تبرز أهمية استخدام المنهج التاريخي من خلال حقيقة معروفة ومهمة وهى أن الأنشطة والاتجاهات المعاصرة سواء كانت سياسية او اقتصادية أو علمية لا يمكن فهمها بشكل واضح دون التعرف على أصولها وجذورها وتطورها عبر المراحل التاريخية المختلفة القديمة منها والحديثة. ويتعامل الباحث مع مغزى وأهمية المعلومات التي تعكس أنشطة الإنسان وإنجازاته عبر المراحل الزمنية المختلفة والعلاقة بينه وبين الأحداث.

والمنهج التاريخي يستخدمه الباحثون الذين تستهويهم معرفة الأحوال والأحداث التي جرت في الماضي. ويسهم هذا المنهج في دراسة الخصائص المتعلقة بالظواهر الاجتماعية والسلوكية التي كانت منتشرة في الماضي، ومازال المجتمع يعاني من انتشارها، ومن ثم يمكن عمل مقارنة بين الظروف التي ساعدت على انتشارها في الماضي، والظروف التي ساعدت على انتشارها في الحاضر؛ من أجل التوصل إلى أفضل السبل الممكنة لمحاصرتها، والقضاء عليها مع أخذ الحيطة اللازمة فيما يتعلق باحتمال انتشارها في المستقبل (1).

ولاشك أن المنهج التاريخي المقارن يستخدم في إعادة تفسير البيانات أو إعادة التفسيرات القديمة عن طريق طرح أسئلة مختلفة، والعثور على أدلة جديدة وتجميعها من عدة جوانب مختلفة، ويمكن للبحث المقارن التاريخي تعزيز المفاهيم، وبناء نظرية من خلال النظر في الأحداث التاريخية أو الثقافية المتنوعة السياق، ويمكن للبحث توليد مفاهيم جديدة لتوسيع  الآفاق لها، وتقتصر المفاهيم الأقل عرضة على فترة تاريخية واحدة أو ثقافة واحدة يمكن أن تقوم على أساس تجارب الناس الذين يعيشون في سياقات ثقافية وتاريخية (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Robert L Miller and Brewer, John D. The A-Z of Social Research: A Dictionary of Key Social Science Research Concepts, SAGE Publications, London, 2003, PP: 139, 140.

(2) John Scott & Gordon Marshall, A Dictionary of Sociology (Oxford Dictionary of Sociology Oxford University Press,2008,p234