المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5728 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نماذج رسالية امتحنت فاستقامت  
  
1324   03:05 مساءً   التاريخ: 26-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 164-176
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

عندما نستعرض التاريخ الرسالي ونتأمل فيه جيداً نجد فيه من المؤمنين من تعرض لامتحانات رهيبة : ضغوط اجتماعية ، وسياسية، وفكرية، نفسية وبدنية  فصبرت وتحدت تلك الضغوط ، ولم تستلم لها اعتماداً على الله وأملا بنيل رضاه فأصبحت امثلة حية يقتدى بها على طول مسار خط الإيمان ومشاعل تنير الدرب للسائرين إلى يوم القيامة.

إنها نماذج استعلت على زخارف الدنيا واستهانت بالطغاة فلم تخضع لكل المؤثرات والمغريات الدنيوية .

وهذه النماذج الحية حرية بالدراسة، والتحليل ، والتأمل في مواقفها فإنها رسالة سماوية تجسدت فيهم على الأرض، وعرفتنا قوة الايمان ، وصلابة المؤمن، ومدى ما يمكن ان يبذله المؤمن في سبيل الله، وقد ضرب القرآن الكريم أمثلة مهمة من اولئك العظماء كمؤمن آل فرعون، وامرأة فرعون، وأصحاب الاخدود، وموقف التحدي الذي برز على سحرة فرعون بعد إيمانهم بالله حين عرفوا (فرعون) وردوا على تهديه حين قال لهم : {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الشعراء: 49].

فأجابوه بكل جرأة وتحد وهم يعلمون انه الطاغية الذي يفعل ما يقول {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 50، 51].

 ولأهمية هذا الموقف وعظمته في تاريخ رسالات السماء، جاء في القرآن الكريم عدة مرات بصيغ مختلفة منها قوله تعالى : {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 72، 73]

وفي آية أخرى : {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 50، 51]

هذا مضافاً إلى قصص الأنبياء والمرسلين وما تعرضوا له من تحديات وضغوط وما حدثنا التاريخ به من صلابة أصحاب الرسول الأعظم  وأصحاب علي (عليه السلام) وأولاده المعصومين في مواجهة القوى المعاكسة لتيار الحق والعدل وصبرهم في طريق ذات الشوكة وها نحن نذكر بعض تلك النماذج على سبيل المثال:

1- آسية بنت مزاحم :

هذه المرأة مثال عظيم من امثلة الإيمان حيث إنها واجهت نوعين من الامتحانات والفتن في سبيل الله فقد تجاوزن إغراء المال، والملك، والنعيم الدنيوي في قصور فرعون ، وما فيه من لذات كثيرة ، وظهور اجتماعي يخطف الابصار، وتسيل لأجله لعاب الرجال، وسلطة كبيرة تزهق الارواح بالكلام والإشارة ، وليس من الهين ان يتجاوز الإنسان كل ذلك لولا علو الإيمان وقوته وهذا لا شك اشد من التعذيب البدني الشديد الذي تحملته من فرعون بعد ان اكتشف إيمانها.

قال الشيخ المجلسي ناقلاً عن ابن عباس : (واما امرأة فرعون آسية فكانت من بني اسرائيل، وكانت مؤمنة، مخلصة وكانت تعبد الله سراً وكانت على ذلك إلى ان قتل فرعون امرأة (حزبيل)(1)

فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير فزادت يقيناً، واخلاصاً وتصديقاً، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها، فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجراك على الله جل وعلا؟

فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ، فقالت : ما اعتراني جنون لكن آمن بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين ، فدعا فرعون أمها، فقال لها: إن ابنتك اخذها الجنون ، فأقسم لتذوقن الموت ، او لتكفرن بإله موسى ، فخلت بها امها فسألتها موافقة [ فرعون فيما اراد] فأبت، وقالت : اما أن اكفر بالله فلا والله لا افعل ذلك ابداً ، فأمر بها فرعون حتى مدت بين اربعة أوتاد ثم لا زالت تعذب حتى ماتت، كما قال الله سبحانه : {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ } [الفجر: 10] (2).

وبهذا التحمل والصبر والاستقامة استحقت الخلود والذكر الجميل عبر الأجيال المتعاقبة وإلى يوم القيامة؛ لتكون أسوة لبنات جنسها وغيرهن، يقول تعالى : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 11] .

وهكذا يستعلي الإيمان على الكفر، وتبذل النفوس رخصية في سبيله وترتفع الارواح إلى بارئها ضاحكة مستبشرة، لاستقامتها على دين الله وفوزها برضوانه الذي تهون من أجله كل شدة وعذاب فلقاء المحبوب ، ونيل المطلوب يحول أشواك العناء إلى زهور، والآلام إلى أفراح فعن ابن عباس قال : (أخذ فرعون إمرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها؛ لتدخل في دينه، فمر بها موسى وهو يعذبها، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها، فقالت وهي في العذاب: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة، واوحى الله إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت فأريت البيت في الجنة بني لها من در فضحكت ، فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها تضحك وهي في العذاب)(3).

2- سمية ام عمار بن ياسر :

من اوائل الذين تعرضوا لفتنة الجاهلية ، وتحملوا التعذيب الشديد عائلة آل ياسر: عمار وأبوه وأمه. وكانت هذه المرأة المؤمنة ممن عذب في الله تعالى أرادت قريش منها ان ترجع عن الإسلام إلى الكفر فأبت فضربها او جهل بحربة في قلبها فماتت، وقيل حين وقعت تحت سياط الجلادين اغمى عليها من شدة الضرب ولما افاقت تحت عينها، وطلبت ان تكلم الجلاد بصوتها الضعيف، ولما اقترب منها سألته : (هل محمد بخير) ولم يتحمل ابو جهل هذا التحدث والاصرار فاسشاط غضبا وطعنها فكانت اول شهيدة في الاسلام.

3- خباب بن الارت :

من  المؤمنين الاوائل الذي عذبوا في الله فثبتوا ، اخذه الكفار، وعذبوه عذاباً شديدا كانوا يعرونة ويلصقون ظهره بالرضف (وهي الحجارة المحماة بالنار) ولوو رأسه فلم يجبهم إلى شيء مما ارادوا منه.

وروي السيد الامين عن العلامة بحر العلوم في رجاله: (خباب بن الارت التميمي ابو عبد الله احد السابقين الاولين الذين عذبوا في الدين فصبروا على أذى المشركين .

روي ان قريش اوقدت له ناراً وسحبوه عليها فما اطفأها إلا ودك ظهره وكان اثر النار ظاهراً عليه في جسده ، وحينما سئل عما لقي من المشركين فقال : انظر إلى ظهري أوقدت لي ناراً وسحبت عليها فما اطفأها إلا ودك (4) ظهري، وفي رواية ألبسوه الدروع وصهروه في الشمس فبلغ منه الجهد ما شاء ان يبلغ من حر الحديد والشمس قال الشعبي : ان خباباً صبر ولم يعط الكفار ما سألوه فجعلوا يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم متنه.

ولهذا الصبر والتحمل في سبيل الله نرى ان الإمام علي (عليه السلام) يترحم عليه ، ويذكر صبره واستقامته على دين الله ، وهي شهادة عظيمة لا يعدلها شيء : (رحم الله خباباً قد اسلم راغباً ، وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً واتبلى في جسده احوالاً ، ولن يضيع الله اجر من احسن عملاً)(5).

4- حجر بن عدي الكندي :

من خلص الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال عنه المؤرخون له صحبة ووفادة ، وجهادة ، وعباده ، ومن أفاضل الصحابة ، ثقة معروف شهد فتح مرج العذراء ، وكان عابداً ، زاهدا، ما أحدث إلا توضأ ، وما توضأ إلا صلى ، وهو أول من قتل صبراً في الاسلام ، وكان قائداً شجاعاً ابي النفس، عارفاً بالله تعالى مقاوماً للظلم لا يبالي بالموت في سبيل عقيدته ، بذل كل ما يملك حتى جاد بنفسه في ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) حين استنفر القوم لحرب اهل الجمل فلم يجيبوه فقام حجر وقال : (لا يسوؤك يا أمير المؤمنين مرناً بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعاً على اموالنا ان نفذت ، ولا على عشائرنا ان قتلت في طاعتك)(6)

ولما أخذ مصفوداً إلى الشام بأمر ابن زياد ، قال معاوية اخرجوهم فاقتلوهم ، هناك فحملوا إليها، فقال حجر: ما هذه القرية ؟

قالوا عذراء قال : الحمد لله ، أما والله إني اول مسلم نبحه كلابها في سبيل الله ، ثم اتي بي اليوم إليها  مصفوداً.

وفي أسد الغابة لما أشرف حجر على مرج عذراء قال: إني لأول المسلمين كبّر في نواحيها)(7)

وفي رواية اخرى : (الحمد لله إني لأول مسلم ذكر الله فيها وسبحه وأول مسلم نبح عليه كلابها في سبيل الله ثم أنا اليوم أحمل إليها مصفداً في الحديد).

لقد وقف حجر وأصحابه موقفاً صلباً هز الضمير الإسلامي ، وكشف زيف الحكم الأموي الذي يضمر الكفر ويتقنع بالإسلام فقد قال رسول معاوية له ولأصحابه : (إنا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من علي، واللعن له فإن فعلتم هذا تركناكم، وان أبيتم قتلناكم وأمير المؤمنين يزعم ان دماء كم قد حلت بشهادة اهل مصركم عليكم غير انه قد عفا عن ذلك فابرأوا من هذا الرجل يخل سبيلكم قالوا لسنا فاعلين)(8).

وتتجلى عظمة صبر واستقامة حجر عندما قدم للإعدام فقد ضرب المثل الاعلى في الفداء والتضحية والثبات على عقيدته قال المرزباني: (ثم مشى إليه هدبة بن الفياض الاعور بالسيف فارتعدت فصائله، فقالوا زعمت انك لا تجزع من الموت فإنا ندعك فابرأ من صاحبك فقال : مالي لا اجزع وأنا ارى قبراً محفوراً وكفناً منشوراً ، وسيفاً مشهوراً ؟

وإني والله لا أقول ما يسخط الرب.

فقال له : فأبرأ من علي وقد اعد لك معاوية جميع ما تريد إن فعلت فقال: ألم اقل لك إني لا اقول ما يسخط الرب، ثم قال: إن كنت امرت بقتل ولدي فقدمه، فقدمه فضربت عنقه ، فقيل له تعجلت الثكل ؟

فقال خفت ان يرى ولدي هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية امير المؤمنين علي (عليه السلام) فقيل لحجر : مد عنقك فقال :إن ذلك لدم ما كنت لاعين عليه ، فقدم فضربت عنقه)(9).

وهكذا يمضي الأباة في خط الولاية الحقة مستهنين بكل الصعاب مهما بلغت التضحية بكل غال ونفيس، وهذا هو منتهى الثبات والاستقامة ، وهذا هو الخلود الابدي، وهكذا فليكن رجال العقيدة وإلا فلا.

5- محمد بن ابي عمير الازدي :

من أصحاب الائمة الاطهار، وتلامذتهم نبغ في الفقه وصار علماً يرجع إليه حتى قيل: فيه : ابن ابي عمير افقه من يونس بن عبد الرحمن ، وأصلح وافضل، عذب في سبيل الله تعذيباً رهيباً ، وأصابه من الجهد والضيق امر عظيم ، وسلب الطغاة كل شيء منه إلا كتبه التي ضمنها احاديث اهل البيت (عليه السلام) فقد دفنها واصابتها رطوبة، او أرضه وتلفت وبقي ما يحفظه منها أربعين جلداً سماها بعد ذلك نوادر.

ومن نوادر صموده ما نقل عن الفضل بن شاذان انه سعي بمحمد ابن ابي عمير انه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان ان يسميهم فامتنع، فجرد وعلق بين العقارين وضرب مائة سوط.

قال الفضل فسمعت من ابي عمير يقول : لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط ابلغ الضرب الألم إلي، فكدت ان اسمي، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول: يا محمد ابن ابي عمير : اذكر موقفك بين يدي الله تعالى فتقويت بقوله فصبرت ولم اخبر والحمد لله، قال الفضل: فأضر به هذا الشأن  اكثر من مائة ألف درهم)(10).

هذا غيض من فيض من تلك النماذج التي استقامت على دين الله تعالى وتركت لنا اسمى الدروس والعبر، وبقيت للأجيال مناراً خالداً إلى يوم القيامة انهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وما زالت تلك المدرسة الخالدة تقدم النماذج تلو النماذج ، ولن تتوقف إلى يوم الدين.

وختاماً لهذا البحث ارى من الوفاء لتاريخ الصمود الرسالي ان أذكر من هذه نماذجاً عاصرناها ، ورأيناها بأم اعيننا كيف اعادوا حركة الرسالة من جديد وأيقضوا الأمة من سباتها العميق، وتحملوا من العذاب ما لاعين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر في سجون حزب البعث الصليبي ، حيث سخرت كل أساليب الوحشية البشرية لإزهاق أرواح المؤمنين في زمن صار التعذيب فناً من فنون العصر الحديث، فقد استورد فرعون العراق خبراء متخصصين في التعذيب النفسي والبدني ؛ ولذا يمكن القول وبلا تردد ان ما تحمله مؤمنو العصر من الإرهاب يفوق كل ما اقدم عليه الطغاة في القرون السالفة، فقد جمعوا إلى خبرتهم خبرات الوحوش البشرية الاخرى، واضافوا عليها، وبالرغم من ذلك فقد صمد الدعاة إلى الله صموداً اذهل الجلادين انفسهم، فإن هذه الطاقات التي اودعها الله في خلص عباده اقوى من سياط الجلادين مهما بلغت (فما ضعف بدن عما قويت عليه النية).

وما عرفناه من جرائم هذه المسوخ البشرية قطرة من بحر جرائمهم في اقبية أبي غريب ومديرية الأمن (الرعب) العامة في بغداد ، والفضيلية وغيرها، وها انا أذكر نبذة من صمود هؤلاء الابطال الرساليين الذين تأسوا بالماضين من أسلافهم وتركوا لنا سجلاً حافلاً بالمواقف الرسالية ، فهذا الشهيد الرابع آية الله العظمى المفكر الإسلامي العظيم السيد محمد باقر الصدر يرفض ما عرضه عليه فرعون العصر بقوة وجرأة لا نظير لها، فقال قال له رسول صدام إليه : نحن نعرض عليك اموراً ثلاثة وهي:

1- ان تصدر فتوى بجواز الانتماء إلى حزب البعث، وان ترفع فتواك السابقة بحرمة الانتماء إليه.

2- وان تتنازل عن تأييدك للإمام الخميني.

3- وان تصدر فتوى بحرمة الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية.

فما كان من السيد الشهيد إلا ان يجيبه بصريح العبارة بلا خوف ولا تردد : (اذهب وقل لسيدك انني قد صممت على الشهادة).

ويؤخذ من بيته بعد ان يحاصر فيه تسعة اشهر، ويودع في السجن هو واخته العلوية الطاهرة بنت الهدى، ويعذب تعذيباً رهيباً فأبى إلا ان يبقى صامداً على رسالته، ويمضي إلى الله مضرجاً بدمه صابراً محتسباً.

وهذه الشهيد عبد الصاحب دخيل يعرض عليه المجرم ناظم كزار لعنة الله بين ان يذكر اسماء العاملين الإسلاميين ، وبين ان يرمى في حوض التيزاب، فقال متحدياً له : كل الاسرار في صدري واتحداك ان تخرج حرفاً واحداً منها، ويلقى في حوض التيزاب، ولم ينفث ببنت شفة.

وهذا الشيخ عبد الجبار البصري يؤخذ من بيته، ويعذب تعذيباً شديداً ولم ينتزعوا منه كلمة واحدة، ثم يطلق سراحه في يوم جمعة، ويصادف رجوعه من السجن صلاة الظهر من ذلك اليوم ، فيدخل المسجد ويعتلي المنبر ويؤدي واجبه الشرعي، ولم توقفه كل أساليب التهديد والإغراء، ولما فشلت كل أساليب الإغراء أخذ مرة اخرى وأودع السجن فكان مثالاً في الصبر والاستقامة وكان سلاحه الذي يقاوم به الجلادين وهو معلق والسياط تلهب ظهره (الله اكبر) ولما ساقوه إلى ما يسمى بمحكمة الثورة وأدخلوه في قفص الاتهام، قال له المجرم مسلم الجبوري : لم تعدم إلى اليوم ؟

فقال الشيخ : سوء تقدير منكم ، فإني جعلت من المنبر (دكة) ومن السماعة (غرشة) ولم اسكت يوماً.

فقال المجرم السفاح : هل تعرف ما هو حكمك ؟

فقال الشيخ بكل جرأة وتحد : أحكم كل ما شئت ان تحكم فكلما تحكم فهو لي، إعدامنا شهادة ، وسجننا عبادة واطلاق سراحنا قيادة، وليس فيه شماتة ، وانما الشماتة عندما تسحب انت ومن امرك إلى النار، وأنا أذهب إلى الجنة، وهكذا استمر داعياً إلى الله، ومتحدياً للظالمين حتى مضى شهيداً مضرجاً بدمه .

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هو اسم مؤمن آل فرعون.

(2) المحدث المجلسي ، بحار الانوار: 13/164.

(3) المصدر نفسه.

(4) الودك : الشحم .

(5) السيد محسن الأمين ، اعيان الشيعة : 6/304.

(6) المصدر نفسه : 4/574.

(7) السيد محسن الأمين ، أعيان الشيعة : 4/580.

(8) المصدر نفسه.

(9) السيد محسن الأمين ، أعيان الشيعة : 4/581.

(10) الكشي ، اختيار معرفة الرجال : 2/855 .

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك