المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



البشارة بالامام المهدي عجل الله فرجه  
  
1170   11:12 صباحاً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : العلامة السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص283
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

ورد في روايات متواترة وأحاديث متظافرة البشارة بالمهدي عليه السّلام ، وبأنه تكون له‌ غيبة من طرق العامة و الخاصة. وقد روى ذلك من العامة البخاري، ومسلم، وأبو داود، و الترمذي، ومؤلف جامع الأصول و غيرهم‌   ، وقد ورد في كتب العامة من الروايات في ‌القائم المهدي ما يزيد على مائة و خمسين حديثا، وفي الكتب المعتبرة والأصول المقررة ما يزيد على ألف حديث، وفي الصواعق المحرقة لابن حجر (1) في أحوال العسكري مالفظه : ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة عليه السّلام و عمره عند وفاة أبيه خمس‌ سنين، لكن آتاه اللّه فيها الحكمة وسمي القائم المنتظر، قيل لأنه عليه السّلام ستر بالمدينة وغاب ولم يعرف أين ذهب.

وذكر نحو ذلك غيره من العامة ، كابن خلكان ، وصاحب الفصول المهمة ، ومطالب‌ السؤول و شواهد النبوة ، قال ابن خلكان في تاريخه: هو ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على‌ اعتقاد الإمامية المعروف الحي ، وهذا الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي ، وهو صاحب السرداب عندهم ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان‌ من السرداب بسر من رأى ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ‌ومائتين، ولما توفي أبوه كان عمره خمس سنين، واسم أمه خمط وقيل نرجس، والشيعة يقولون إنه دخل السرداب في دار أبيه - و أمه تنظر إليه ، فلم يخرج بعد إليها ، وذلك في سنة خمس و ستين و مائتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ست و خمسين و هو الأصح،و إنه لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين، وقيل خمس سنين ، وقيل انه دخل السرداب سنة خمس و سبعين و مائتين و عمره عشر سنين و اللّه أعلم. انتهى.

...[و] الأدلة العقلية والبراهين النقلية على وجوب وجود الإمام‌ وعصمته[كثيرة] ، وليس في هذا الزمان إمام موجود غيره، فوجب القول بإمامته. وقد تواترعنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من طرق العامة والخاصة أن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (2) .

و الاخبار من طرق الشيعة بالنص عليه وأنه الإمام الثاني عشر وانه ابن الحسن‌ العسكري عليه السّلام متواترة ، بل تزيد على عدد التواتر، وكلها مقرونة بالإعجاز لأن كل واحد من آبائه الكرام أخبر بترتيب إمامتهم إلى الثاني عشر، وبخفاء ولادته و غيبته الكبرى ‌والصغرى، على أنه قد رآه جملة كثيرة من أوليائه و شيعته واستفادوا منه، وقد تقدم أن ‌استبعاد المخالفين بقاءه و تعميره في هذه المدة سفسطة ظاهرة لا تعارض الأدلة العقلية والنقلية، وقد غاب جملة من الأنبياء و المرسلين قبله غيبات طويلة و قصيرة، كما هو مذكور في إكمال الدين وغيره. وقد تواتر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من طرق العامة والخاصة أن ما يقع في الأمم السالفة والأعصار الماضية يقع في هذه الامة  (3) ، والمشهور أن ولادته في سنة خمس و خمسين بعد المائتين من الهجرة، وقيل ست و خمسين، فتأريخ الولادة نور والمشهور أنه في ليلة الجمعة ليلة النصف من شعبان، وألقابه الشريفة المهدي، والقائم، والحجة، والمنتظر، وصاحب الأمر.

والمروي أنه عليه السّلام لما ولد ظهر له نور ساطع بلغ افق السماء ، وعلى ذراعه الأيمن‌ مكتوب جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، وهبطت طيور بيض من السماء تمسح اجنحتها على رأسه و وجهه و سائر جسده، ثم طارت. ولما أتي به إلى أبيه العسكري ‌أخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحهما ، ثم ادخله في فيه فحنكه، ثم أدخله في أذنيه ‌وأجلسه في راحته اليسرى فاستوى ولي اللّه جالسا، فمسح يده على رأسه وقال له : "يا بني‌ انطق بقدرة اللّه، فاستعاذ ولي اللّه من الشيطان الرجيم و استفتح ببسم اللّه الرحمن الرحيم : {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 5 ، 6] . وصلى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و على أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة واحدا واحدا حتى انتهى‌ إلى أبيه".

وفي رواية ثم قال عليه السّلام : "يا بني اقرأ مما أنزل اللّه على أنبيائه ورسله"، فابتدأ بصحف‌ آدم فقرأها بالسريانية ، وكتاب ادريس، وكتاب نوح، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وانجيل عيسى، وفرقان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله و سلّم، ثم قصّ قصص ‌الأنبياء والمرسلين إلى عهده.

صفاته و علاماته :

في العيون عن الكاظم عليه السّلام قال: "لا يكون القائم إلا إماما ابن إمام ، ووصيا ابن‌ وصي". وفي إرشاد المفيد و غيبة الشيخ عن الباقر عليه السّلام أنه سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن ‌المهدي ما اسمه فقال: "اما اسمه فإن حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه اللّه". قال فأخبرني عن صفته ، قال : "هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر يسيل شعره على‌ منكبيه ، و نور وجهه يعلو ساد لحيته ورأسه".

وعن الصادق عليه السّلام قال: "إذا توالت ثلاثة أسماء محمد و علي و الحسن كان رابعهم‌ القائم". وعنه عليه السّلام : "اسمه اسم نبي ، و اسم أبيه اسم وصي". وعنه عليه السّلام قال: "يقوم ‌القائم وليس في عنقه بيعة لأحد". وفي الفصول المهمة صفته عليه السّلام شاب مربوع القامة حسن الوجه و الشعر يسيل‌ على منكبيه، اقنى الأنف أجلى الجبهة، قيل إنه غاب في السرداب و الحرس عليه كان ذلك‌ سنة ست وسبعين ومائتين.

__________________

(1) انظر الصواعق لابن حجر ص  124  ط مصر سنة  1312  وسبائك الذهب للسويدي ص  76 .

 (2) انظر شرح النهج ج3 ص292 ورياض الصالحين للنوري الشافعي ص164 ط مصر سنة 1433 .

(3) انظر شرح النهج ج 2  ص 490 ،وصحيح البخاري ج  4  ص  189 .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.