أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
1430
التاريخ: 2024-10-03
137
التاريخ: 8-3-2022
1593
التاريخ: 12-5-2016
1999
|
مكان المنظومة
لو أنك نظرت إلى السماء في ليلة صيف صافية، غاب قمرها، ووقفت متأملا في مكان بعيد أضواء المدينة، فسوف ترى سحابة عريضة تمتد وسط القبة السماوية، مضيئة ضوءاً يضفي روعة على ضوء النجوم المتلألئة المنتشرة في فضاء الكون، إن هذا الذي تراه سحبة، هو في الحقيقة ملايين النجوم البعيدة جداً، تجمعت في هذا النطاق العريض من السماء، فبدا لعينيك هذا النور السحابي الهادئ .
تلك هي مجرتنا التي نعيش على أحد أجرامها الصغرى، ونعني بذلك الأرض، وقد أطلق العرب على هذه المجرة اسم نهر المجرة،، في حين يدعوها العامة درب التبانة، أما الاغريق فقد أسموها الطريق اللبني Milky Way، وهي لا تزال تحمل هذا الاسم في اللغات الأوروبية. ومن الثابت الآن، أن تلك المجرة هي واحدة من أعداد لا تحصى من المجرات التي يزخر بها فضاء هذا الكون الرحيب، وتفصل بينها مساحات شاسعة تبدو فضاء مظلما يبعث في النفس الرهبة.
فمجرتنا إذن تتألف من مجموعات هائلة جداً من النجوم على أبعاد سحيقة، على الرغم مما يبدو لنا من تواجدها بالقرب من بعضها البعض، وتتحرك المجرة منطلقة في الفضاء وفق نظام معين، ويقدر الفلكيون أن عدد النجوم مائة ألف مليون نجم، أحدها شمسنا، أما شكل هذه المجرة فيشبه العدسة المفلطحة جداً، والتي يبلغ طولها من الطرف إلى الطرف الآخر مائة ألف سنة ضوئية (والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة بسرعة 186 ألف ميل أو 300 ألف كيلومتر في الثانية). وتقع الشمس وبقية أفراد المنظومة، قرب أحد أطراف هذه العدسة بعيداً عن المركز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجرتنا تدور حول نفسها، ولما كانت المنظومة الشمسية قرب طرفها فإنها تدور معها، ويقدر أن المجرة تكمل الدورة الواحدة في 225 مليون سنة مما نعد على الأرض، وليست هناك أكثر من خمس مجرات قريبة من مجرتنا، وذلك في حدود بعد فلكي مقداره مليون سنة ضوئية، وقد تبين أن هذه المجرات تبتعد عنها بسرعة مذهلة تتراوح بين 80 ألف و 145 ألف كيلومتر في الثانية، وهذا الاكتشاف هو الذي جعل علماء الفلك يعتقدون بأن الكون يتمدد ويتسع.
تلك، عزيزي الدارس، بعض الحقائق، شئنا من خلالها أن تدرك مدى عظمة الكون، وجلال القوانين التي تحكمه وتضبط حركته بكل دقة وكمال. ولعل في ذلك إذكاء الشعور لديك بتواضع أبعاد منظومتنا الشمسية على كبرها بمقاييسنا البشرية، وإذا كان الأمر كذلك، فإن نظرتك إلى كوكبنا الأرضي تتقرر في ضوء ما أسلفنا من أبعاد وأحجام، فالأرض أحد أفراد منظومة صغيرة، تتجمع حول نجم متواضع بين آلاف الملايين من النجوم، إلا أن للأرض من الميزات ما لم يتوافر لأشقائها من الكواكب، فبيئتها بتميزها على النحو الذي سنوضحه فيما بعد، قد أهلتها لأن تكون مهدا لحياة تنوعت صورها وتعددت على هذا النحو المدهش الذي ما زالت البشرية تميط اللثام عن روعته شيئاً فشيئاً. وأذكر أن رائد الفضاء الأمريكي جيمس اورن قال أن منظر الأرض من الفضاء أخاذ، لا يضاهي جماله وروعة بهائه أي كوكب آخر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|