المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



صفات الواجب  
  
1811   01:43 مساءاً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص110-112
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014 1405
التاريخ: 10-5-2020 1231
التاريخ: 25-10-2014 1469
التاريخ: 3-07-2015 2134

كل ما أوجب اتّصاف الواجب به كمالاً وبهاءً بلا استتباع نقص ، فهو صفة ثبوتية ، وما لم يكن كذلك فهو صفة سلبية ؛ لِما (معلوم).. من أنّه كامل في غاية الكمال ، كيف وهو مصدر كلّ كمال فلا سبيل للنقص إليه أبداً ؟ .

وأمّا ما ذكره بعض المتكلّمين ، وشاع في الألسن ، من حصر الصفات الثبوتية في الثمانية ، (1) والسلبية في السبعة ، (2) فخطأ محض ، ولعلّه ؛ للاهتمام بها ، أو لوقوع الاختلاف فيها ، أو لاحتياجها إلى الاستدلال ، وغير ذلك من الاعتبارات ، وإلاّ فلا حدّ لحميد صفاته وجميل أفعاله .

وقد ورد في الشرع له تعالى أوصاف كثيرة جمّة ، كما يظهر لمَن راجع الأخبار ولا سيما الأدعية .

ثمّ إنّ مصادر هذه النعوت ـ كالعلم والقدرة والرحمة مثلاً ـ تسمّى في اصطلاحهم بـ (صفات الله) ، ومشتقاتها ـ مثل العالم والقادر والرحيم ـ بـ ( أسماء الله ) .

إذا تبيّن ذلك فاعلم أنّ جميع صفاته تعالى :

إمّا حقيقة محضة ، وهي ما لا تحقّق له إلاّ بعد وجود شيء آخر ، كالرزق والخلق والرحمة وغيرها ، فإنّها لا تثبت إلاّ إذا كان هناك موجود مرزوق مخلوق مرحوم .

وإمّا حقيقية ذات إضافة ، وهي ما لا يتوقف مفهومه على شيء آخر ، وليس الإضافة مأخوذةً في واقعها ، إلاّ أنّها تعرض له ، وان شئت فقل : إنّ تحقّق هذا القسم من الصفات غير موقوف على أمر ثانٍ ، لكن ترتّب أثرها لا يكون إلاّ بإضافتها إلى شيء مقدور ، كالقدرة مثلاً ، فإنّ أصل تحقّقها له تعالى لا يحتاج إلى شيء آخر ، فليست الإضافة معتبرةً في مفهومها ، لكن أثر القدرة لا يتنجّز إلاّ بوجود مقدور .

وإمّا سلبية ، وهي ما يُعتبر في مفهومها السلب ، كالبساطة والتجرّد والوحدة والغنى وأشباهها ؛ إذ الأَوّل سلب التركيب ، والثاني سلب المادة وعوارضها ، والثالث سلب الشركة ، والرابع سلب الفقر وهكذا ، فهذا القسم وإن كان على صورة الثبوت لكنّها من النفي حقيقة ، على حدّ سلب الجسمية والمعاني والرؤية والحلول والاتحاد ، وغيرها من الصفات السلبية ظاهراً وواقعاً.

ثمّ يقال للقسم الأَوّل والثالث : الصفات الذاتية ، والصفات الكمالية ، ويعبّر عن القسم الثاني بالصفات الفعلية ، والصفات الإضافية ، والصفات الجمالية ، وهنا قسم آخر لم يذكروه وسمّيناه بالصفات المدحية  ... ، ويسمّى الجميع بالصفات الثبوتية ، وأمّا القسم الرابع فيقال له ـ بكلا نوعيه ـ الصفات السلبية ، والصفات الجلالية ، والصفات التقديسية ، والذي يهم في المقام بيانه هو فرق الذاتية والفعلية ، وأنّه كيف نعرف أنّ هذه الصفة الثبوتية فعلية وهي حادثة ، وتلك ذاتية وهي قديمة ؟

وإليك ذكر ما يفرّق بينها من الموازين .

1 ـ كلّ صفة أمكن نفيها عن الواجب القديم ، وصحّ إثبات نقيضها له ، فهي فعلية ، وإلاّ فهي ذاتية ؛ وذلك لأنّ الصفة الذاتية إمّا واجبة بل عين ذاته كما هو الحق ، وإمّا واجبة الثبوت للذات فلا يمكن انفكاكها عنها (3) .

2 ـ كلّ صفة كان لها ضدّ وجودي فهي فعلية ؛ إذ الذاتية عين الذات ، وستعرف في محله أن لا ضدّ للذات الواجبة ، وأمّا إذا لم يكن لها ضدّ فلا يجب أن تكون ذاتيةً ، فالملازمة من أحد الطرفين كما لا يخفى .

3 ـ كلّ صفة اعتبرت في مفهومها الإضافة فهي فعلية ؛ لاحتياجها إلى غير الواجب، فلا يعقل كونها ذاتيةً ، وهذا واضح ، وكلّ صفة لم تكن إضافية محضة فهي ذاتية ؛ إذ لا واسطة بين الفعلية والذاتية ؛ فحيث إنّ الصفة غير الإضافية المحضة لا تكون فعليةً ؛ للزوم الإضافة في قوام الفعل ، فهي ذاتية لا محالة .

4 ـ كلّ ما وقع تحت قدرته فهو من الصفات الفعلية ، وما لم يقع فهو من الصفات الذاتية ؛

والسر في ذلك واضح ، فإنّ الخارج عن القدرة ليس إلاّ الواجب .

5 ـ كلّ صفة أمكنة وقوعها تحت الإرادة فهي فعلية ، وإلاّ فهي ذاتية ، ويظهر وجهه ممّا سبق .

وأمّا قوله تعالى : {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى: 29]، وقوله ( عليه السلام ): ( شاء ـ أي الله ـ أن لا يكون شيء في ملكه إلاّ بعلمه ) حيث تعلّق المشية بالقدرة وبكون الشيء معلوماً له تعالى ، مع أنّ القدرة والعلم من الصفات الذاتية ، فلابدّ من توجيههما بوجه مقبول .

6 ـ كلّ صفة وقعت في حيّز ألفاظ دالّة على الحدوث والإمكان فهي فعلية لا محالة ، ومن الألفاظ المذكور : سوف ، سين الاستقبال ، جملة من حروف الجر ، عسى ، ونظائرها ، الفاء العاطفة الدالة على الترتيب ، ثمّ ، إذا ، إن ، لو ، وغير ذلك .

قال الله تعالى : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} [المائدة: 54]، {سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} [التوبة: 71]، {لِيُضِلَّ قَوْمًا} [التوبة: 115]، {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } [التوبة: 102]، {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى} [المؤمنون: 45]، {إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ } [النحل: 40]، {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [الحج: 52] ، { وَلَوْ شِئْنَا} [الأعراف: 176].

وأمّا قوله تعالى : {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ } [الأنفال: 23]، وقوله : {إِلَّا لِنَعْلَمَ} [البقرة: 143] وأمثاله فسيأتي ما يتعلّق به في مبحث علمه إن شاء الله .

ثمّ إنّ هذا الميزان الأخير السادس ـ لمكان اتخاذه من ظواهر الألفاظ ـ ظني غير قطعي ...

____________________

 

(1) كما قال شاعرهم :

   عالم وقادر وحى است مريد ومدرك     ***     هم قديم وابدى دان متكلم صادق

 

(2) كما قيل :

  نه مركّب بود ونه جسم مرئى نه محل     ***   لا شريك است ومعانى تو غنى دان خالق

 

(3) وأمّا الصدق والعدل ، وأن لا يجوز سلبهما عن الله تعالى في شيء من الأوقات عند الناس، إلاّ أنّ سلبهما بسلب منشائهما ، فيقال : إنّه لم يكن متكلّماً ومعاملاً أزلاً فلا يكون صادقاً وعادلاً.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.