أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016
1582
التاريخ: 22/12/2022
1199
التاريخ: 18-6-2022
1463
التاريخ: 7-10-2016
2009
|
لابد أن نعلم أن علاج أي مرض يحتاج إلى أمرين:
الأول: الاعتراف بوجود المرض.
الثاني: إرادة التخلص منه.
وهذان الأمران لا يتوفران إلا بالعلم والعمل فالعلم يؤدي إلى الاعتراف بالمرض، والعمل يطرد ذلك المرض، ثم لابد من معرفة أسباب المرض، وطرق علاجه، فنحن نرى إن الطبيب البدني يفحص المريض ليشخص الجرثوم المسبب للمرض؛ لذلك أفضل طرق العلاج أن يعترف الإنسان بنفسه بالحسد .
أما كيف يعرف ذلك ؟ فجوابه إن هذا الأمر يعرفه . احبه قبل أي شخص آخر - إذا لم يخادع نفسه - ومن علاماته إنه إذا رأى نعمة عند غيره شعر بضيق وعدم ارتياح، أما لعداوته لذلك الشخص، وأما لتمني زوال تلك النعمة حسدا.
فشعور الإنسان بالضيق، والحقد، والغضب على انسان صاحب نعمة وبدون سبب آخر أوضح علامات الحسد، هذا أولأ ...
وثانيا: يجب أن يرجع إلى الأسباب كما أسفلنا ويجتثها من نفسه بالإيمان والوعي؛ لأضرارها عليه في دنياه وآخرته .
فإذا وعى الأسباب استطاع أن يعالج نفسه بنفسه، فإذا علم أن من أسباب الحسد العداوة والبغضاء، وإن البغضاء تمحق الدين والإيمان والحسنات، وحكم عقله في ذلك، استطاع أن يغير حاله إلى حال آخرى، وهكذا بقية الاسباب ...
إن إضرار الحسد على الإنسان في الدنيا والأخرى، حري بكل عاقل فضلا عن المؤمن أن يقف عندها، ويتاملها بدقة ووعي إيماني لكي يستطع إن يقتلعها من نفسه فأي عاقل يرضى لنفسه نكد العيش، وضيقه، وحبط الحسنات، وسلب الثقة بالله تعالى ... هذا من جانب.
ومن جانب آخر لقد تأكد لدينا بالدليل النقلي والروايات المستفيضة في ذلك، والدليل العقلي أن الحاسد يضر بنفسه ولا يضر بالمحسود مطلقا؛ ولذا مثل الحسد بالنار التي تأكل الحطب.
وهو تمثيل دقيق له دلالة خطيرة تستبطن معنى دقيقا مفاده: أن الحسد يحرق الإيمان والدين والحسنات والجسد، والعقل، والقلب، فأي عاقل يرضى لنفسه ذلك .
والأمر الأهم هو ينبغي أن يعلم المعالج أن الحاسد معاد لنعم الله ساخط لقضائه، ناقم على عباده، وهذا ما يعرضه لنقمة الله (سبحانه وتعالى).
وقد طرح الشهيد الثاني قدس سره نوعين من العلاج للحسد نظري وعملي، قال: (وأما الدواء العملي فبعد أن يتدبر ما تقدم ينبغي أن يكلف نفسه نقيض ما يبعثه عليه فيمدح للمحسود عليه عند بعثه على القدح، ويتواضع له عند بعثه على التكبر، ويريد في الإنعام عند بعثه على كفه فينتج هذه المقدمات تمام الموافقة، وتنقطع مادة الحسد، ويستريح القلب من ألمه، وغمه فهذه أدوية نافعة جدا إلا أنها مرة جدا لكن النفع في دواء المر، ومن لم يصبر على مرارة الدواء، لم يظفر بحلاوة العشاء)(1)
ولنختم هذا الفصل ببعض ما ورد من أحاديث شريفة تبين لنا خطورة هذا المرض الوبيء .
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (إن لنعم الله أعداء فقيل: ومن أولئك ؟
قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(2)
وعن أبي عبدالله (صلى الله عليه واله) قال : (آفة الدين الحسد، والعجب، والفخر)(3)
وعنه (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قال الله تعالى لموسى بن عمران: يابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك، فإن الحاسد ساخط لنعمي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني)(4)
قال زكريا (عليه السلام) : قال الله تعالى : (الحاسد عدو لنعمتي ، متسخط لقضائي غير راض لقسمتي التي قسمت بين عبادي )(5).
وقال (صلى الله عليه واله) : (دب إليكم داء الامم من قبلكم الحسد والبغضاء والبغضة هي الحالقة ، لا اقول: حالقة الشعر ولكن حالقة الدين ... )(6).
_______________________
(1) الشهيد الثاني، رسائل الشهيد الثاني: 320 .
(2)الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء : 5/327 .
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه .
(5) الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء : 5/326 .
(6) المصدر نفسه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|