المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

عائلة الحلم الأحمر الكاذب Tenuipalpidae
4-6-2021
Tandem Repeats
30-5-2020
Cardinal Exponentiation
26-12-2021
What is the difference between precision medicine and personalized medicine? What about pharmacogenomics?
5-11-2020
الصدمة النفسية للطفل والحاجات المتنوعة
12-2-2017
Nominalizations denoting unit of activity and activity itself
2023-04-10


في محراب الأبوة(1)  
  
1450   10:13 صباحاً   التاريخ: 23-2-2022
المؤلف : حسين أحمد الخشن
الكتاب أو المصدر : مع الشباب في همومهم وتطلعاتهم
الجزء والصفحة : ص342ــ348
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-5-2021 2329
التاريخ: 2/10/2022 1444
التاريخ: 12-1-2016 1902
التاريخ: 2023-02-07 1227

في محراب الأب تخجل الكلمات وتخشع الأصوات وتخرس الألسنة.. وإلى عرين الأب يدخل المرء متهيباً خائفاً وجلاً.

وعلى جثمان الأب يقف الابن محدودب الظهر فقد بدأت مرحلة الشيخوخة والهرم، فإنك حتى لو كنت في مقتبل العمر ستبقى تشعر بطفولتك وأنت تعيش في كنف أبيك فإذا ما فارق الدنيا شعرت بالكهولة.

وفي رثاء الأب يقف الخاطر الملهم عاجزاً حائراً لا يهتدي بياناً، فماذا عساه يقول؟ وأياً كان ما يقول شعراً أو نثراً فإنه لن يلامس شرف الأبوة.

في محراب الأبوة وقفت حائراً بين حديث الفكر وحديث الوجدان، ودون وعي وجدتني أنشد إلى حديث الوجدان، فقلت لنفسي: وما الضير في ذلك؟ أليس الإنسان عقلاً وقلباً، وكما يحتاج العقل إلى غذاء فإن القلب يحتاج إلى غذاء أيضاً، لهذا فليكن الطابع العام لحديثي في هذه المناسبة طابعاً وجدانياً، ولا سيما أننا في زمن تراجعت فيه العواطف وتخشبت الأحاسيس.

ما أحوجنا إلى حديث الروح

فما أحوجنا في هذه الأيام إلى حديث القلب والروح والوجدان، إلى حديث يثير فينا الأحاسيس الإنسانية ويحرك العواطف النبيلة، فإن كل ما يجري في أمتنا ومن حولنا من توحش وسفك للدماء يشي بأمر واحد، وهو أن القلوب قد قست وأن الإنسان فينا قد قتل، وأن الإنسانية هي الذبيحة قبل أن يكون الإنسان هو الذبيح. وإن الرصاصة التي تطلقها على الآخر إنما تقتل إنسانيتك قبل أن تصل إلى الآخر لتقتله، فقد قست القلوب حتى غدت كالحجارة أو أشد قسوة، وما أعجب هذا الإنسان وما أغرب أمره فبينما تراه حملاً وديعاً سرعان ما يتحول إلى وحش كاسر ضار ينهش لحم أخيه الإنسان بدم بارد!

وبكل أسف أقول: لقد غادرتنا القيم والأخلاق، ومن أشرف وأنبل هذه القيم المغادرة قيمة الأبوة، فلم يعد الابن يعي معنى أن يكون فلان أباه؟ ولا الأب يعي معنى أن يكون أباً!

معنى أن يكون لك أب

أن يكون فلان أباك يعني أنه أصلك وأنت فرعه ولا قيمة للفرع بدون الأصل، أن يكون فلان أباك يعني أنه الشجرة وأنت الغصن وإذا انفصل الغصن عن الشجرة أصابه الذبول واليباس.

أن يكون فلان لك أباً فهذا يعني أن أقل ما يلزمك تجاهه أن تبره وتحسن إليه وأن تكون في خدمته وتنحني إجلالاً واحتراماً له، وأن تبقى في خدمته كلما احتاج إليك، فخدمة الأب هي عبادة لله تعالى، وطاعتك لأبيك هي من طاعتك لله تعالى، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23].

أن يكون فلان لك أباً فهذا يعني أن تعرف حقوقه عليك، وقد سئل الحبيب المصطفى ما حق الوالد على ولده؟ قال: لا يسميه باسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له"(2). أي لا يجلب له المسبة.

وقد جاء أحدهم ذات يوم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشكو إليه أباه ويخاصمه فقال: يا رسول الله هذا أبي وقد ظلمني ميراثي من أمي فسأل النبي (صلى الله عليه وآله) الوالد عن ذلك، فأجابه أنه أنفقه على الولد وعلى نفسه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) حينها للولد: "أنت ومالك لأبيك"(3)، فما أقل حياء هذا الشخص إذ يتجرأ ويقدم أباه للمحاكمة ويشتكي عليه! وفي دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) لوالديه: "اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف وأبرهما بر الأم الرؤوف، واجعل طاعتي لهما وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان وأثلج لصدري من شربة الظمآن"(4).

معنى أن تكون أباً

أن تكون أباً يعني أن تكون الحضن الدافئ لأبنائك، وأن تكون المرشد الناجح لهم، وأن تكون الحصن المنيع الذي يحميهم، وأن تكون أباً يعني أن توزع عاطفتك على جميع أبنائك دون انحياز، فقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى رجلاً معه ولدان وقد قبل أحدهما وترك الآخر فقال: "هلا واسيت بينهما!"(5).

إن انحيازك العاطفي لولد دون آخر يعني أنك تزرع الأحقاد بين الأبناء، ولذا فعندما تطلب من ابنك أن يبرك فعليك أن تعينه على برك، من خلال أخذك بأساليب التربية الناجحة، يقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيما روي عنه: "رحم الله من أعان ولده على بره، قال: قلت: وكيف يعينه؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به"(6).

إن معنى أن تكون أباً يحتم عليك أن تهتم لأمر ابنك وتتحسس همومه وآلامه وآماله، وأن تعلم أن ابنك هو كنفسك فتحت له ما تحب لها وتكره له ما تكره لها، من وصية الإمام علي (عليه السلام) للإمام الحسن (عليه السلام): "ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي"(7).

أن تكون أباً أن تهتم بغذاء أبنائك المعنوي والروحي كما تهتم بغذائهم المادي، وأن تهتم بجمالهم الروحي والخلقي كما تهتم بجمالهم الجسدي.

أن تكون أباً أن تهتم بمستقبل أبنائك وكثيراً ما ن نسمع البعض يقول: "بدي أمن مستقبل أولادي" وهذا جميل، ولكن الأمر المستغرب أننا نهتم لمستقبلهم القريب ولا نهتم بمستقبلهم البعيد يوم يقوم الناس لرب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

الأبوة المعنوية

في محراب الأبوة لا بد أن أطل على معنى آخر من معاني الأبوة ألا وهو الأبوة المعنوية، فلكل منا أب بيولوجي، ولكن من المفترض أن يكون لكل منا أيضاً أباً معنوياً، وما أجمل أن يكون أبونا المعنوي هو أبونا البيولوجي نفسه! والأبوة المعنوية هي أبوة الفكر وأبوة الرسالة وأبوة الإمامة، يقول النبي (صلى الله عليه وآله): "يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة"(8)، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أبونا في الرسالة ونحن أبناؤه في الاتباع والاقتداء، وعيسى ابن مريم (عليه السلام) هو أبونا ونحن أبناؤه في الحب والانتماء، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أبونا ونحن أبناؤه في الحب والولاء.

وإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبانا جميعاً فهذا يعني أننا أخوة، فكيف يستحل الأخ أن يأكل لحم أخيه! {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12] ويا ليته يأكل لحم أخيه بالغيبة فحسب، فقد صار يأكله بالحقيقة! لقد كانت هذه الآية تشير إلى معنى مجازي في أكل لحم الأخ وهو أكله بالغيبة وإذا بمرور الزمان يرينا العجائب حيث إنّ الأمر أصبح حقيقياً!

وإذا كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) أبانا جميعاً (ونحن في هذه الأيام في ذكرى استشهاده) فلماذا يريد البعض منا أن يقزم علياً ليكون أباً لجماعة أو طائفة دون أخرى، علي عابر للطوائف والمذاهب هو بفكره ملك الإنسانية.

يقول بولس سلامة:

هو فخر التاريخ لا فخر شـعب         يدعيه ويصطفيـه وليا

لا تقل شيعة هـواة  عليّ               إن في كل منصف شيعيا

إنما الشمس للنواظـر عيـد            كل طرف يرى الشـعاع السنيا

جلجل الحق في المسيحي حتى       عد من فرط حبه علويا

يا سماء اشهدي ويا أرض قري     واخشعي انني ذكـرتُ عليا

إن أبوة علي (عليه السلام) للمسلمين تجسدت في كل حياته فهي التي دفعته ليتنازل عن حقه من أجل مصلحة الأمة، يقول (عليه السلام): "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا علي خاصة(9).

وإني أتساءل معكم أين الآباء الروحيون لهذه الأمة في هذه المرحلة؟! ما أحوجنا اليوم إلى أبوة تجمع ولا تفرق بين أبناء الوطن الواحد، أبوة تحب ولا تكره، أبوة تحتضن ولا تذبح، أبوة تلم أبناءها جميعاً وتجمعهم وتحتضنهم تحت سقف بيت واحد.

الأبوة المجازية

وهناك شكل ثالث من أشكال الأبوة، وهو الأبوة المجازية التي دعت وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) إلى تكريسها بين بني الإنسان وبين الطبيعة، فالأرض التي نعيش في كنفها هي أمنا وأبونا، فمنها خلقنا وإليها نعود، يقول النبي (صلى الله عليه وآله): "تمسحوا بالأرض فإنها أمكم وهي بكم برة"(10)، وفي حديث آخر: "أكرموا عمتكم النخلة"(11). 

فإذا كانت النخلة عمتنا فما يمنع أن تكون الزيتونة هي خالتنا وأن تكون التينة هي ابنة خالتنا.. وأن تكون الأرض هي أبونا كما هي أمنا.

إن هذه الأحاديث ترمي إلى تأكيد معنى سام ورائع، ألا وهو أن بينك ـ أيها الإنسان ـ وبين هذه الأرض التي تعيش في كنفها علاقة نسبية، فهي أبوك وهي أمك، فانظر كيف تتعامل معها، فلا تعتدي على جمالها، ولا تعبث بنواميسها، كما يحصل اليوم حيث أصبح الكوكب معرضاً للمخاطر بكل ما فيه ومن عليه، وكل ذلك بما جنته أيدي الناس، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

واذا كانت الارض هي امّنا فعلينا ان نرأف بها كما نرأف بالأم وان لا نقسو عليها، فعندما تضع قدميك على النبات فامش بهدوء ولا تسحقه، يقول الشاعر

ارحم الغصن لا نتلهُ بسوء            قد يحس النبات كالانسان

واستمع للخفيف منع تجده            بات يشكو الانسان للرحمن

وإذا كانت الأرض هي أبونا وأمنا وهي مبدأنا وإليها معادنا، وهي مدفن آبائنا وأجدادنا، فمهلاً مهلاً أيها الإنسان لا تقسو عليها، واعلم أنك عندما تمشي عليها فإنك قد تضع قدمك على بقايا أجساد الآباء والأجداد، كما قال الإمام (عليه السلام)، بعض كلماته عند تلاوته لقول الله تعالى: {الهنكم التكاثر}: "..تطأون هامهم وتستثبتون في أجسادهم"(12)، وقد أخذ عنه المعري عنه (عليه السلام) هذا المعنى حيث يقول:

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض        الا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وإن قدم العهد                   هـوان الآباء والأجـداد

سـر إن اسطعت في الهواء رويداً       لا اختيـالاً على رفات العبـاد

_________________________

(1) وفاء لروحي والدي المرحوم الحاج المؤمن أحمد نجيب الخشن رحمه الله وبمناسبة مرور سنة على رحيله أضع بين أيدي الأخوة الكلمة التي ألقيتها في ذكرى أسبوعه في حسينية بلدة سحمر، وذلك في 21 رمضان 1435 هجري، وهي تتصل بشكل وثيق بما جاء في المحور السابع عن علاقة الشباب بالآباء والأمهات.

(2) الكافي ج2 ص159.

(3) الكافي ج 5 ص 135.

(4) الصحيفة السجادية، والوسنان هو من غلبه النعاس.

(5) عدة الداعي لابن فهد الحلي ص79.

(6) الكافي ج6 ص50.

(7) نهج البلاغة ج 3 ص38.

(8) علل الشرائع للصدوق ج1 ص127.

(9) نهج البلاغة ج1 ص124.

(10) المجازات النبوية للشريف الرضي ص269، ودعائم الإسلام للقاضي نعمان المصري ج1 ص178، المصنف لابن أبي شيبة ج1 ص187.

(11) مجمع الزوائد للهيثمي ج5 ص39.

(12) نهج البلاغة ج2 ص205، بيان: الهام جمع هامة وهي أعلى الرأس، وتستثبتون أي تحاولون إثبات ما تحتاجونه من الأعمدة ونحوها في الأرض، فأنت تثبتون ذلك في أجسادهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.