المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحديد معنى سلطة الإدارة في إنهاء العقد الإداري
1-9-2019
الهجوم على المخيمات لسلب النساء
6-12-2017
Nathan Joseph Harry Divinsky
25-2-2018
صعوبة استئصال الحشائش الضارة
6-12-2015
حكم الماء الجاري الكثير
23-12-2015
وقعة الجمل.
2024-10-30


القول في وصف القرآن وكلامه تعالى  
  
1606   08:00 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراق
الجزء والصفحة : ج1 - ص233- 237
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

 إن قالوا: بم تصفون كلام اللّه تعالى؟ أتصفونه بأنّه مخلوق أم لا تصفونه بذلك؟

قلنا: نصفه بما وصفه اللّه تعالى به، من كونه محدثا على ما قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} [الأنبياء: 2] ، يعنى بالذكر القرآن لا غير، بدلالة قوله «إلّا استمعوه»، ونصفه بأنّه منزل، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] ، وبأنّه مجعول وعربيّ، قال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3] ، وبأنّه محكم وحكيم، قال تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود: 1] ، وقال: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ } [يس: 1، 2].

فأما كونه مخلوقا، فلا نطلقه، لما فيه من الإبهام، من حيث انّه مشترك بين معنيين، أحدهما أنّه واقع مقدّر لمصالح العباد، والآخر أنّه مفترى مكذوب مضاف إلى غير قائله، كما يقال: هذه قصيدة مخلوقة ومختلقة، إذا أضيفت إلى غير قائلها. قال اللّه تعالى حاكيا عن الكفّار: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] و{إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ } [الشعراء: 137] ، عنوا به القرآن، وأنّه ليس كلام اللّه تعالى على ما يقوله محمد، عليه السلام، فنتحرّز من إطلاق القول فيه بأنّه مخلوق لهذا الإبهام ونقول لمن يسألنا عن كون القرآن مخلوقا: إن عنيت به أنّه فعله تعالى وفعله مقدّر بحس مصالح العباد، فهو مخلوق بهذا المعنى؛ وإن أردت المعنى الآخر، فمعاذ اللّه أن يكون مخلوقا بذلك المعنى.

والقوم ربما يؤوّلون الخلق على معنى آخر، وذلك المعنى هو كونه حيّا على ما يدلّ عليه ما يحكى عن بعضهم، فانّه يروى أنّه جرى بين واحد من العدلية، وبين واحد من الصفاتية في خلق القرآن، فجلس ذلك الإنسان الذي كان ينفي خلق القرآن من الغد للتعزية فقيل له: ما أصابك؟ فأجابهم بأن‏ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] توفّى، فجلست للتعزية.

وهذا محال على ما ترى ودالّ على عدم فطنة من يقول ذلك، فانّا لا نعني بالخلق هذا المعنى ولا هو معلوم من وضع أهل اللسان. وذلك لأنّ الخلق عندهم يفيد التقدير، قال الشاعر:

               ولأنت تغري ما خلقت              وبعض القوم يخلق ثمّ يغري

يريد: تتمّم ما قدرته وغيرك ما يتمّم ما يقدّره.

وقد اختلف أهل العدل في معنى هذه الكلمة: فذهب البغداديّون إلى أن الخلق هو الاختراع، فلم يصفوا فعل غير اللّه تعالى بالخلق.

وذهب البصريّون إلى أنّ معناه التقدير، على ما هو معروف من أهل اللسان ثمّ اختلفوا: فذهب أبو هاشم إلى أنّ معنى التقدير هو الإرادة، وكلّ فعل يفعل مع الإرادة له فهو مخلوق. وذهب أبو عبد اللّه البصريّ إلى أنّ معنى التقدير هو التفكّر، وكلّ فعل يفعل عن تفكّر وتدبّر يصفه بأنّه مخلوق، فيلزمه أن لا يصف أفعال اللّه تعالى بأنّها مخلوقة حقيقة، وإنّما يستعمل فيها المخلوق على طريق التوسّع والتجوّز ولا شكّ في أنّه حصل تعارف شرعيّ بأنّه لا يطلق اسم الخالق على غير اللّه تعالى وإن كان اللّه تعالى أثبت الخلق في حقّ غيره، كما قال: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14] ، وقال لعيسى: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} [المائدة: 110] ، إلّا أنّ الخالق مطلقا لا يقال إلّا للّه تعالى ...

إن قالوا: أليس اللّه تعالى يقول: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] ... وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ} [الرحمن: 1 - 3] ، ... فلو كان القرآن داخلا في الخلق بمعنى من المعاني لما صحّ هذا الفرق.

قلنا: لا دلالة لكم في الآيتين، إنّما أراد تبارك وتعالى بالآية الأولى انّه خلق العقلاء وخلق غيرهم لهم، فكلّهم له، وله أنّ يأمرهم ويحكم عليهم، لأنّهم عبيده، ولا يدلّ على أنّ الأمر ليس فعلا له ولا خلقا له ؛ وأراد في الآية الثانية إثبات النعمة والامتنان بها على المكلّفين، والامتنان إنّما يحصل بتعليم القرآن لا بخلقه من دون التعليم.

وكيف يمكن الاستدلال بإفراد الشي‏ء بالذكر على أنّه غير داخل في الجملة المذكورة أليس اللّه تعالى قال: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] ، ولم يدلّ على أنّ جبرئيل وميكائيل ليسا من الملائكة؟

وقال: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى } [البقرة: 238] ، ولم يدلّ على انّ الصلاة الوسطى ليست من الصلوات؟

قالوا: أليس قد روي عنه عليه السلام: «القرآن كلام اللّه غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر باللّه العظيم»(1)؟

قلنا: هذا من أخبار الآحاد، فلا يصحّ الاعتماد عليه، ثمّ هو معارض بما روي عنه عليه السلام انّه قال: «كان اللّه ولا غيره ثم خلق الذكر، والذكر هو القرآن». وبما روي عنه عليه السلام انّه قال: «ما خلق اللّه من سماء والأرض ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي».

ثمّ نقول: ولو صحّ هذا الحديث، لكان معناه أنّ القرآن كلام اللّه تعالى غير مفترى ولا مختلق، بخلاف ما يقوله الكفّار من أنّه من افتراء محمد عليه السلام، ولا شكّ في انّ من وصف القرآن بذلك كان كافرا فأمّا من قال إنّه كلام اللّه ووحيه وتنزيله وإنّه أحدثه بحسب مصالح العباد وأنزله على رسوله كيف يكون كافرا.

__________________________________

(1) سنن البيهقي ج 10 ص 206 كتاب الشهادات باب ما تردّ به شهادة اهل الأهواء.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.