قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } [الحج: 52]ليس فيها ما يدل على الخرافة ، التي ذكروها. ويقتضي (1) التلاوة ،كما قال حسان (2):

تمنى كتاب الله أول ليله          وآخره لاقـى حمام(3)المقادير

فإن أراد (4) التلاوة ، فالراد: إن من أرسل قبلك من الرسل ، كان إذا تلا ما يؤديه ( 5) إلى قومه ، حرفوه: عليه ، بزيادة ، اونقصان.

وأضاف ذلك الى الشيطان ، لأنه يقع بوسوسته (6) ، وغروره. وإن كان المراد ، تمني القلب ، فالشيطان (7) ،متى تمنى بقلبه بعض ما يتمناه من الأمور ، يوسوس اليه البطل ، ويحدثه بالمعاصي ، ويغريه بها ، ويدعوه اليها. فإن الله _ تعالى (8) -ينسخ ذلك ، ويبطله بما يرشده من مخالفة الشيطان ، وعصيانه ، وترك غروره. ثم بين أن الله ، يزيل ذلك ، ويدحضه (9) بظهور حجته ، وإنما خرجت الآيةعلى الوجوه ،مخرج التسلية له.

_____

1- في (ك) و(ح): تقتضي. بتاء المضارعة المثناة من فوق.

2- أخل به ديوان حسان بن ثابت بطبعاته المتعددة المختلفة. ثم أنظر: السيرة النبوية لابن هشام:٢:١٨٦ ،وفيه: وافى حمام المقادر. الزاهر:١٦٠:٢ وكلها بلا عزو. متشابه القرآن:٢: ٥١١.

معزواً الى حسان.وفي التبيان في تفسير القرآن:٣١٩:١معزواًالى كعب بن مالك.مجمع البيان: ٩١:٤ منسوباً إلى حسان. ثم لسان العرب (مني) غير معزو أيضاً.

3- في (ح): الحمام. مع (أل)

4- (ش) :فأراد.

5- (أ):يؤده.

6- في(ش): يوسوس. وهوتحريف.

7- في(هـ): والشيطان. مع الواو. والعبارة: «بوسوسته... فالشيطان» ساقطة من (أ).

8- (تعالى) ساقطة من (ح).

9- في (ش): يدحظه. بالظاء المعجمة.