أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2018
2064
التاريخ: 30-12-2015
4186
التاريخ: 29-09-2015
11414
التاريخ: 28-06-2015
2565
|
أبو الحسن، ((وقال أبو الحسن البيهقي: كنية الباخرزي أبو القاسم)) وهو الصحيح. وباخرز من نواحي نيسابور.
ذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال وهو الذي
صنف كتاب دمية القصر في شعراء العصر قال وطالعت هذا الكتاب بأصفهان في دار الكتب التي لتاج الملك بجامعها وبعثني ذلك على
تأليف كتابي هذا ((يعني كتابه الذي نقلت هذا منه وسماه خريدة القصر في شعراء العصر)).
قال: ومات في سنة سبع وستين وأربعمائة. قال: قتل في مجلس أنس بباخرز وذهب دمه هدرا.
قال: وكان واحد دهره في فنه وساحر زمانه في قريحته وذهنه صاحب الشعر البديع
والمعنى الرفيع وأثنى عليه قال ولقد رأيت أبناء العصر بأصفهان مشغوفين بشعره
متيمين بسحره وورد إلى بغداد مع الوزير الكندري وأقام بالبصرة برهة ثم شرع في
الكتابة معه مدة واختلف إلى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال في المراتب والمنازل
وله ديوان كبير. ومما أورده في دمية القصر لنفسه: [الكامل]
(ولقد جذبت إلي عقرب صدغها ... فوجدتها جرارة مجروره)
(وكشفت ليلة جلوة عن ساقها ... فرأيتها ممكارة ممكورة)
قال ومما أنشدت من شعره قوله: [الطويل]
(زكاة رؤوس الناس في عيد فطرهم ... يقول رسول
الله صاع من البر)
(ورأسك أغلى قيمة فتصدقي ... بفيك علينا فهو صاع
من الدر)
وقال
في عذار غلام يكتب خطا مليحا: [الكامل]
(قد قلت لما فاق خط عذاره ... في الحسن خط يمينه
المستملحا)
(من يكتب الخط المليح لغيره ... فلنفسه لا شك
يكتب أملحا)
وله: [الكامل]
(قالوا التحى ومحا الإله جماله ... وكساه ثوب
مذلة ومحاق)
(كتب الزمان على محاسن خده ... هذا جزاء معذب العشاق)
وله: [الكامل]
(ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور
بقوة الأسباب)
(فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب
لكثرة الأوصاب)
وله: [الطويل]
(يروقك بشرا وهو جذلان مثلما ... تخاف شباه وهو
غضبان محنق)
(كذا السيف في أطرافه الموت كامن ... وفي متنه
ضوء يروق ورونق)
وله: [الكامل]
(قالت وقد ساءلت عنها كل من ... لاقيته من حاضر
أو بادي)
(أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه ... ترني فقلت لها
وأين فؤادي)
وقال يصف الشتاء والبرد: [الكامل]
(لبس الشتاء من الجليد جلودا ... فالبس فقد برد
الزمان برودا)
(كم مؤمن قرصته أظفار الشتا ... فغدا لأصحاب
الجحيم حسودا)
(وترى
طيور الماء في أرجائها ... تختار حر النار والسفودا)
(فإذا رميت بسؤر كأسك في الهوا ... عادت عليك من
العقيق عقودا)
(يا صاحب العودين لا تهملهما ... حرق لنا عودا
وحرك عودا)
ومن غير كتاب الخريدة مما روي له: [السريع]
(إنسان عيني قط ما يرتوي ... من ماء وجه ملحت عينه)
(كذلك الإنسان ما يرتوي ... من شرب ماء ملحت عينه)
قال السمعاني ولما ورد إلى بغداد مدح القائم
بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي البسيط
(عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور
وفي الأمثال عش رجبا)
(أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا ... أوقدت من ماء
دمعي في الحشا لهبا)
(وأن أجفان عيني أمطرت ورقا ... وأن ساحة خدي
أنبتت ذهبا)
(وإن تلهب برق من جوانبهم ... توقد الشوق في
جنبي والتهبا)
قال:
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا فيه برودة العجم فانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط
فضلاءها وسوقتها مدة وتخلق بأخلاقهم واقتبس من اصطلاحاتهم ثم أنشأ قصيدته التي
أولها: [الكامل]
(هبت علي صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول)
(سكرى تجشمت الربى لتزورني ... من علتي وهبوبها تعليل)
فاستحسنوها وقالوا تغير شعره ورق طبعه. ومن شعره:
[مجزوء الكامل]
(حمل العصا للمبتلى ... بالشيب عنوان البلى)
(وصف المسافر أنه ... ألقى العصا كي ينزلا)
(فعلى القياس سبيل من ... حمل العصا أن يرحلا)
وذكر أبو الحسن بن أبي القاسم زيد البيهقي في
كتاب مشارب التجارب وأخبار الوزير أبي نصر الكندري ((وكندر قرية من أعمال طريثيت))
قال كان الشيخ علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإفادة من الإمام الموفق
النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فجاءه الشيخ علي بن الحسن فقال مداعبا: [المنسرح]
(أقبل من كندر مسيخرة ... للنحس في وجهه علامات)
(يحضر دور الأمير وهو فتى ... موضع أمثاله الخرابات)
(فهو جحيم ودبره سعة ... كجنة عرضها السنوات)
قال وكان أول عمل الكندري حجبة الباب ثم تمكن في
أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما فورد عليه الشيخ علي بن الحسن وهو ببغداد في
صدر الوزارة في ديوان السلطان فلما رآه الوزير قال له أنت صاحب ((أقبل)) فقال له
نعم فقال الوزير مرحبا وأهلا فإني قد تفاءلت بقولك ((أقبل)) ثم خلع عليه قبل
إنشاده وقال له عد غدا وأنشد فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
(أقوت
معاهدهم بشط الوادي ... فبقيت مقتولا وشط الوادي)
(وسكرت من خمر الفراق ورقصت ... عيني الدموع على
غناء الحادي)
ومنها: [الكامل]
(في ليلة من هجره شتوية ... ممدودة مخضوبة بمداد)
(عقمت بميلاد الصباح وإنها ... في الإمتداد
كليلة الميلاد)
ومنها:
(غر الأعادي منه رونق بشره ... وأفادهم بردا على
الأكباد)
(هيهات لا يخدعهم إيماضه ... فالغيظ تحت تبسم الآساد)
(فالبهو منه بالبهاء موشح ... والسرح منه مورق الأعواد)
(وإذا شياطين الضلال تمردوا ... خلاهم قرناء في الأصفاد)
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة قال عميد الملك
لأمراء العرب لنا مثله في العجم فهل لكم مثله في العرب ثم أمر له بألف دينار
مغربية قال وكان السلطان طغرلبك قد بعث وزيره الكندري وكيلا في العقد على بنت ((خوارزمشاه))
فوقع إرجاف ورفع إلى السلطان أن عميد الملك زوجها من نفسه وخان وكان من أمرهما ما
كان فتغير رأي السلطان عليه فحلق عميد الملك لحيته وجبَّ مذاكيره حتى سلم من سياسة السلطان فمدحه الشيخ علي بن الحسن
بهذا النقصان وما سبقه بهذا المعنى أحد حيث قال: [الكامل]
(قالوا محا السلطان عنه بعدكم ... سمة الفحول
وكان قرما صائلا)
(قلت اسكتوا فالآن زاد فحولة ... لما اغتدى عن
أنثييه عاطلا)
(فالفحل يأنف أن يسمى بعضه ... أنثى لذلك جذَّه مستأصلا)
ولما قتل السلطان البرسلان الوزير أبا نصر
الكندري قال الباخرزي يخاطب السلطان: [الطويل]
(وعمك أدناه وأعلى محله ... وبوأه من ملكه كنفا رحبا)
(قضى كل مولى منكم حق عبده ... فخوله الدنيا
وخولته العقبى)
قال المؤلف: وهذا معنى لطيف ومقصد ظريف فلله در
الشعراء وقرائحهم والأدباء ومنائحهم.
قال البيهقي: ومن العجائب أن آلات تناسل الكندري
مدفونة بخوارزم ودمه مصبوب بمرو الروذ وجسده مقبور بقرية كندر من طريثيث وجمجمته
ودماغه مدفونان بنيسابور وشواته محشوة بالتبن وقد نقلت إلى كرمان فدفنت هناك. وقال
علي بن الحسن الباخرزي في ذلك: [السريع]
(مفترقا في الأرض أجزاؤه ... بين قرى شتى وبلدان)
(جب خوارزم مذاكيره ... طغرلبك ذاك الملك الفاني)
(ومص مرو الروذ من جيده ... معصفرا يخضبها قاني)
(فالشخص في كندر مستبطن ... وراء أرماس وأكفان)
(ورأسه طار ولهفي على ... مجثمه في خير جثمان)
(خلوا بنيسابور مضمونه ... وقحفه الخالي بكرمان)
(والحكم للجبار فيما مضى ... وكل يوم هو في شان)
وقال من قصيدة له فائقة يمدح فيها الشريف ذا
المجدين أبا القاسم علي بن موسى بن إسحاق بن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام نقيب الطالبيين بمرو ((وفيها ما
يدل على أن كنية الباخرزي أبو القاسم)) أولها: [المتقارب]
(حيالك من تحت ذيل الحبى ... شعاع كحاشية المشرفي)
ويقول فيها:
(وسقت الركائب حتى أنحن ... بسبط الأنامل سبط النبي)
(علي بن موسى مواسي العفاة ... أبي القاسم السيد
الموسوي)
ومنها:
(نماه الفخار إلى جده ... علي فطار بجد علي)
(ولا يتأشب عيص السري ... إذا هو لم يكن ابن السري)
(أبا
قاسم يا قسيم السخاء ... إذا جف ضرع الغمام الحبي)
(وفدت إليك مع الوافدين ... وفود البشارة غب النعي)
(وزارك مني سمي كني ... فراع حقوق السمي الكني)
(فهذي القصيدة بكر تصل ... على نحرها حصيات الحلي)
(جعلت هواك جهازا لها ... فجاءتك مائسة كالهدي)
(سحرت بها ألسن السامرين ... ولم أترك السحر للسامري)
(ولما نشرت أفاويقها ... طوى الناس ديباجة البحتري)
وقرأت بخط أبي سعد لأبي القاسم الباخرزي وكناه
أبا الحسن: [البسيط]
(يا فالق الصبح من لألاء غرته ... وجاعل الليل
من أصداغه سكنا)
(لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي ... فالنار حق
على من يعبد الوثنا)
وأنشد
له وكناه أبا القاسم: [الطويل]
(كتبت وخطي حاش وجهك شاهد ... بأن بناني من أذى
السقم مرتعش)
(ونفسي إن تأمر تعش في سلامة ... فأهد لها منك
السلام ومر تعش)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|