أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-2-2018
2514
التاريخ: 5/10/2022
1649
التاريخ: 5-1-2022
2734
التاريخ: 29-1-2022
3491
|
التدريس عملية مهمة ومكون رئيس من مكونات العملية التعليمية، الأمر الذي يعني ضرورة التفكير في وضع الخطط المناسبة له، وفي واقع الأمر، فإن التخطيط ضروري ومهم ليس للتدريس أو لغيره من الأعمال فحسب، بل لحياتنا اليومية على وجه العموم، فكل منا يخطط للأعمال التي سيقوم بإنجازها في يومه، فلا يخرج من منزله دون خطة تكون بمنزلة المرشد والدليل الذي يوجه تحركاته وأعماله.
أهمية تخطيط التدريس:
إن الادعاء بعدم أهمية التخطيط للتدريس خاصة من قدامى المعلمين ادعاء مرفوض؛ لأنه يعكس وجهة النظر التقليدية، التي ترى أن التدريس هو مجرد نقل لبعض المعلومات المنظمة من الكتب الدراسية إلى الطلاب بواسطة المعلم، ولو اقتصر مفهوم التدريس على ذلك لأغلقت المدارس، وتم الاكتفاء بتسجيل الدروس على شرائط صوتية يسمعها الطلاب في المنازل.
...أن التدريس يتضمن مهمات كثيرة ومتنوعة، قد يكون من بينها نقل المعارف من المعلم إلى طلابه، الأمر الذي يفرض تعدد أهداف المواقف التدريسية، وتشعب مجالات هذه الأهداف، مما يجعل من الصعب على المعلم أن يؤدي أي مهمة تربوية دون تخطيط متقن.
وإذا أردنا تعليماً حقيقيا يقود التنمية في المملكة، ويحقق الأهداف العامة التي من أجلها أنشئ النظام التعليمي، فلا بد أن نتصدى لقضية التخطيط وإعداد الدروس بكل قوة، لأن إعداد الدروس والتخطيط لها خطوة أساسية في سبيل نجاح المعلم ويخطئ بعض المعلمين حين يستهينون بهذه الخطوة ويستصغرون شأنها، اعتماداً على غزارة مادتهم، وسعة تجاربهم، وقدم عهدهم بمهنة التدريس.
وقد أثبتت تجارب عديدة أن هذا التخطيط ضروري لكل معلم، يستوي في ذلك جميع معلمي المراحل الثلاث والمعلم الجديد والقديم.
إن إهمال التخطيط والإعداد أو العجلة فيه، يعرض المعلم للمواقف السيئة، كما إنه يحد من تحقيق أهداف النظام التعليمي.
ولذلك ينبغي أن ننوه بشدة إلى أهمية تدريب المعلم على المهارات الخاصة بكتابة خطط التدريس، فعملية التخطيط للتدريس لا تبدأ في حجرة الدراسة أمام الطلاب، وإنما تبدأ قبل ذلك، حيث يقرأ المعلم الدرس قراءة متأنية ويفكر في كل جزيئاته، وربما عاد في ذلك بعض المراجع والمعاجم لتفسير نقطة أو إيضاح فكر، ثم يحدد مستوى الطلاب من حيث البنية المعرفية أو المهارية المتصلة بالموضوع، ويحدد مفردات المحتوى الجديد والأسلوب الأمثل للتدريس في ضوء الوسائل التعليمية المتوافرة ونحو ذلك من الخطوات التي تشملها استراتيجية العمل داخل الصف.
ومن هنا تبرز ضرورة تدوين مثل هذا التخطيط في شكل منظم، يمكن الرجوع إليه ومناقشته وكتابة ملاحظات وتقارير حوله، ومن ثم تقويمه،
ويمكن تلخيص أهميت التخطيط للتدريس بشكل عام في النقاط التالية:
١- يستبعد سمات الارتجالية والعشوائية التي تحيط بمهام المعلم، ويحول عمل المعلم إلى نسق من الخطوات المنظمة المترابطة، المصممة لتحقيق أهداف جزئية ضمن إطار أشمل لأهداف التعليم.
٢- يؤدي إلى وضوح الرؤية أمام المعلمة والمعلم، إذا يساعده على تحديد دقيق لخبرات الطلاب السابقة وأهداف التعليم الحالية، ومن ثم يمكنه من رسم أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ التدريس وتقويمه.
٣- يؤدي إلى نمو خبرات المعلمة والمعلم العلمية والمهنية بصفة دورية مستمرة، وذلك لمروره بخبرات متنوعة في أثناء القيام بتخطيط الدروس، وهذه الخبرات تتباين وتختلف عاماً بعد عام بسبب اختلاف المقررات التي يقوم المعلم بتدريسها، وتغير الأهداف التربوية، ومحتوى المناهج، والمشكلات الاجتماعية، والأحداث الجارية ذات العلاقة بمجريات عملية التدريس.
٤- يجنب المعلمة والمعلم الكثير من المواقف الطارئة أو المحرجة، التي ترجع في أغلب الأحيان إلى دخول عالم التدريس اليومي دون تصور مسبق لأحداث ذلك العالم ومفاجأته.
٥- يساعد المعلمة والمعلم على اكتشاف عيوب المنهج الدراسي، سواء ما يتعلق منها بالأهداف، أو ما يتعلق منها بالمحتوى أو طرق التدريس والتقويم ومن ثم يتمكن من العمل على تلافيها، ويساعده على تحسين المنهج بنفسه، أو عن طريق تقديم المقترحات الخاصة بذلك للسلطات المعنية.
أنواع خطط التدريس:
أن عملية التخطيط تربط عادة بين الإمكانات والأهداف والزمن، ولذلك فإن التخطيط للتدريس الذي يربط بين هذه العوامل قد يتم لتحقيق أهداف كبرى عريضة، أو أهداف صغرى محدودة، وهو ما يعني أن التخطيط للتدريس يمكن أن يكون على نوعين هما: التخطيط بعيد المدى ونقصد به الخطط اليومية أو الأسبوعية للتدريس، وفيما يلي وصف موجز لكل من نوعي.
١- التخطيط الفصلي:
وهو التخطيط الذي يتم لمدة فصل دراسي، ويقوم المعلمون بهذا النوع من التخطيط تحت عنوان (توزيع المقررات) وذلك في بداية كل فصل دراسي، وينبغي ألا يقتصر هذا النوع من التخطيط على توزيع المقرر على شهور وأسابيع الفصل الدراسي فحسب، إذا أن ذلك يمثل مجرد خطة زمنية للتدريس، لكنه يجب أن يتضمن أهداف التدريس لكل وحدة دراسية، أو فترة زمنية، والمواد والأجهزة اللازمة للتدريس، والأدوات التي سوف تستخدم في التقويم، وذلك لأن كل هذه الأمور تستغرق في الغالب وقتاً لإعدادها، إغفالها في الخطة الفصلية يعني الانتظار حتى وقت بالتدريس لتجيزها، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى تعجل المعلم في بعض الأمور، حيث يقوم بالتدريس لاغياً بعض الأهداف المهمة لعدم توافر الوقت اللازم لإعداد تلك التجهيزات.
٢- التخطيط الأسبوعي أو اليومي:
وهو التخطيط الذي يتم لدرس أو مجموعة صغيرة الدروس، ويفضل عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع من الأسبوع السابق له مباشرة، وذلك لتجهيز مستلزمات التدريس، كما اتضح عند الحديث عن التخطيط الفصلي، ويساعد هذا لأجراء المعلم إلى حد كبير عند قيامه بالتدريس اليومي، أو عند قيامه بوضع الخطط التفصيلية للدروس اليومية، حيث يتم ذلك في ضوء ما تم فعلاً في الخطة في الخطة الأسبوعية، وما أسفرت عنه إعداد للوسائل التعليمية والاختبارات.
مكونات خطة التدريس:
إن أي خطة للتدريس سواء أكانت يومية أو فصلية، ولابد أن تشتمل على مجموعة من العناصر الرئيسة، وكما سبق أن أشرنا فكلا النوعين من التخطيط مهم وضروري ولا غنى عنه، ويختلف النوعان فقط في درجة التفصيل التي تحتويها كل منهما، فمن البديهي أن تكون خطة التدريس الأسبوعية أو اليومية مزدحمة بكل التفاصيل الدقيقة اللازمة لتوضيح الجوانب المختلفة للخطة.
وبصفة عامة فإن العناصر الرئيسة لخطة التدريس تشتمل على نوعين من المكونات هي المكونات الروتينية والمكونات الفنية، وتتضمن المكونات الروتينية المدى الزمني لتنفيذ الخطة، ويشمل ذلك تاريخ ووقت بدء التنفيذ وغايته، والزمن الكلي للتنفيذ وتوزيع هذا الزمن على أجزاء الخطة كما تتضمن أيضاً عنوناً للخطة والصف الدراسي الذي ستنفذ فيه.
أما المكونات الفنية، فتتضمن مجموعة من العناصر، هي الأهداف، والنشطات، والوسائل التعليمية، وكذلك أساليب التقويم، وإجراءات التدريس.
وإذا ما اعتبرنا هذه المكونات مكونات عامة، كما أوضحنا سابقاً، فلابد أن نؤكد على أهميتها للتخطيط الفصلي، كما أنها أساس أيضاً للتخطيط الأسبوعي أو اليومي، وسوف نوضح بشيء من التفصيل هذه المكونات.
أولا: المكونات الروتينية:
ينبغي أن تحتوي خطة التدريس على عدد من المكونات التي لا تتصل مباشرة بعملية التخطيط، ولكنها مع ذلك تعد ضرورية لإعطاء الشكل المتكامل للخطة، ولذا يطلق على هذه المكونات (المكونات الروتينية) وتشمل المكونات الروتينية لخطة التدريس على ما يلي:
١- عنوان الموضوع أو الدرس الذي سيتم تدريسه ويشترط في صياغة هذا العنوان أن يصف ما سيتم تدريسه في خلال زمن الخطة الموضح فيها، وقد يكون هذا العنوان كلمة واحدة مثل: الطرح - الفعل - الهضم، كما قد يكون جملة قصيرة أو طويلة: مثل الجملة - أثر الضوء على تكوين النشا في النبات - التصويب على المرمى، كما قد يكون مصوغاً في صورة سؤال مثل: ما التفاعل الكيميائي؟
٢- تاريخ بدء ونهاية الخطة، ويشير هذا المكون إلى تاريخ بداية تنفيذ الخطة، ويوم وتاريخ نهاية تنفيذها، وكذلك الدروس أو المواعيد التي يتم فيها التنفيذ من وقت اليوم الدراسي.
٣- الزمن، وهو مكون رئيس لكل خطة، وذلك لارتباط التخطيط بعامل الزمن، ويشار إلى الزمن الكلي لتنفيذ الخطة بعدد من الدقائق أو الدروس (الحصص)، ويتم توزيع هذا الزمن على المكونات المختلفة للخطة في الجزء الخاص بالمكونات الفنية.
٤- الصف والفصل والشعبة، ويذكر الصف من بين الصفوف الدراسية للمرحلة، والفصل، كان يكون أول أو ثاني أو (أ) أو (ب).. الخ، والشعبية كان تكون طبيعي أو شرعي... الخ.
ثانيا: المكونات الفنية:
إضافة إلى المكونات الروتينية لخطة التدريس والتي سبق توضيحها، فإن خطة التدريس ينبغي أن تحتوي على مجموعة من المكونات الأساسية كما يلي:
١- أهداف التعليم، ويشمل هذا الجزء عبارات يحتوي كل منها على فعل سلوكي إجرائي يصف أداء الطالب المتوقع كناتج لعمليتي التدريس والتعلم، ومن البديهي أن يرتبط هذا الفعل السلوكي بمصطلح يشير إلى محتوى التعلم، كأن نقول: يشرح الطالب الضفدعة، أو يطرح التلميذ رقمين من رقمين دون استلاف، فالضفدعة أو الرقمين هي محتوى التعلم، والأفعال الإجرائية التي حولت العبارات إلى أهداف هي يشرح ويطرح.
وتجدر الإشارة إلى أن محتوى التعليم يتم تدوينه بصورة مختصرة على هيئة إشارة للحقائق أو التعميمات موضوع التعليم، أو المهارات المطلوب تعلمها، أو الميول والاتجاهات والقيم المطلوب الإشارة إليها، بحيث لا يتجاوز ذلك بضع كلمات أو أسطر في موقع ما من الدفتر الذي يحتوي على الخطة.
٢- وأهداف التعلم، هي في واقع الأمر أهم أجزاء الخطة التدريسية الأسبوعية أو اليومية، إذ عليها تبني كافة أجزاء الخطة الأخرى، وتتوقف جودة الخطة على جودة صياغة أهداف التعلم، ولذلك يجب على المعلم أن يهتم بكتابة هذه الأهداف بدقة، وان يحرص على صياغتها صياغة سليمة.
٣- إجراءات التدريس، وتشمل كل ما من شأنه العمل على تحقيق أهداف التعلم، باستخدام المواد والأجهزة التعليمية لتوفير الخبرات المناسبة للطلاب، ويختار المعلم في هذا الصدد استراتيجية التدريس المناسبة لنوعية طلابه وخبراتهم السابقة، بحيث يتمكن من خلال توظيفه طرق التدريس المتضمنة في تلك الاستراتيجية المقترحة من تحقيق أهداف التعلم المحددة سلفا.
٤- المواد والأجهزة التعليمية، ينبغي أن تحتوي خطة التدريس على تحديد كل مادة تعليمية سوف تستخدم في تحقيق أهداف الخطة في أثناء تنفيذ التدريس أو قبلة، ويشمل ذلك كل أنواع المواد التعليمية المقروءة، أو المسموعة، أو المرئية، كما ينبغي أن تحتوي الخطة على ما قد يستخدم من أدوات أو أجهزة تقليدية أو تقنية لازمة لعرض تلك المواد التعليمية.
٥- تقويم التعلم، يحتوي هذا الجزء على الأسئلة أو غيرها من الوسائل التي يمكن أن تستخدم لقياس مدى تحقق أهداف التعلم، ولذلك فأنه من الضروري أن يراعي المعلم الرجوع إلى الأفعال السلوكية الإجرائية في كل هدف، قبل أن يشرع في تحديد إجراءات التقويم، ليفكر مليا في مدى مناسبة أو صلاحية الوسائل التي سيستخدمها في تقويم نوعية الأهداف التي سبق له تحديدها.
٦- الواجبات المنزلية، يتضمن هذا الجزء كل ما يكلف الطلاب أداءه خارج المدرسة من أعمال تتعلق بما درسوه أو سيدرسونه من موضوعات، وتتعدد أهداف هذه الواجبات، فقد يكون الهدف منها المران وزيادة التمكن من المادة المتعلمة، أو استثارة دوافع الطلاب، وتفحص قدراتهم على التفكير، أو غير ذلك من الأهداف.
٧- زمن التدريس، أوضحنا فيما سبق أن تخطيط التدريس عمل مرهون بالزمن، وإذا كان لتنفيذ الخطة زمن كلي، فلابد أن يوزع هذا الزمن على الأهداف والمهمات المختلفة للخطة بحيث يصبح لكل هدف زمن معين، ويصير المجموع الكلي لزمن تحقيق الأهداف هو الزمن الكلي لتحقيق خطة التدريس.
وتنظم كافة المكونات التي أشرنا إليها لخطة التدريس الأسبوعية أو اليومية في أشكال كثيرة، لذا يمكن اقتراح النمط الموضح في الشكل التالي نمطا مناسبا يحقق المزايا التالية:
١- يقلل المساحة الخاصة بالمكونات الروتينية لخطة التدريس (التاريخ - الحصة – العنوان ... الخ) إلى اقل مساحة ممكنة، مما يزيد من المساحة المتبقية تخصص للمكونات الفنية لخطة التدريس.
٢- يعرض المكونات الفنية لخطة التدريس بحيث تظهر العلاقة بينهما، فتكون الأهداف ثم إجراءات التدريس، فالوسائل أو المواد التعليمية اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، ثم التقويم الخاص بهذه الأهداف، ويعني هذا التسلسل أن المعلم يضع الهدف ثم يستمر حتى ينتهي من وصف إجراءات التقويم المناسبة لاختبار مدى تحقق الهدف، قبل أن ينتقل إلى هدف أخر.
٣- يوفر مساحة تحت عنوان الدرس مخصصة لتدوين ما قد يوجد من ملاحظات خاصة بعملية الأعداد للتدريس.
٤ - يوفر مساحة أسفل تجول الكبير الذي يحوي معظم المكونات الفنية لخطة التدريس لتدوين ما قد يوجد من ملاحظات يراها المعلم حول الخطة يمكن أن يستفيد منها مستقبلا عند إعداد خطة تدريس الموضوع نفسه في السنوات التالية.
٥- يوفر أيضا مساحة أسفل الجدوى الكبير وذلك لتدوين الواجهات المنزلية أو الإشارة إلى ماهيتها وهل هي الأسئلة نفسها التي دونت في العمود الخاص بالتقويم أو غيرها من الواجبات.
٦- يجعل التقويم في موضع يكاد يكون ملاصقا للأهداف وذلك يساعد المعلم على الربط بينهما ما يقضي على مشكلة شائعة تتعلق بمدى الدقة في تحقيق الربط بين التقويم والأهداف.
ولعل هذا النمط من التخطيط يوجه المعلم توجيها مناسبا نحو التمسك بالتخطيط الجيد ليكون أساسا لعملة، فيهتم بالربط بين أهداف معينة، واستراتيجيات تستخدم مواد التعلم المتوافرة لمحاولة العمل على تحقيقها، وإجراءات معدة لتقويم مدى تحققها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|