المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Elliptic Alpha Function
22-4-2019
التقنية الحيوية البيئية Environmental Biotechnology
14-3-2018
أهمية مرحلة البلوغ
2023-05-03
الوصف النباتي للبيكان
2023-12-05
Compound Interest
15-2-2016
حكم من طلع الفجر عليه وهو مجامع.
20-1-2016


حجة الوداع  
  
2598   05:16 مساءً   التاريخ: 6-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص196-199
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3545
التاريخ: 5-11-2015 3674
التاريخ: 15-6-2017 2610
التاريخ: 10-12-2014 3612

كان الرسول الأكرم القدوة الحسنة للإنسانية جمعاء ، يبلّغ آيات اللّه ويفسّرها ويفصّل أحكامها ببيان جلي ، وجماهير المسلمين حريصة على الاقتداء به في القول والعمل . وبحلول شهر ذي القعدة من العام العاشر للهجرة عزم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على أداء فريضة الحج - ولم يكن قد حج من قبل وذلك ليطلع الأمة على أحكام اللّه في فريضة الحج فتقاطرت ألوف المسلمين على المدينة وتجهّزوا للخروج مع النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى بلغ عددهم ما يقارب مائة ألف مسلم من مختلف الحواضر والبوادي والقبائل ، تجمعهم المودة الصادقة والاخوة الإسلامية والاستجابة لنداء الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن كانوا بالأمس القريب أعداءا متنافرين ، جهّالا كافرين . واصطحب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) معه كل نسائه وابنته الصديقة فاطمة الزهراء ، وتخلّف زوجها علي بن أبي طالب في مهمة بعثه بها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، واستعمل على المدينة أبا دجانة الأنصاري .

وفي منطقة ذي الحليفة أحرم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فلبس قطعتين من قماش أبيض ولبّى عند الإحرام قائلا : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لبيك لا شريك لك لبيك » .

وفي الرابع من شهر ذي الحجة الحرام شارف النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) مكة وقطع التلبية ، ثم دخل المسجد الحرام وهو يكثر الثناء على اللّه ويحمده ويشكره فأستلم الحجر وطاف سبعا وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم سعى بين الصفا والمروة والتفت إلى الحجيج قائلا : « من لم يسق منكم هديا فليحلّ وليجعلها عمرة ، ومن ساق منكم هديا فليقم على إحرامه » .

ولم يستجب بعض المسلمين لأمر الرسول هذا ظنا منهم أنّ عليهم أن يفعلوا كما يفعل الرسول القائد ( صلّى اللّه عليه واله ) من عدم التحلّل من الإحرام ، فغضب النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) لموقفهم وقال : « لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم »[1].

وأقفل علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) راجعا من اليمن إلى مكة ليلتحق برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد ساق معه ( 34 ) هديا . وعلى مقربة من مكة تعجل لدخولها واستخلف أحد افراد سريته عليها . وسرّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بلقاء عليّ وما حقّقه من نجاح باهر في اليمن وقال له : انطلق فطف بالبيت وحلّ كما حلّ أصحابك . فقال ( عليه السّلام ) : يا رسول اللّه اني أهللت كما أهللت ، ثم قال ( عليه السّلام ) : إني قلت حين أحرمت : اللهم إني أهلّ بما أهل به عبدك ونبيك ورسولك محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) . ثمّ أمره ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يعود إلى سريته ويصحبها إلى مكة ، ولما قدموا على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) اشتكوا عليا ( عليه السّلام ) لأنه كان قد رفض تصرّفا خاطئا فعلوه في غيابه ، فأجابهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : « أيها الناس لا تشكوا عليا ، فو اللّه إنه لأخشن في ذات اللّه من أن يشتكى »[2].

وفي اليوم التاسع من ذي الحجة توجه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مع جموع المسلمين نحو عرفات .

ومكث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في عرفات حتى غروب اليوم التاسع ، ومع الظلام ركب ناقته وأفاض إلى المزدلفة وأمضى فيها شطرا من الليل ولم يزل واقفا من الفجر إلى طلوع الشمس في المشعر الحرام . ثمّ توجّه في اليوم العاشر إلى « منى » وأدّى مناسكها من رمي الجمرات والنحر والحلق ثمّ توجّه نحو مكة لأداء بقية مناسك الحج .

وقد سمّيت هذه الحجة ب « حجة الوداع » لأن الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ودّع المسلمين في هذه الحجة التي أشار فيها إلى دنوّ وفاته كما سمّيت ب « حجة البلاغ »

لأنه ( صلّى اللّه عليه واله ) قد بلّغ فيها ما انزل إليه من ربّه في شأن الخلافة من بعده ، ومنهم من سمّاها ب « حجة الإسلام » لأنها الحجّة الأولى للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والتي بين فيها أحكام الإسلام الثابتة في مناسك الحج .

خطبة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في حجة الوداع :

وروي أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) خطب خطابا جامعا فقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه :

« أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا . أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى الذي ائتمنه عليها وإنّ ربا الجاهلية موضوع ، وإن أوّل ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب . وإنّ دماء الجاهلية موضوعة ، وإنّ أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإنّ مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية ، والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر ففيه مائة بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية .

أيها الناس إنّ الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحتقرون من أعمالكم .

أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما ويحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم اللّه . وإن الزمان استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض وإن عدّة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات والأرض ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات وواحد فرد : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .

أيها الناس إن لنساءكم عليكم حقا وإن لكم عليهن حقا . لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلّا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن اللّه قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهنّ بالمعروف ، وإنما النساء عندكم عوار لا يملكن لأنفسهن شيئا ، أخذتموهن بأمانة اللّه واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه فاتقوا اللّه في النساء واستوصوا بهنّ خيرا .

أيها الناس إنما المؤمنون إخوة فلا يحلّ لامرئ مال أخيه إلّا عن طيب نفس . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ؛ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد .

أيها الناس إن ربكم واحد ، وإنّ أباكم واحد ، كلكم لآدم ، وآدم من تراب ، أكرمكم عند اللّه أتقاكم ، ليس لعربي على عجميّ فضل إلّا بالتقوى ، ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم .

قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : فليبلّغ الشاهد منكم الغائب [3].

أيها الناس إن اللّه قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، من ادّعي إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا . . . والسلام عليكم ورحمة اللّه »[4].

 


[1] بحار الأنوار : 21 / 319 .

[2] السيرة النبوية : 2 / 603 ، بحار الأنوار : 21 / 385 .

[3] بحار الأنوار : 21 / 405 .

[4] العقد الفريد : 4 / 57 ، الطبقات الكبرى : 2 / 184 ، الخصال : ص 487 ، بحار الأنوار : 21 / 405 ، وقد ورد النص في مصادر السيرة والتأريخ مع اختلاف بالزيادة والنقصان .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.