أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3545
التاريخ: 5-11-2015
3674
التاريخ: 15-6-2017
2610
التاريخ: 10-12-2014
3612
|
كان الرسول الأكرم القدوة الحسنة للإنسانية جمعاء ، يبلّغ آيات اللّه ويفسّرها ويفصّل أحكامها ببيان جلي ، وجماهير المسلمين حريصة على الاقتداء به في القول والعمل . وبحلول شهر ذي القعدة من العام العاشر للهجرة عزم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على أداء فريضة الحج - ولم يكن قد حج من قبل وذلك ليطلع الأمة على أحكام اللّه في فريضة الحج فتقاطرت ألوف المسلمين على المدينة وتجهّزوا للخروج مع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى بلغ عددهم ما يقارب مائة ألف مسلم من مختلف الحواضر والبوادي والقبائل ، تجمعهم المودة الصادقة والاخوة الإسلامية والاستجابة لنداء الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن كانوا بالأمس القريب أعداءا متنافرين ، جهّالا كافرين . واصطحب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) معه كل نسائه وابنته الصديقة فاطمة الزهراء ، وتخلّف زوجها علي بن أبي طالب في مهمة بعثه بها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، واستعمل على المدينة أبا دجانة الأنصاري .
وفي منطقة ذي الحليفة أحرم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فلبس قطعتين من قماش أبيض ولبّى عند الإحرام قائلا : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لبيك لا شريك لك لبيك » .
وفي الرابع من شهر ذي الحجة الحرام شارف النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) مكة وقطع التلبية ، ثم دخل المسجد الحرام وهو يكثر الثناء على اللّه ويحمده ويشكره فأستلم الحجر وطاف سبعا وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم سعى بين الصفا والمروة والتفت إلى الحجيج قائلا : « من لم يسق منكم هديا فليحلّ وليجعلها عمرة ، ومن ساق منكم هديا فليقم على إحرامه » .
ولم يستجب بعض المسلمين لأمر الرسول هذا ظنا منهم أنّ عليهم أن يفعلوا كما يفعل الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) من عدم التحلّل من الإحرام ، فغضب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لموقفهم وقال : « لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم »[1].
وأقفل علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) راجعا من اليمن إلى مكة ليلتحق برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد ساق معه ( 34 ) هديا . وعلى مقربة من مكة تعجل لدخولها واستخلف أحد افراد سريته عليها . وسرّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بلقاء عليّ وما حقّقه من نجاح باهر في اليمن وقال له : انطلق فطف بالبيت وحلّ كما حلّ أصحابك . فقال ( عليه السّلام ) : يا رسول اللّه اني أهللت كما أهللت ، ثم قال ( عليه السّلام ) : إني قلت حين أحرمت : اللهم إني أهلّ بما أهل به عبدك ونبيك ورسولك محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) . ثمّ أمره ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يعود إلى سريته ويصحبها إلى مكة ، ولما قدموا على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اشتكوا عليا ( عليه السّلام ) لأنه كان قد رفض تصرّفا خاطئا فعلوه في غيابه ، فأجابهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : « أيها الناس لا تشكوا عليا ، فو اللّه إنه لأخشن في ذات اللّه من أن يشتكى »[2].
وفي اليوم التاسع من ذي الحجة توجه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مع جموع المسلمين نحو عرفات .
ومكث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في عرفات حتى غروب اليوم التاسع ، ومع الظلام ركب ناقته وأفاض إلى المزدلفة وأمضى فيها شطرا من الليل ولم يزل واقفا من الفجر إلى طلوع الشمس في المشعر الحرام . ثمّ توجّه في اليوم العاشر إلى « منى » وأدّى مناسكها من رمي الجمرات والنحر والحلق ثمّ توجّه نحو مكة لأداء بقية مناسك الحج .
وقد سمّيت هذه الحجة ب « حجة الوداع » لأن الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ودّع المسلمين في هذه الحجة التي أشار فيها إلى دنوّ وفاته كما سمّيت ب « حجة البلاغ »
لأنه ( صلّى اللّه عليه واله ) قد بلّغ فيها ما انزل إليه من ربّه في شأن الخلافة من بعده ، ومنهم من سمّاها ب « حجة الإسلام » لأنها الحجّة الأولى للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والتي بين فيها أحكام الإسلام الثابتة في مناسك الحج .
خطبة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في حجة الوداع :
وروي أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خطب خطابا جامعا فقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه :
« أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا . أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى الذي ائتمنه عليها وإنّ ربا الجاهلية موضوع ، وإن أوّل ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب . وإنّ دماء الجاهلية موضوعة ، وإنّ أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإنّ مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية ، والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر ففيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية .
أيها الناس إنّ الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحتقرون من أعمالكم .
أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما ويحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم اللّه . وإن الزمان استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض وإن عدّة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات والأرض ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات وواحد فرد : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .
أيها الناس إن لنساءكم عليكم حقا وإن لكم عليهن حقا . لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلّا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن اللّه قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهنّ بالمعروف ، وإنما النساء عندكم عوار لا يملكن لأنفسهن شيئا ، أخذتموهن بأمانة اللّه واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه فاتقوا اللّه في النساء واستوصوا بهنّ خيرا .
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة فلا يحلّ لامرئ مال أخيه إلّا عن طيب نفس . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ؛ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .
أيها الناس إن ربكم واحد ، وإنّ أباكم واحد ، كلكم لآدم ، وآدم من تراب ، أكرمكم عند اللّه أتقاكم ، ليس لعربي على عجميّ فضل إلّا بالتقوى ، ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم .
قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : فليبلّغ الشاهد منكم الغائب [3].
أيها الناس إن اللّه قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، من ادّعي إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا . . . والسلام عليكم ورحمة اللّه »[4].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|