المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

مركبات الكلسيوم العضوية
25-8-2016
العنوان المباشر (عنوان جملة توضيحية مباشرة)
13/11/2022
أنواع النقل- النقل البري بالسيارات
23-10-2017
توهن هندسي للإشعاع geometric attenuation, radiation
22-7-2019
تفسير الأية (36-37) من سورة الحج
16-9-2020
مصادر المياه
2024-07-11


أفعال الإنسان عند الإمامية  
  
1046   10:55 صباحاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 77
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-08-2015 1047
التاريخ: 6-08-2015 887
التاريخ: 20-11-2014 699
التاريخ: 20-11-2014 1537

[بحث] ﻓﻲ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻋﻠﻮﻥ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﻼﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﻩ:

 ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﺎ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺟﺪﺍﻧﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﻛﺎﺗﻨﺎ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻨﺎ ﻭﺻﻮﺭﻧﺎ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻨﺎ، ﻓﻨﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﺎﺕ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺼﻮﺩﻧﺎ ﻭﺩﻭﺍﻋﻴﻨﺎ ﺧﻼﻑ ﺃﻟﻮﺍﻧﻨﺎ ﻭﺻﻮﺭﻧﺎ، ﺇﺫ ﻟﻴﺴﺖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺎﺗﻨﺎ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻴﻨﺎ، ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﺤﺎﻻﻥ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ، ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻡ ﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻓﻠﻮﻻ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ (3)ﻣﺪﺣﻪ ﻭﻻ ﺫﻣﻪ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻌﻼ ﻟﻠﻤﻤﺪﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ، ﻓﻠﻮ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻟﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺪﻭﺭ.

ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻓﻌﻼ ﻟﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺮﺩﺩ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮﻗﻒ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻻ ﻟﻠﺘﺮﻏﻴﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﻈﺎﺕ ﻓﺎﺋﺪﺓ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﺛﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻈﺎﺕ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ، ﻓﺘﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺚ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﻗﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ.

ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺃﻗﻮﺍﻫﺎ:

[الوجه الاول]:

 ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﺩﺍﻉ ﺃﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﺃﻭ ﻳﺼﻴﺮ ﺃﻭﻟﻰ، ﺃﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺠﺒﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﺠﺒﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﻟﻰ، ﺃﻭ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺡ ﺣﺎﻝ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﺟﻮﺣﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﺼﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ:

 ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﺘﺼﺮﻓﻪ، ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ، ﻷﻥ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﺣﺪﺓ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻟﻼﻗﺘﺪﺍﺭ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ. ﻗﻮﻟﻪ: " ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺐ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﺒﺮ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻷﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﺑﺤﺒﺴﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺑﺤﺎﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺑﺼﺎﺭﻑ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ، ﻭﻏﻴﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻧﻨﻘﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻑ، ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻻ ﻳﻔﺘﻘﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﻉ، ﻓﺎﻟﻘﺼﺪ ﻳﻘﻊ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻭﻧﻤﻨﻊ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ. ﻗﻮﻟﻪ: " ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺟﺢ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ. ﻗﻮﻟﻪ: " ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻌﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺐ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﺒﺮ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭﻟﻰ.

 ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻟﺰﻡ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺡ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ. ﺛﻢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻓﺮﺽ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺘﺎﺭ، ﺑﻞ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻌﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ. ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﻜﻮﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﻓﻬﻮ ﻓﺮﻕ ﺑﺎﺭﺩ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ: ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﺒﺮ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻟﺰﻣﺖ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭﺍﺕ، ﻓﺘﺤﻘﻖ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﺍﻟﺠﺒﺮ ﻓﻬﺪﻣﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺮﻑ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﺣﺒﻚ ﻟﻠﺸﺊ ﻳﻌﻤﻲ ﻭﻳﺼﻢ.(4)

 ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ، ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﺼﺪﻩ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻳﺤﺮﻙ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻣﺜﻼ ﺑﺘﺤﺮﻙ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺟﺰﺍﺋﻬﺎ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﺪﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ.

 ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

 ﻧﻘﻮﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻤﻴﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩﻩ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﺑﻞ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻟﻴﺼﺢ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺲ، ﺇﺫ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﺮﺽ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:

 ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻭﻣﻘﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻤﻘﺪﻭﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺲ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﺰﻡ ﻭﻗﻮﻉ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﻘﺎﺩﺭﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺩﻭﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻣﻊ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻬﺎ، ﻟﺰﻡ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:

 ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﺒﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ؟ ﻗﻮﻟﻪ: " ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻢ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ.

 ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:

ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ، ﻟﺰﻡ ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ، ﻓﻠﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺿﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩﺍﻥ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻀﺪﺍﻥ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻭﻗﻮﻉ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﻣﻨﻊ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﻭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﻟﺰﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﻗﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:

 ﻧﻘﻮﻝ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ ﻗﻮﻟﻪ " ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻊ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻷﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻣﺒﻄﻼ ﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻪ.

ﻗﻮﻟﻪ: " ﻫﻤﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺇﺫ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻗﺪ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ. ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺣﺠﺞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ (5) ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪﺭﺓ ﻭﻓﻌﻼ، ﺛﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ. ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺷﺊ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ. ﻭﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﺃﺛﺮﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻀﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﺣﺴﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺛﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺼﻮﺭﺍ، ﺛﻢ ﻧﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺈﺛﺒﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻ.

______________

(1) ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻫﻜﺬﺍ: ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻛﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﻴﺢ... ﺹ 97.

(2) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﺹ 89: ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ.

(3) ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ: ﻣﺎ ﺣﺴﻦ ﻣﺪﺣﻪ.

(4) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ 167، ﻭﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ: ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺭﻗﻢ 05130 ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻨﺪ 5 / 194 ﻭ 6 / 450 ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ 1 / 157. ﺃﻗﻮﻝ: ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ 1 / 348.

(5) ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻﺟﺘﻼﺏ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﻣﻀﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻼﺏ ﻧﻔﻊ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺿﺮ، ﻭﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺴﺐ، ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺟﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺿﺮ. ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ 161 ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺹ 22.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.