المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



كيف تواجه المصائب؟ / أن تنظر إلى أهل المصائب والابتلاء من حولك  
  
2098   08:57 صباحاً   التاريخ: 11-5-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص19 ـ 23
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2022 1798
التاريخ: 14-4-2016 2292
التاريخ: 2024-01-25 1051
التاريخ: 4-1-2017 2762

فحتى تهون المصائب، على المرء أن يرى أن ما أصابه، أصاب غيره أيضاً، بل أصابهم ما هو أشد، وما تخلو منهم مدينة ولا قرية ولا حي ولا عائلة إلا وعندها الكثير. . . أنظر حولك.

فكم من فقير وهناك أفقر منه.

وكم من مريضٍ وهناك من هو أكثر مرضاً منه.

وكم ممن يتأفف من ضيق منزله المؤلف من أربع غرف، وهناك من يسكن في ثلاث، بل إثنين، بل في غرفة واحدة، وكم ممن ينام عند قارعة الطريق في البرد القارس والمطر الغزير.

وكم ممن يغضب من قلة التنوع في أصناف طعامه، وهناك من لا يجد خبزةً يسد بها رمقه.

وكم من ساخط لأنه رزق البنات دون البنين(1)، أو البنين دون البنات، وهناك من رزق بهم، وفيهم المعوق والمشلول والمعتل و(المنغولي).

وكم ممن أصيب بمرض قابلٍ للعلاج أو الدواء أو العملية الجراحية أو المتابعة الطبية، وهو غاضب جزع، بالرغم من أنه يملك وسيلة للعلاج، من طبيب أو مال، وهناك من أصيب بمرضٍ عُضال، ولم ينفعه ماله ولا أحباؤه ولا جاهُه ولا سلطانُهُ.

وكم ممن خسر بعض ماله في تجارة أو حريق أو سرقة، ويملك من فضل الله غيرها، وهناك من خسر كل ما يملك.

وكم ممن يتأفف من مريضٍ وحاجاته وطلباته، وهناك من مات عزيزه، وكان يتمنى بقاءه، ليخدمه ويستأنس بأنفاسه ووجوده.

وعلى الجملة، يشكر ربه على أن لم يجعل البلاء أعظم مما وقع، حيث أصيب أحدهم بقرحة في يده، فقال: الحمد لله على هذه النعمة، حيث لم يجعلها في عيني أو طرفِ لساني.

وليشكر ربه على أن لم يجعل مصيبته في دينه.

كان الصادق (عليه السلام) يقول عند المصيبة: (الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني، والحمد لله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كانت، والحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون وكان)(2).

وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أي المصائب أشد؟

قال (عليه السلام): (المصيبة بالدين)(3).

وكان أحد الصالحين يشكر الله أربع مرات، إذا أصيب بمصيبة:

أـ لأنها لم تكن أعظم مما هي.

ب ـ ولأنه رزق الصبر عليها.

ج ـ ولأنه تذكر وانتظر أجرها وثوابها.

دـ ولأنها لم تكن مصيبة في الدين، كترك الصلاة أو ركوب الحرام أو إهمال واجب.

والخلاصة:

أن المُبْتلين من حولنا كثر، وتتعدد الدرجات والأشكال، ومن شاهد عظيم مصائب غيره، هانت عليه مصائبه.

ومن تأسى بأهل المصائب والبلاء شعر براحة عظيمة فورية، والتجربة خير برهان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ هل يعلم هؤلاء بما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: (إن الله تبارك وتعالى، على الإناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة، إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة)(فروع الكافي، ج6، ص6).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً، لفضلت النساء)(عن ـ التفسير المعين ـ ص273).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات، ـ التفسير المعين ـ، ص273).

2ـ ميزان الحكمة، ج5، ح10586.

3ـ بحار الأنوار، ج77، ص378. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.