عقلا ولا شرعا.
وأيضا الإمامة منصب من المناصب الشرعيّة
كالإمامة في الصلاة ، فلو امتنعت إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، لكانت إمامة
المفضول في الصلاة ممتنعة مع وجود الفاضل ، والتالي باطل بالإجماع.
بيان الملازمة : أنّ الامتناع إنّما كان
لقبح تقديم الأدنى على الأعلى والنفرة المانعة من المتابعة، ويلزم من ذلك امتناع
تقديم المفضول على الفاضل في الصلاة.
وأيضا لو لم يوجد من أهل الإمامة إلاّ
شخصان أحدهما أفقه ، والآخر أعرف بالسياسة وأمور الإمامة فإمّا أن يجعل كلاّ منهما
إماما أو يجعل أحدهما دون الآخر أو لا هذا ولا ذاك.
والأوّل محال بالاتّفاق ، والثالث أيضا
باطل ؛ لامتناع خلوّ الزمان عن الإمام ، فلم يبق إلاّ القسم الثاني ، وأيّا ما كان
يلزم [ تقديم ] المفضول بالنسبة إلى ما اختصّ به الآخر.
قلت : هذا خروج عن المفروض ؛ لأنّ الأعلم
والأفضل الذي لا بدّ من إيجاده من باب اللطف الواجب على الله ـ كما مرّ ـ لا بدّ
أن يكون متّصفا بجميع الصفات الكاملة مع الزيادة على غيره في العلم والعمل ونحوهما
ـ كما أشرنا ـ فيندفع الأوّل والثالث.
وأمّا الثاني فدفعه واضح ؛ لكمال الفرق بين
الرئاسة العامّة على الكلّ في العلم والعمل وبين الرئاسة الخاصّة ، كالسلطنة
والإمامة في الصلاة ، فهو قياس مع الفارق ، وهو باطل عند أهله، مضافا إلى أنّه
اجتهاد في مقابل نصّ القرآن.
وصل : هذا الاعتقاد من أصول المذهب ـ كما
أشرنا إليه ـ والمخالف كالعامّة بريء منه أصل المذهب.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|