المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22

موقف الولايات المتحدة الأمريكية من جريمة التنمر الإلكتروني
19-7-2021
مـداخـل الـرقابـة عـلى التـسويـق (تحـليـل المـبيعـات)
2/10/2022
AC Method
17-1-2019
أزهار وتلقيح البامياء
19-1-2022
Circle Packing
5-2-2020
الولادة العسرة في الابقار
3-5-2016


لا تذهبوا إلى خطبة فتاة إلا إذا كنتم تريدون الزواج حقاً  
  
3015   02:03 صباحاً   التاريخ: 31-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص17ـ21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

لقد خلقت المرأة للرجل كما خلق الرجل للمرأة وإن الحياة الزوجية والحياة العائلية المشتركة هي مطلب طبيعي وحاجة إنسانية ملحّة كما أنها من النعم والآيات الإلهية الكبرى.

والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يصف المرأة والرجل المحرومين من هذه النعمة الكبرى، ويعيشان وحيدين دون معين ولا مؤنس، يصفهما بالقول: «الرجل العازب مسكين وإن كان ثرياً والمرأة العزباء مسكينة وإن كانت ثرية»(1). ويقول صلى الله عليه وآله أيضاً: «ما بني في الإسلام بناء أحب إلى الله عز وجل أعز من التزويج»(2).

هذا البناء المقدس يبدأ بالخطوبة، أي أن الحكمة الإلهية شاءت أن يكون الرجل هو الذي يسعى إلى المرأة ويطلب يدها ويخطبها من أهلها وهو الذي يعشق المرأة ويتمناها كما أنه سبحانه وتعالى خلق المرأة كمظهر للجمال تتقبل عشق الرجل لها.

وهذه الحكمة الإلهية لا تقتصر على الإنسان بل تنطبق على الحيوانات أيضاً، إذ إن الذكر يظهر نفسه وكأنه مولع ومتيّم بأنثاه وبالتالي فهو يسعى إلى طلبها ويقتفي أثرها مظهراً رغبته فيها.

والأنثى بدورها تبدأ بالدلال والغنج حيث تعرض جمالها ورقتها أمام الذكر. واستناداً إلى هذه الغريزة الطبيعية فإن الرجل عادة هو الذي يتقدم لخطبة الفتاة ويظهر رغبته فيها ويتمناها وعلى مرّ التاريخ فإن الرجل هو الذي كان يذهب إلى المرأة يطلب يدها ويدعوها لتكون زوجة له وبهذه الطريقة فهو يجلّ كرامة المرأة وحياءها كما أن المرأة بتمنعها تحافظ على كرامتها وشخصيتها وتبقى بعيدة عن الابتذال والتهتك - إذن فإن القاعدة والأصل الطبيعي والغريزي في الخطوبة هو أن يأتي طلب الزواج من جانب الرجل وأن تتم الموافقة على هذا الطلب والقبول به من جانب المرأة. رغم أننا قد نلاحظ أحياناً حالات خروج عن هذه القاعدة، فقد قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالت له: يا رسول الله زوجني. فقال النبي لأصحابه: من يتزوج هذه المرأة؟ فقام إليه رجل وقال: أنا يا رسول الله أتزوجها»(3).

ولكن في الحالات الطبيعية من الأفضل أن يتقدم الرجل لطلب يد المرأة ويدعوها لتكون زوجة له ويتمنى عليها التعاون والتآلف ضمن حياة مشتركة وبهذه الطريقة يكون الرجل قد أعطى كرامة المرأة وشخصيتها مزيداً من التقدير والاحترام. ولهذا السبب يجب على أهل الشاب بشكل خاص أن ينتبهوا إلى هذه النقطة المهمة جداً بأن الهدف من وضع سنة الخطوبة هو الحفاظ على كرامة ومكانة وحرمة وحياء وسمعة البنت أو الفتاة لكي لا تؤدي تصرفات الرجل أو الخطيب إلى حدوث أية إساءة إلى حرمة وسمعة الفتاة وبشكل خاص في مراسم الخطوبة. هناك نقاط وأمور مهمة جدا يجب على أهل الشاب أن ينتبهوا لها ويضعوها نصب أعينهم حيث أشير إلى تلك النقاط والأمور المهمة من خلال مضمون الرسالة التالية التي تتحدث عن تصرفات خاطئة تصدر عن بعض الذين يذهبون لخطبة الفتيات.

الرسالة: سلام عليكم

... ارجو أن تكونوا بصحة جيدة إن شاء الله. ألتمس منكم عذراً لأني آخذ من وقتكم الثمين، أردت أن أعرض عليكم - باعتباركم تشجعون الشباب على الزواج وتشكيل الأسرة - هذا الموضوع الذي نشكو منه آلاف الفتيات وأريد ان أطلب منكم - نيابة عنا نحن الفتيات وعن أسرنا وذوينا - ان تقولوا لجميع الرجال والشباب وذويهم، هؤلاء الرجال الذين يرغون في الزواج، أرجو أن تسألوهم لماذا يتظاهرون في البداية بالنجابة والعفة والإيمان والتديّن، ولكن عندما يحين وقت العمل والتنفيذ ينسون كل شيء ولا يتطرقون إلا للقضايا والأمور المادية، اسألوا هؤلاء الشباب وذويهم لماذا يكثرون في التردد على الأسر التي لديها فتيات في سن الزواج وتتمتع بسمعة طيبة في المجتمع ولماذا يسببون الإزعاج والمضايقات لتلك الأسر، هل هذا العمل صحيح من وجهة نظركم؟

أهل الشاب يترددون مرات عديدة على أهل الفتاة لغرض الخطوبة والإزعاج وبعد ذلك يرسل الشاب عمته إلى أهل الفتاة وتارة أخرى يبعث خالته ومرة ثالثة بعث جدته إلى منزل الفتاة لطلب يدها وبعد كثير من الكلام والأخذ والرد والضجيج والقلق والاضطراب لدى أهل الفتاة يغادر أهل الشاب منزل أهل الفتاة ويتركونهم في حالة انتظار وترقّب قد تدوم عدة أشهر دون أن يطلعوا أهل الفتاة يغادر أهل الشاب منزل أهل الفتاة، على القرار الذي اتخذوه وكثيراً ما يوجه أهل الشاب انتقادات لا مبرر لها للفتاة وأهلها وينعتونهم بمختلف النعوت، أرجوكم أن تتكلموا في هذا المجال، فهذا ليس ما أطالب به وحدي بل تطالب به الكثير من الفتيات.

مع جزيل الشكر.. كانون الأول ١٩٨٩

١- لو أن أهل الشاب كانوا يفهمون معنى الخطوبة لما قاموا بهذا الأسلوب القبيح وغير الصحيح، بمضايقة وإيذاء الفتاة وأهلها. فالخطوبة تعني أوج الطلب وشدة الحاجة. وإن أهل الشاب (الذين يذهبون لخطبة الفتاة من أهلها) يجب أن يكونوا راغبين حقاً في زواج ابنهم من تلك الفتاة وأن يظهروا ويعلنوا من خلال تصرفاتهم وأسلوب تعاملهم (مع أهل الفتاة) هذه الرغبة وهذا التمني في تحقق أمر الزواج وأن يقدروا حرمة وعفة وكرامة الفتاة وأهلها من خلال زيارة أهل الفتاة ومجالستهم وإظهار التواضع والمحبة لهم.

٢- إذن فإن من آداب الخطوبة أن يذهب أهل الشاب إلى منزل أهل الفتاة وهم يحملون معهم باقة ورد لإظهار محبتهم ورغبتهم في تحقق أمر الزواج وحذار أن يحمل أهل الشاب معهم أشواك الأذى والمضايقة ويهدوا أهل الفتاة زهرة الغمّ والأسى ويزيدوهم عذاباً ومعاناة وقلقاً واضطراباً وهلعاً لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: [من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يؤجر عليه](4).

كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: [لا يحل لمسلم أن يروّع مسلما](5).

٣- لا بأس أن يقوم أهل الشاب - وقبل أن يقوموا بالخطوبة بشكل رسمي - بإجراء التحقيقات والدراسات بصورة غير مباشرة والتشاور مع الآخرين وذلك لتجنب إحداث المضايقات والقلق والاضطراب للعائلات التي لديها فتيات في سن الزواج. وبعد أن يعثروا على الفتاة المطلوبة التي تحظى بقبولهم وفقاً للمعايير والمواصفات التي يريدونها، يقدمون على خطبة الفتاة لابنهم ويطلبون يدها من أهلها.

٤- إياكم أن تطرقوا باب أحد لخطبة فتاة دون معرفة سابقة مع أهل الفتاة ودون إطلاعهم مسبقاً على موضوع الخطوبة ودون أن يرافقكم صديق مشترك (صديق لعائلة الشاب ولعائلة الفتاة أيضاً) ووسيط يتمتع بالفهم والدراية والأمانة والصدق.

٥ - بإمكان الشاب والفتاة اللذين يريدان الزواج حقاً أن يلتقيا ويتحدثا مع بعضهما البعض مرة أو أكثر عند الضرورة في المرحلة النهائية من الخطوبة وذلك لكي يتعرف كل منهما على الآخر بصورة أفضل ويكونا بالتالي على بصيرة من أمرهما. كل هذا بشرط أن لا تكون نظرات كل منهما إلى الآخر وحديث أحدهما مع الآخر نابع من الشهوة والتلذذ كما أن تحدث الشاب مع الفتاة أثناء الخطوبة يجب أن لا يسبب الأذى والضغوط والاضطراب والقلق وأن لا يكون للحديث طابع التحقيق بحيث يحاول كل منهما البحث والكشف عن أسرار الآخر. كما يجب أن لا يحاول كل منهما التقدم بطلبات غير ممكنة ووضع شروط تعجيزية صعبة التحقيق.

٦- وآخر نقطة أريد أن أنبه إليها هي تجنب الانتظار الطويل بالنسبة للشاب وللفتاة والبت بموضوع الزواج بأسرع وقت ممكن. فأهل الفتاة عليهم أن يجروا المشاورات النهائية والتحقيق الكامل وبعد ذلك يعلنون قرارهم بالموافقة أو عدم الموافقة على الزواج وإذا تقرر أن يعطي أهل الشاب الجواب لأهل الفتاة فيجب أن يفعلوا ذلك دون تأخير ويطلعوا أهل الفتاة على موافقتهم على الزواج أو عدمها ويجب على أهل الشاب أن لا يتركوا أهل الفتاة في حيرة وترقُّب وانتظار وعليهم أن لا يضحوا بالعفة والكرامة والإيمان والحياء التي هي جوهرة نادرة وثمينة، من أجل الثروة والمال وزخارف الحياة وأن لا يتركوا أهل الفتاة ويحقروهم من أجل القضايا التافهة، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «من استذل مؤمناً واحتقره لقلّة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق»(6).

نسأله تعالى أن ينوّر قلوبنا بنور الإيمان والأدب الإلهي وأن يحفظ كرامتنا وإيماننا ولا يفضحنا في الدنيا والآخرة ويجعل حياتنا تسودها المودة والرحمة ويملأها البهجة والاستقرار.

______________________

(1) مجمع الزوائد ، ج٤، ص ٢٥٢.

(2) بحار الأنوار ، ج١٠٣ ،ص ٢٢٢ باب ٥٩ ح٤٠.

(3) مستدرك - أبواب المقدمات - باب ٣ - هذه القصة ترجمت عن الفارسية.

(4) بحار الأنوار ، ج75 ، ص ١٥٠ باب ٥٧ ح١٣.

(5) الوسائل ، ج٨ ، ص ٥٩٢ باب ١٤٧ ح٧.

(6) الوسائل ، ج8 ، ص591 باب 147 ح4. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.