المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المشكلات المدرسية / العُصاب  
  
1241   01:58 صباحاً   التاريخ: 11/10/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص142 ــ 147
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-1-2022 2485
التاريخ: 19-7-2020 7686
التاريخ: 26-7-2016 38761
التاريخ: 16-1-2022 2300

بعض الأطفال يمكن تمييزهم بوضوح، قبل سن السنتين، واعتبارهم أطفالاً (عسرين)، يتسمون بالخشونة والقسوة والفظاظة، يزعجون من حولهم، يتميزون بالصراخ عند البكاء، والقهقهة عند الضحك، يعبرون عن خيبة أملهم بالضجيج والصراخ ويسود عندهم المزاج السلبي، وهم يبكون أكثر مما يضحكون.

إن مثل هذا النوع من الأطفال، يعانون من بطء شديد في المقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة، مما يضطرنا إلى تكرار تعريضه للمواقف الجديدة حتى تصبح مقبولة عنده.

(إن التحليل النفسي يتيح لنا أن نصل في هذه الأمراض إلى نتائج لا تقل أهمية عن أي فرع من فروع العلاج الطبي الداخلي)(1)، وفي هذا المجال أيضاً يقول فرويد: (أنا لا أؤمن بصحة الحكمة القائلة: إن المحاولة هي أم كل شيء، فهذه الحكمة تبدو لي من نتاج السفسطة الاغريقية)(2).

والحقيقة أن التحليل النفسي، وهو المذهب التأملي، استطاع أن يصل إلى صياغة مشتركة لكل الملاحظة والمشاهدة.

والعصاب الطفلي أكثر حدوثاً وأكثر طبيعية من العصاب الراشد، وبعض الأمراض العصابية الطفلية قابلة للشفاء، بشكل فجائي، (وحصول العصاب عند الراشد، ليس إلا إعادة نشاط العصاب الطفلي)(3)، أسهمت في تكوينه وبلورته أزمات نفسية جديدة.

والأمراض العصابية التي تجري بهدوء عند الأطفال، قد لا يمكن التعرف إليها، أو قد يجري التقليل من خطورتها من قبل المحيط، فالأولاد المتشبهون بالراشدين الأسوياء، قد يكونون أحياناً من أكبر العصابيين، حتى إنه وراء التكيف المزعوم فقد يجري نسق عصابي، وقد يكون أكثر أثراً من العصاب الذي يظهر بآثار صاخبة.

وتركيز العصاب الطفلي (يعمل على شكل التكلس داخل الجسم)(4)، وتختفي المرونة التوافقية، وتحدث الصراعات بين الرغبة، والقوى العميقة المكتسبة التي تكونت في (الأنا).

وتؤكد (ميلاني كلاين)، على - القلق الطفلي - الذي هو بعض مظاهر العصاب والمتمثل باضطرابات النوم، والصعوبات الغذائية، والاضطرابات الخوافية فعند الولد الصغير، قد يتخذ هذا القلق أشكالاً عدة، سواء باضطراب النوم، أو باليقظة المبكرة، أو عدم القدرة على القيلولة أثناء النهار.

والاضطرابات الغذائية يمكن أن تكون مؤشرا لعصاب طفلي، وهي تتراوح بين فقدان الشهية أو تصرفات سيئة أثناء الأكل، وقد تبدو أحيانا في قضم الأظافر، وعدم التوازن النفسي والحركي. وقد استطاعت (ميلاني كلاين)، استخلاص هذه النتائج، انطلاقاً من تشوش التصرفات اليومية. كرفض الاشتراك في اللعب، والتردد بحجة التعب، أو عدم المهارة، وهذه التصرفات الشاذة قد تستمر حتى عند الراشد الذي يستطيع دائماً أن يجد تبريرات لإعلان بعض النشاطات الطبيعية، بأنها مزعجة، متعبة، أو عديمة الجدوى. فالصد يدل دائماً على وجود القلق. وهذا الصد، قد يطال مجالات أخرى، (ويشمل النشاطات المدرسية. فصد التعليم ورفض المعرفة يمكن أن يظهر على شكل بلادة أو كسل، أو قرف، أو عدم اهتمام ببعض المواد، أو عدم القدرة على العمل إلا تحت ظروف ملحة كضغط الامتحانات المدرسية)(5).

وفي بعض الحالات يصبح الأولاد العصابيون تلامذة جيدين، نتيجة للعملية التعويضية التي يقومون بها في ما بعد، ولكن الطابع العام لعملهم يبقى الطابع الاضطراري المعرض في أية لحظة للتدهور.

المعايير التشخيصية للعصاب:

يتمثل العصاب عند الولد بالمظاهر التالية:

1- النقص في رغبته في التعلم والمعرفة، ومقاومة التعليم المدرسي، بل وكل ما يدخل الولد في مجال المعرفة (قراءات، مسرح، ألعاب تعليمية... الخ)، وقد يمتد هذا الصد ليشمل عدم استيعاب أية معرفة.

2- الألعاب المتكررة بشكل آلي، أو ما يسمى بالألعاب (الهجاسية)، التي تتحول إلى نوع من الطقوس، والتكرار الثابت الذي يظهر بسبب القيود المفروضة على ما لديه من دوافع.

3- نقص الطمأنينة، ونقص في نمو العلاقات مع المحيط، وموقفه غير متساهل.

4- التكيف الملح وتنمية الأنا الأعلى، فيصبح الولد صالحاً مطيعاً، ولكن ذلك يكون على حساب حرية التعبير. وفي نظر (ميلاني كلاين)، في شكل العلاقات العاطفية للولد مع محيطه العائلي، ومع رفاقه ترى، (أن السلوكيات العدوانية جدا، أو الخاضعة جداً، أو العواطفية جدا، هي إشارات على عدم قدرة الولد لمواجهة القلق أو العداء ضد الموضوع الليبيدوي)(6)، وقد يصاب الولد في ما بعد بالمازوشية أو السادية، مما يسيء إلى تكامله الاجتماعي والعائلي.

والوالدان يريدان من المحلل النفسي أن يجد حلاً لصعوبات ولدهما. ولكن شرط أن يحتفظا بنمط حياتهما، وهذا يعني أن أية محاولة لتغيير سلوكهما تجاه الطفل تصطدم بالمقاومة اللاواعية، وأية نصائح أو تفسيرات قد لا تؤدي إلا لتغييرات سطحية.

بعض المرشدين يقترح أن نشير صراحة إلى الأهل بأنهما السبب الأساسي للاضطرابات التي يشكوان منها عند ولدهما - لكن هذا الاقتراح مردود عليه - بأن هناك قاعدة العصاب العائلي الذي يشكل توازناً، يحاول الوالدان إبقاءه عندما يقاومان بشكل لا واع كل محاولة لتغيير عناصر هذا التوازن، فهم لا يستطيعون إعادة النظر في الدوافع اللاواعية التي تبنى عليها مواقفهم. وهم يريدون من المرشد النفسي أن يكون مستمعاً لهم، لا أن ينصح ويحكم.

والحقيقة أنه من الممكن تقديم العلاج للأهل، وهذا متوقف على مستواهما الثقافي وعلى ذكائهما، وصلابة سلوكهما، واستعدادهما العاطفي، وعلى الدوافع الظاهرة واللاواعية في طلب العلاج، فالمعارضة الخفية للوالدين قد تنال من الجهود العلاجية.

 ويسود الاعتقاد عند كثير من المربين بأن المشكلات التي يظهرها الطفل العصابي، ليس سوى انعكاس للرعاية الضعيفة التي يتلقاها، وتبين أن الأمومة السيئة، هي عبارة عن رجاع مضطربة تقوم بها الأم تجاه طفلها العسر، أو العصابي وهذا الطفل يتحول إلى طفل خجول، وخائف، وهو قابل للتكيف ولكن ببطء، (والأطفال الذين يتغلبون على صعوبات الحياة المختلفة بشكل ناجح هم في حقيقة الأمر قد أعدوا لمواجهة هذه الصعوبات، وهم محصنون ضدها)(7).

والأطفال الذين تلقوا الرعاية بعيدا عن أسرهم لفترات طويلة ظهرت عليهم بعد ذلك أعراض القلق كالكوابيس والغيرة والتبول الليلي اللاإرادي، والحقيقة أن العديد من مشاعر عدم الأمن الطفولية، يكمن في الانفصال المبكر للطفل عن ملجأ الأمن الذي يقوم المنزل والأم بشكل خاص بتأمينة له. وهذا يشير في نفس الوقت، أن التعلم والخبرات التي يتلقاها الطفل في سن مبكرة هي أكثر أهمية من تلك التي يتلقاها في سن متقدمة.

موقف الأهل من العلاج النفسي للعصاب:

موقف الوالدين تجاه العلاج النفسي يجدد إمكانية الاستجابة لطلبهما. فبعض الأهل يأتون إلى المرشد النفسي، وفي أذهانهم أفكار مسبقة، بل وأحكام سلفية، وهم حذرون من الإرشادات التي ستعطى لهم. وهذا يلعب دوراً كبيراً أثناء العلاج التحليلي للولد، وأحكام الوالدين المسبقة تشكل بدون شك عائقاً أثناء العلاج وهذا جزء من موقف الجمهور بشكل عام نحو التحليل النفسي بصورة عامة والارشاد النفسي خاصة، يضاف إلى ذلك، (الصورة التقليدية التي يكونها الراشد عن الولد، والتي ترتكز على البراءة الطفلية، وتحذف من هذه الصورة المظاهر العدوانية ولا ترد إلا بمثابة أثر مرضي أو استعداد جبلي أو نقص وراثي)(8).

والأهل الذين ينكرون وجود دوافع جنسية وعدوانية عند الولد، يعودون فيقبلون بها ضمنا، ولديهم هاجس من أن التحليل النفسي قد يكشف للولد رغباته اللاواعية، فيقوي الاضطرابات بدل إزالتها. ومثل هؤلاء الأهل لا يعرفون أن الرغبات المكبوتة حينما تخرج من غرفتها المظلمة إلى مساحة الوعي، تخضع عندئذٍ لرقابة الفرد الذي قد يتمكن حينئذٍ من مواجهتها بأفكاره وفشله.

والحقيقة أن الولد الذي يقدم إلى العيادة الإرشادية، من قبل الوالدين يعكس مشاكلهما الخاصة، ويصبح الولد وسيطاً في علاقتهما بالمحلل، حيث يحتاجان هما إلى المحلل بالقدر الذي يحتاج إليه الولد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ سيجموند فرويد، النظرية العامة للأمراض العصابية، ترجمة جورج طرابيشي، ص 21.

2ـ المرجع السابق، ص7.

3ـ فيكتور سميرنوف، التحليل النفسي للولد، ترجمة د. فؤاد شاهين، ص259.

4ـ المرجع السابق، ص262.

5ـ المرجع السابق، ص 262.

6ـ المرجع السابق، ص269.

7ـ مرتين هربرت، مشكلات الطفولة، ترجمة عبد المجيد نشواتي، ص 114.

8ـ فيكتور سمير نوف، التحليل النفسي للولد، ص277. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.