المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التعقّل‏
5-05-2015
التغير المناخي والتغيرات في أنماط هطول الأمطار
21-12-2015
علي بن محمد الأيادي
2-3-2018
معنى كلمة رجا
28-6-2021
تخطيط الموارد البشرية
9-5-2018
الناسخ والمنسوخ في القرآن‏
27-04-2015


كيف تريدون شريك الحياة الذي تبحثون عنه؟ وما هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها؟  
  
1677   09:03 صباحاً   التاريخ: 8-5-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص22ـ25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2020 3176
التاريخ: 2023-09-30 13246
التاريخ: 14-1-2016 2111
التاريخ: 28-8-2017 2026

هل العثور على شريك الحياة والزوجة الصالحة هو أمر صعب وعسير جداً؟

لعلكم تعرفون بعض الأشخاص الذين يضعون شروطاً صعبة لاختيار شريك (شريكة) الحياة. ولعلكم تعرفون كيف أن هؤلاء الشباب يطلبون من أهلهم وذويهم الذهاب لخطبة الفتاة الفلانية وكيف أنهم يضعون قائمة من الصفات والشروط التي يجب أن تتوفر في زوجة المستقبل؟...؟ فهم يريدونها جميلة الوجه، رشيقة الجسم، جميلة الهندام من أسرة معروفة وعريقة. وشروطاً أخرى تتعلق بطبيعة عمل والد الفتاة ودرجة ثرائه ومدى ما يملكه من عقارات وإمكانات معيشية والموقع الاجتماعي لعائلة الفتاة والمستوى العلمي للفتاة وما إذا كانت تجيد أياً من الفنون والمهن المختلفة كالخياطة وفن الطبخ وو.. وهذه هي أقل الشروط والصفات التي يبحثون عنها في عروسهم ولكنهم مع الأسف لا يعرفون أهم الشروط والصفات التي يجب أن تتوفر في الفتاة وعائلتها ولا يريدون تلك الشروط. لذلك نراهم يوصون هذا وذاك ويذهبون هنا وهناك بحثاً عن الفتاة المطلوبة ولكنهم بعد كل مرة يعودون فيها من خطبة فتاة ما نراهم ينعتون الفتاة وأهلها بمختلف العيوب وينسبون لها ولأهلها مختلف الصفات الذميمة وفي اليوم التالي يذهبون إلى عائلة أخرى ليخطبوا فتاة لابنهم وبهذا فهم يسببون المتاعب والصعوبات لأنفسهم وللكثير من الأسر التي لديها فتيات في سن الزواج - كما أنهم يجعلون عائلات كثيرة تعيش حالة الانتظار والترقب ويسببون الأذى والاضطراب للكثير من الفتيات وفي نهاية المطاف نراهم وعلى ضوء تصوراتهم ومعاييرهم غير الصحيحة يختارون لانهم تلك الزوجة التي لا تتفق معه بالشكل المطلوب ولا تتلاءم معه، وهذا الأمر ربما يجعل الشاب يواجه المتاعب والمصائب.

الرسالة:... أعرض فيما يلي معاناتي ومشكلتي دون مقدمات، كنت متزوجاً من امرأة سيئة الخلق عديمة الحياء بذيئة اللسان من عائلة ثرية ولكنها شديدة البخل وغير مثقفة... أتعبتني كثيرا، الجميع كانوا يضيقون ذرعاً من بذاءة كلامها وسوء تصرفاتها وكانت توجه التهم للجميع وتفتري على الجميع وتوجه لهم الكلام البذيء والسباب وتكيل لهم الشتائم وكانت باستمرار تتبجح أمامي بثروة أبيها وأمها وكانت تقول لي: لقد دمّرت حياتي ومستقبلي!.. ولكني كنت أسايرها وأتحملها وفي نفس الوقت كنت أعاني في أعماقي أشدّ المعاناة وألتزم الصمت لقد جلبت لي هذه المرأة مصائب كثيرة بحيث لم أتمكن بعد ذلك من مواصلة العيش معها وقد طلقتها في نهاية الأمر بعد كثير من الأذى والمعاناة وأعطيتها الجهاز وأثاث البيت إضافة إلى مهرها ومبلغاً إضافياً من المال لكي أتخلص منها وتذهب عني وتتركني وشأني.

إذا افترضنا أن ما قلته صحيحاً أريد أن أسألك هذا السؤال: كيف اخترت هذه المرأة ولماذا؟ هل اخترتها من أجل جمالها؟ أم من أجل ثروة أبيها؟ ألم تكن تعلم أن [من تزوج مرأة لا يتزوجها إلا لجماله لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلّا وكله الله إليه](1) ولا يلقى إلا الفشل والذل؟ ألم تكن تعلم بأن المرأة التي لا ثقافة لها تتبجح بثروة أبيها وتستخدمها كوسيلة للتحقير والإذلال؟ ألم تكن تعلم بأن الثروة إذا لم يرافقها الفهم والإدراك تؤدي إلى التمرد والطغيان؟ حبذا لو نبّهك الآخرون بقول رسول صلى الله عليه وآله: [من تزوج امرأة لجمالها، جعل الله جمالها وبالاً عليه](2).

إنني لا أعلم! قد يكون زواجك من تلك المرأة، بهدف أن يقول عنك الناس بأنك صهر فلان، حبذا لو سمعت هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث يقول: (من نكح امرأة حلالاً بمال حلال غير أنه أراد به فخراً ورياء وسمعة لم يزده الله بذلك إلا ذلاً وهواناً، وأقامه بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم، ثم يهوى به فيها سبعين خريفا)(3).

وقد يكون هذا الأمر لم يخطر على بالك أبداً، وأن زواجك من تلك المرأة لم يكن عن بصيرة ووعي واطلاع وبدون تحقيق واستقصاء ومعرفة وأن الزواج تم عن جهل وعدم معرفة وكانت نتيجته تلك المصيبة التي وقعت فيها. وبالطبع فإن أي عمل يقوم به الإنسان دون معرفة ووعي واطلاع لن تكون نهايته سوى اليأس والضياع.

والآن وقد تخلصت من تلك الزوجة، فماذا تنوي أن تفعل؟ وما الذي تريده؟

الرسالة:... منذ مدة وأنا أبحث عن امرأة صالحة حسنة الخلق وطيبة القلب وخطر على ذهني بأنني وبالتشاور معكم أستطيع الحصول على مثل هذه المرأة الصالحة ورجائي منكم أن تسيروا بي خطوة إلى الأمام وتدلوني على فتاة من أسرة نجيبة ومحافظة ذات سمعة طيبة تفهم وتدرك معنى الحياة... يقال إن الفتيات ال.. صالحات عاقلات يدركن ويقدرن الحياة الزوجية وأنا أيضا أصبحت الآن أفهم، أية امرأة يجب أن أختار لتكون شريكة حياتي. فأنا اريد امرأة واعية عاقلة ذات شخصية قوية لا تهتم بزخارف الحياة، تفكر بشكل منطقي تسعى ليكون يومها هذا أفضل من أمسها.. أريدها شابة مرحة خلوقة حسنة الكلام طية الخلق ربة بيت وفنانة مبدعة تستطيع اعادة بناء حياتي المدمرة...

أيها الأخ العزيز! إن الصفات والسجايا التي أشرت إليها هل هي متوفرة فيك؟

إذن، فمن الأفضل أن تقلل من شروطك وتتنازل قليلاً عن مطاليبك وابحث عن الصفات والسجايا الأساسية في شريكة حياتك وفتش عن زوجة تتمتع بشكل مؤكد بالفهم والإدراك والحياء والخلق السامي وأن تكون قد نشأت وترعرعت في أسرة فاضلة مؤمنة ذات خلق رفيع. وإذا ما توفرت هذه الصفات في المرأة فإن عليك أن تؤقلم نفسك مع هذه المرأة وتتنازل إلى حد ما عن باقي الصفات والشروط التي طرحتها. لأن الشخص الذي يتمتع بالفهم والإدراك والحياء يكون مؤمناً بالله وهذا الإيمان بالله هو مصدر كل خير وصلاح ومنبع جميع الكمالات والصفات الجمالية وإياك أن تضحّي بجمال الباطن لجمال الظاهر إذا قلّلت من متطلباتك وشروطك بإمكانك أن تتزوج امرأة تتفق معك في العيش والحياة المشتركة وبالتالي تخلص نفسك وتخلصها هي من الوحدة. عندها تستطيعان بالتعاون مع بعضكما البعض أن تعيدا البهجة والهناء لحياتكما الضائعة وتعززان إيمانكما ومعنوياتكما وأن تجعلا يومكما هذا أفضل من أمسكما وذلك من خلال التعاون والتفاهم فيما بينكما. مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح.

________________________________

(١) بحار الأنوار، ج١٠٣، ص ٢٣٥ باب ٣ ح١٩ والحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله.

(٢) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، ص ٣٢ باب ١٤ح١١.

(3) وسائل الشيعة ، ج١٤، ص ٣٢ باب ١٤ح٨.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.