اقليم البراري والسهوب- المناخ والنبات والتربة

يرتبط هذا الاقليم بالمناخ القاري شبه الرطب. ويتميز بفصلية مناخية بارزة سواء بالنسبة للمطر الذي يتركز سقوطه في الصيف، أو بالنسبة للحرارة. ويشمل هذا الاقليم البراري الأمريكية والسهول العظمى، وأراضي الحشائش الجافة، والسهوب الأوراسية والافريقية، والبامبا في أمريكا الجنوبية (شكل8). ولا يظهر التنوع النباتي في هذه البيئة وإنما ينحصر النبات في نوع واحد وهو الأعشاب مع تنوع واضح في الغطاء النباتي، وينحصر ظهور الأشجار على جوانب المجاري النهرية. وفي أمريكا الشمالية تغطي الأعشاب منطقة البراري من نهر المسيسبي إلى جبال روكي، وكذلك الجزء الشرقي من نهر كولمبيا، وعموماً تحتل الحشائش الطويلة القسم الشرقي من الاقليم، بينما تسود الحشائش القصيرة الجزء الغربي منه. وفي أوكرانيا تمتد البراري في نطاق ضيق عبر روسيا حتى خط طول 090 شرقاً. ويظهر في منغوليا وشمالي الصين الأعشاب القصيرة، بينما تظهر في أمريكا الجنوبية الحشائش في اقليم البامبا شرقي الأرجنتين والأوروغواي، وجنوب البرازيل. ويرتبط توزيع الحشائش الطويلة (التي يزيد ارتفاعها عن متر) في المناطق الرطبة من الاقليم، بينما يرتبط توزيع الحشائش القصيرة (السهوب) في المناطق الأقل رطوبة أي شبه الجافة.

المناخ الملازم للبراري في نصف الكرة الشمالي هو المناخ القاري، حيث يكون الشتاء بارداً ويكون الصيف حاراً ومعدل درجات الحرارة مرتفع، ولذلك يظهر العجز في المحتوى المائي للتربة على الهوامش شبه الجافة. أما حيث يطغى المناخ القاري الرطب وشبه الرطب فإن العجز المائي للتربة يكون أقل. وفي البامبا حيث المناخ يتحول إلى شبه مداري رطب فإن الفائض المائي للتربة يصل إلى 300 ملليمتر.

التربة في الاقليم سميكة، لونها بني غامق أو تميل إلى السواد وبخاصة في الأفق العلوي الذي يضم الأفق A و B. أما الحيوانات السائدة فهي من الأنواع صغيرة الحجم باستثناء بعض أنواع من الحيوانات الراكضة الكبيرة آكلة الأعشاب مثل الثور الأمريكي (أمريكا الشمالية) والحصان البري في السهوب الروسية، هذا بالإضافة إلى أنواع عديدة من القوارض والثدييات التي تميزت بقدرتها على الحركة والقفز خلال الحشائش الطويلة مما يجعلها بعيدة عن الحيوانات التي تحاول افتراسها.