أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2022
1798
التاريخ: 14-4-2016
2292
التاريخ: 2024-01-25
1051
التاريخ: 4-1-2017
2762
|
فحتى تهون المصائب، على المرء أن يرى أن ما أصابه، أصاب غيره أيضاً، بل أصابهم ما هو أشد، وما تخلو منهم مدينة ولا قرية ولا حي ولا عائلة إلا وعندها الكثير. . . أنظر حولك.
فكم من فقير وهناك أفقر منه.
وكم من مريضٍ وهناك من هو أكثر مرضاً منه.
وكم ممن يتأفف من ضيق منزله المؤلف من أربع غرف، وهناك من يسكن في ثلاث، بل إثنين، بل في غرفة واحدة، وكم ممن ينام عند قارعة الطريق في البرد القارس والمطر الغزير.
وكم ممن يغضب من قلة التنوع في أصناف طعامه، وهناك من لا يجد خبزةً يسد بها رمقه.
وكم من ساخط لأنه رزق البنات دون البنين(1)، أو البنين دون البنات، وهناك من رزق بهم، وفيهم المعوق والمشلول والمعتل و(المنغولي).
وكم ممن أصيب بمرض قابلٍ للعلاج أو الدواء أو العملية الجراحية أو المتابعة الطبية، وهو غاضب جزع، بالرغم من أنه يملك وسيلة للعلاج، من طبيب أو مال، وهناك من أصيب بمرضٍ عُضال، ولم ينفعه ماله ولا أحباؤه ولا جاهُه ولا سلطانُهُ.
وكم ممن خسر بعض ماله في تجارة أو حريق أو سرقة، ويملك من فضل الله غيرها، وهناك من خسر كل ما يملك.
وكم ممن يتأفف من مريضٍ وحاجاته وطلباته، وهناك من مات عزيزه، وكان يتمنى بقاءه، ليخدمه ويستأنس بأنفاسه ووجوده.
وعلى الجملة، يشكر ربه على أن لم يجعل البلاء أعظم مما وقع، حيث أصيب أحدهم بقرحة في يده، فقال: الحمد لله على هذه النعمة، حيث لم يجعلها في عيني أو طرفِ لساني.
وليشكر ربه على أن لم يجعل مصيبته في دينه.
كان الصادق (عليه السلام) يقول عند المصيبة: (الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني، والحمد لله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كانت، والحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون وكان)(2).
وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أي المصائب أشد؟
قال (عليه السلام): (المصيبة بالدين)(3).
وكان أحد الصالحين يشكر الله أربع مرات، إذا أصيب بمصيبة:
أـ لأنها لم تكن أعظم مما هي.
ب ـ ولأنه رزق الصبر عليها.
ج ـ ولأنه تذكر وانتظر أجرها وثوابها.
دـ ولأنها لم تكن مصيبة في الدين، كترك الصلاة أو ركوب الحرام أو إهمال واجب.
والخلاصة:
أن المُبْتلين من حولنا كثر، وتتعدد الدرجات والأشكال، ومن شاهد عظيم مصائب غيره، هانت عليه مصائبه.
ومن تأسى بأهل المصائب والبلاء شعر براحة عظيمة فورية، والتجربة خير برهان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ هل يعلم هؤلاء بما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: (إن الله تبارك وتعالى، على الإناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة، إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة)(فروع الكافي، ج6، ص6).
وعنه (صلى الله عليه وآله): (ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً، لفضلت النساء)(عن ـ التفسير المعين ـ ص273).
وعنه (صلى الله عليه وآله): (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات، ـ التفسير المعين ـ، ص273).
2ـ ميزان الحكمة، ج5، ح10586.
3ـ بحار الأنوار، ج77، ص378.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|