المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ذكاء تجريدي أو مجرد
25-11-2019
التحضر ومشكلات المدن - المشكلات البيئيّة
2-3-2020
الموطن الاصلي ومناطق انتشار المانجو
25-5-2016
Left Factorial
17-8-2020
أبرز التفاسير التي تعتمد منهج تفسير القرآن بالقرآن
2024-09-15
الحكومة المصغرة
7-9-2018


عمرو بن كلثوم التغلبي  
  
8493   03:01 مساءاً   التاريخ: 29-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص142-145
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018 2359
التاريخ: 14-08-2015 3028
التاريخ: 29-12-2015 4017
التاريخ: 27-09-2015 3403

عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب من بني تغلب، وأمّه أيضا تغلبيّة، فهي بنت المهلهل الشاعر. وكانت مساكن تغلب في الجزيرة الفراتية من أعالي (شماليّ) الشام والعراق.
ولد عمرو بن كلثوم في مطلع القرن السادس للميلاد وساد قومه صغيرا-زعموا ابن خمس عشرة سنة-وكان فارسا شجاعا ذا حميّة معجبا بنفسه. وكان عمرو بن كلثوم يزور عمرو بن هند ملك الحيرة (554-570 م) وينشده الشعر ولكن لا يمدحه. ويبدو أن شيئا من الوحشة قد وقع بين ابن كلثوم وابن هند منذ ذلك الحين، ثم اتفق أن قتل عمرو بن كلثوم عمرو بن هند، في حديث طويل، عام 52 ق. ه‍. (570 م)، في العام الذي ولد فيه محمد رسول اللّه.
عمرو بن كلثوم من المعمّرين، ولعلّه أوفى على المائة ثم مات قبل انتهاء القرن السادس للميلاد (1).
نزاع بكر وتغلب بعد صلح البسوس
لم تنته العداوة من جرّاء حرب البسوس بتوقف المعارك. فلما جاء عمرو ابن هند (554 م) رغب في حسم النزاع بين بكر وتغلب فجمع بينهم ثم أخذ من كل قبيلة مائة رجل جعلهم عنده رهائن، فكانوا أبدا معه يرحلون برحيله وينزلون بنزوله ويغزون معه. وإذا اتفق أن غدرت إحدى القبيلتين فقتلت أحدا من أفراد القبيلة الأخرى أقاد عمرو بن هند ذلك المقتول من رهائن القبيلة المعتدية.
في ذات يوم أرسل عمرو بن هند جماعة من الرهائن التي في يديه، من بني بكر وبني تغلب، في أمر من أموره، فنزلوا، في طريقهم، بالطرفة وهي لبني شيبان وبني تيم اللات أحلاف بني بكر. فقيل ان بني شيبان وبني تيم اللات أجلوا التغلبيين عن الماء فمات التغلبيون عطشا؛ وقيل بل أصابت الجماعة كلّهم ريح السّموم فاتّفق أن هلك التغلبيون وسلم البكريون منهم. فغضب بنو تغلب وطلبوا ديات أبنائهم من بكر-بحجة أن أحلافا لبكر كانوا السبب في الكارثة-فأبى البكريون ذلك بحجة أنهم غير مسؤولين عن ضلال التغلبيين و عن ريح السّموم أو عن أعمال أحلافهم، إن صحّت دعوى تغلب على احلافهم. وكادت الحرب تعود من جديد. فعمد عمرو بن هند إلى التوفيق بين القبيلتين فجمع أشرافهما وساداتهما في مجالس متعددة كان آخرها الجلسة التي قيلت فيها معلّقة عمرو بن كلثوم ومعلّقة الحارث بن حلّزة، فيما يروى.
عمرو بن كلثوم شاعر مطبوع مقلّ، وصل الينا من شعره معلّقته وبضع مقطّعات. ويقال إن معلّقته كانت تبلغ ألف بيت، ولكن لم يصلنا منها إلاّ عشرها أو أقل قليلا. والمعلّقة ترجع إلى زمنين منفصلين: نظم بعضها قبل مقتل عمر بن هند، ونظم بعضها بعد مقتله بزمن يسير؛ وهي تدور على الحماسة والفخر: يفتخر فيها الشاعر بقومه، ويكثر فيها من مخاطبة عمرو بن هند بالوعيد، ثم يذكر يوم خزازى. وفيها شيء من الغزل ووصف الخمر ومن الحكمة.
المختار من معلقته:
أبا هند فلا تعجل علينا... وأنظرنا نخبّرك اليقينا (2)
بأنّا نورد الرايات بيضا... ونصدرهن حمرا قد روينا (3)
وأيّام لنا غرّ طوال... عصينا الملك فيها ان ندينا (4)
بأيّ مشيئة، عمرو بن هند... نكون لقيلهم فيها قطينا (5)
بأي مشيئة، عمرو بن هند... تطيع بنا الوشاة و تزدرينا (6)
تهدّدنا وتوعدنا، رويدا... متى كنّا لأمّك مقتوينا (7)
فان قناتنا، يا عمرو، أعيت... على الاعداء قبلك أن تلينا (8)
ونحن غداة أوقد في خزازى... رفدنا فوق رفد الرافدينا (9)
وكنّا الأيمنين إذ التقينا... وكان الايسرين بنو أبينا
فصالوا صولة في من يليهم ... وصلنا صولة في من يلينا (10)
فآبوا بالنهاب وبالسبايا... وأبنا بالملوك مصفّدينا (11)
إليكم، يا بني بكر، إليكم... ألمّا تعلموا منّا اليقينا (12)
وقد علم القبائل-غير فخر...    إذا قبب بأبطحها بنينا (13)
بأنّا العاصمون إذا أطعنا... وانّا العارمون إذا عصينا (14)
وأنّا المطمعون إذا قدرنا... وأنّا المهلكون إذا ابتلينا (15)
وأنّا المانعون لما أردنا... وأنّا النّازلون بحيث شينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا... ويشرب غيرنا كدرا وطينا
على آثارنا بيض حسان... نحاذر أن تقسّم أو تهونا (16)
ظعائن من بني جشم بن بكر... خلطن بميسم حسبا ودينا (17)
يقتن جيادنا ويقلن: «لستم... بعولتنا إذا لم تمنعونا» (18)
إذا لم نحمهنّ فلا بقينا ... لشيء بعدهنّ ولا حيينا
إذا ما الملك سام النّاس خسفا... أبينا أن نقرّ الذّلّ فينا (19)
ألا لا يجهلن أحد علينا... فنجهل فوق جهل الجاهلينا (20)
ألا لا يحسب الاعداء أنّا... تضعضعنا وأنّا قد ونينا (21)
كأنّا، والسيوف مسلّلات... ولدنا النّاس طرّا أجمعينا (22)
إذا بلغ الفطام لنا صبي... تخرّ له الجبابر ساجدينا!
ملأنا البر حتّى ضاق عنّا... وظهر البحر نملأه سفينا
لنا الدنيا ومن أضحى عليها... ونبطش حين نبطش قادرينا
_____________________
1) في الاعلام للزركلي (5:256) :40 ق. ه‍. (584 م).
2) ابا هند: يا عمرو بن هند.
3) نأخذ راياتنا إلى الحرب بيضا ثم نرجع بها حمرا من دم الاعداء.
4) أيام: معارك. غر: بيض، نصرنا فيها. طوال: مشهورة-حاربنا الملوك حتى لا نخضع لهم.
5) القيل: الملك أو الرئيس. القطين: الخادم. -الاصل في عمرو ان تكون مرفوعة، ولكن الرواية جاءت بفتحها.
6) ازدرى: احتقر.
7) مقتوون: متخذون (بفتح الخاء) للخدمة.
8) نفوسنا لم تذل للملوك قبلك حتى تذل لك الآن.
9) خزازى اسم جبل ومعركة من معارك العرب. غداة اوقد في خزازى: في يوم معركة خزازى، أوقد بنو تغلب نارين على جبل خزارى ليعلموا قومهم بكثرة عدد خصومهم بني بكر. رفد: ساعد-ساعدنا (نزارا على اليمن) أكثر مما يستطيع أحد غيرنا أن يساعد (في الحرب).
10) صال: هجم. يلي: يقرب من
11) مصفدون: مقيدون بالأصفاد
12) اليكم: ابتعدوا عنا، اتركوا منافستنا، أ لم تعرفوا بعد قوتنا في الحرب؟
13) القبة: الخيمة من جلد، وتكون للملوك والرؤساء. الابطح: الارض المستوية.
14) من اطاعنا عصمناه (دافعنا عنه وحميناه)، ومن عصانا عرمنا عليه (قوينا عليهم، ظلمناه، قتلناه).
15) قدرنا: طبخنا (في القدر). ابتلى: جرب-من جرب حربنا هلك.
16) بيض: نساء. نحاذر ان تقسم: نخاف ان يأسرهن الاعداء فيقسمن بين المتحاربين. تهون: تذل، يعتدى على اعراضهن.
17) الظعينة: المرأة، ميسم (بكسر الميم): علامة (جمال، حسن) -اضفن إلى جمالهن شرف النسب والحسب.
18) يقتن جيادنا: يعلفن (يطعمن) خيولنا. تمنعونا: تحافظون علينا، تحموننا.
19) إذا الملك ظلم كل الناس فنحن وحدنا لا نقبل بظلمه.
20) الجهل (هنا) ضد الحلم-إذا سفه أحد علينا زدنا عليه في السفاهة.
21) وني يني: ضعف.
22) إذا سللنا سيوفنا في الحرب شعرنا كأننا ولدنا جميع الناس، أي كأنهم كلهم أولادنا يجب علينا أن نحميهم، ونحن نستطيع ذلك.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.