أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-15
967
التاريخ: 18-2-2022
1722
التاريخ: 9-7-2021
2004
التاريخ: 2-6-2020
5668
|
مشكلة فقدان أماكن الترويح والاستجمام
لا أحد ينكر أن تحديد الأراضي المخصصة كحدائق عامة، أو خاصة في وسط المدينة، لا يقل أهمية في وجودها عن الخدمات الصحية، والتعليمية والرياضية والاجتماعية. فهي رئة خضراء في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، وترتفع فيها نسبة الضجيج والضوضاء والغازات السامة من عوادم السيارات التي تلتقي في ميادين وساحات تلك المنطقة.
ومما يزيد الأمر سوءاً، أن اشتداد الطلب على أسعار الأراضي فيها أدى إلى ارتفاع أسعارها ارتفاعا جنونيا. وبدلا من تخصيص مساحات خضراء لهذه الغاية، تستغل الأراضي في وظائف تدر أعلى قدر من الربح. وبالرغم من أن قلب المدينة يضم المراكز الإدارية والمحال التجارية والمكاتب والفنادق والساحات العامة، إلا أنه لا يخلو من بعض الأحياء السكنية). وقد يحقق سكان هذا القلب الحضري بعض المزايا، كالقرب من مركز المدينة الرئيس ومراكز العمل أيضا. وبذلك يوفرون على أنفسهم الانتقال لهذا المكان بوسائل النقل المختلفة.
ونتيجة لتكدس المباني السكنية والازدحام الشديد في هيكل المدينة الطبيعي، وارتفاع نسبة الضجيج والضوضاء والصخب في المدينة، الناجم عن حركة السيارات، وأصوات الباعة وأجهزة الإذاعة المرئية والمسموعة، الأمر الذي يؤدي إلى التوتر والقلق وعدم الراحة لمواطني المدينة.
وقد أصبح من الأهمية بمكان إنشاء المسطحات الخضراء في كل مدينة وبلدة وعاصمة، لتجديد نشاط الإنسان المقيم فيها جسدياً ونفسيا. وتزداد أهمية المساحات الخضراء يوما بعد يوم في المدينة الحديثة، لأنها هي المساحة الوحيدة التي تكافح أخطار الحضارة الميكانيكية. فهي بواسطة الجو والوسط الذي تخلقه أو تصنعه، تؤثر تأثيرا إيجابيا على المجتمع الحضري وبيئته. فإنشاء الحدائق العامة في المحلات السكنية (الكوميون)، بحيث ينال كل فرد في الحديقة ما بين 2 إلى 3 أمتار مربعة كمسطحات خضراء. بالإضافة إلى إقامة الحدائق الخاصة في الحارات السكنية التي يتراوح حجمها ما بين 2000 إلى 5000 نسمة، وخاصة ملاعب ومراجيح للأطفال، وجلسات للمسنين والمسنات، بجانب إنشاء مراكز رياضية للشباب في كل كوميون (محلة سكنية) بحجم ما بين 20 إلى 30 ألف نسمة، حماية لهم من الانحراف وشرب المخدرات أو المسكرات وغير ذلك. ويشرف على تلك المراكز الشبابية أناس متخصصين من ذوي الكفاءات العليا في التوجيه والإرشاد والإعداد للأجيال الصاعدة. كما أن إنشاء برك السباحة للشباب أمر على غاية من الأهمية، تطبيقاً لقول علي بن أبي طالب (عليه السلام) علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل. أي تنشئة الشباب على هذه الفنون العملية، والضرورية في الحياة سواء آنياً أو مستقبلا.
وحينما تخلو المدينة أو المدن من مثل هذه الخدمات، فلا شك أن فقدانها يؤدي إلى أمراض نفسية وجسمية واجتماعية للمجتمع الحضري، والتي لا تحمد عقباها.
كما أن إنشاء المتنزهات المحلية والقومية، سواء غابات مغروسة أو غابات طبيعية بمساحات تتراوح للمحلية والقومية، سواء غابات مغروسة أو غابات طبيعية بمساحات تتراوح للمحلية ما بين 20 إلى 30 كيلو مترا مربعا، وللقومية ما بين 100 إلى 200 كيلو متر مربع سواء في سفوح الجبال، أو التلال، أم في شواطئ البحار أو ضفاف الأنهار، أو في المناطق الحدية بالبادية، كمتنزه راولبندي/ إسلام آباد القومي، والذي يغطي نحو 225 كيلو مترا مربعا ، وكمتنزه مدينة عمان الذي يغطي نحو 50 كيلو مترا مربعا للجنوب منها.
فهذه الخدمات الترويحية لها دور كبير في الترويح عن ساكن المدينة : بوجه خاص، ومجتمعها الحضري على وجه العموم. قال (ص) : روحوا عن أنفسكم، فإن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد. وقال عليه الصلاة والسلام: إن لبدنك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولوطنك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.
هذا بالإضافة إلى زراعة الأشجار على جوانب الشوارع والجزر المتواجدة وسط المدينة، وحول الميادين والساحات العامة في قلب المدينة للتخفيف من الغازات المتصاعدة من عوادم السيارات، والمتمثلة في الغازات الكربونية والكبريتية والكربوهيدرات. أضف إلى ذلك أن كثيرا من المساكن في قلب المدينة القديمة، هي من النوع المتداعي أو الآيل للسقوط، والذي لا يتوفر فيه كثير من المواصفات العصرية. وحينما تهدم تلك المباني المتدهورة، فإنها لا تستغل في إنشاء الحدائق للترويح عن السكان وتخفيف حدة السمية من الغازات والغبار المتطاير، بل يعاد استخدامها في استخدامات أخرى، لجني الأرباح بصورة أفضل من ناحية مادية. ولكنها كخدمة ترويحية لسكان وسط المدينة أكثر فائدة وإيجابية من الناحيتين النفسية والجسدية معا. فالنشاط المفيد الذي تقوم به الكيمياء النباتية على بيئة المدينة الحضرية، وبما تحدثه ، من تطهير وتجديد للهواء بواسطة تبديد الغازات السامة، وامتصاص الغازات الكربونية، وحجز الأتربة على أوراق الشجر والحشائش، وإصدار الأكسجين أو النيتروجين، وتنظيم حالة الرطوبة والحرارة، والقضاء على بعض الروائح الضارة في جو المدينة، والصادرة عن البؤر الكريهة في بعض أحياء المدينة القديمة، وخلق ستارة من الحزام الأخضر، سواء داخل المدينة أو على حوافها الخارجية، لتحميها من ضوضاء حركة المرور والأدخنة الصناعية المتطايرة، هي فائدة لا تقدر بثمن.
كما أن للخضرة داخل تركيب المدينة دورا إيجابيا على الأفراد من العمال المنهكين والمهاجرين من الأرياف والمدن الأخرى، وعلى المسنين والأطفال، غير المتأقلمين مع مناخ المدينة المحلي، لتجدد نشاطهم، وتعيد إليهم التوازن النفسي بسهولة عند جلوسهم في الهواء الطلق في حديقة عامة، أو على ضفة النهر، أو شاطئ بحر أو بحيرة متطورة، أو ممارسة صيد الأسماك أو العاب الجولف للمسنين وغير ذلك... إلخ.
وقد تم تقدير حصة الفرد من مساحة المناطق الترويحية في المدن العملاقة (الميجالويوليس Megalopolis) ما بين 10 إلى 15 مترا كحد مقبول، لما لهذه الخدمة الترويحية من أهمية قصوى على نفسية سكان الحضر ونشاطهم اليومي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|