المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



شروط صلح الحديبية ونتائجه  
  
3603   01:46 صباحاً   التاريخ: 3-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص164-167
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

وبسبب تشدد « سهيل » في شروط الصلح كادت المفاوضات أن تفشل ، وأخيرا تمّ الاتفاق على عدّة شروط للصلح ، هي :

1 - تعهّد الطرفين بترك الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكفّ بعضهم عن بعض .

2 - من أتى محمّدا من قريش بغير إذن وليّه ردّه عليهم ، ومن جاء قريشا ممّن مع « محمّد » لم يردّوه عليه .

3 - من أحب أن يدخل في عقد « محمّد » وعهده دخل فيه ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .

4 - يرجع « محمّد » بأصحابه إلى المدينة عامه هذا فلا يدخل مكة ، وإنما يدخل مكة في العام القادم فيقيم فيها ثلاثة أيام ليس معه سوى سلاح الراكب ، والسيوف في القرب[1]  .

5 - لا يستكره أحد على ترك دينه ويعبد المسلمون اللّه بمكة علانية وبحرية وأن يكون الاسلام ظاهرا بمكة وأن لا يؤذى أحد ولا يعيّر[2].

6 - لا إسلال ( سرقة ) ولا إغلال ( خيانة ) بل يحترم الطرفان أموال الطرف الآخر[3].

7 - لا تعين قريش على « محمّد » وأصحابه أحدا بنفس ولا سلاح[4].

ولم يرض نفر من المسلمين ببنود الصلح ، فاعترضوا على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) متصوّرين أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قد تراجع أمام قريش ولم يدركوا أن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مسدد من اللّه وأنه ينظر بعين متطلّعة إلى مستقبل الرسالة الإسلامية ومصالحها العليا . وردّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على المعترضين بقوله : « أنا عبد اللّه ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيّعني » .

وأقرّ النبي ما كرهه بعض المسلمين ، وجاءت قضية تسليم أبي جندل لقريش[5] إثارة جديدة في ظرف توتّر فيه الوضع النفسي عند بعضهم .

ولكن هذا الصلح كان في الواقع فتحا مبينا وكبيرا للمسلمين على خلاف ما كان يبدو للبعض من ظاهر بنود الصلح ؛ إذ انقلبت شروط المعاهدة لصالح المسلمين بعد قليل .

وفي طريق الرجوع إلى المدينة نزلت آيات القرآن الكريم[6] لتؤكد البعد الحقيقي للصلح مع زعيمة الوثنية ، وتبشّر المسلمين بدخول مكة قريبا .

نتائج صلح الحديبية :

1 - اعترفت قريش بكيان المسلمين كقوة عسكرية وسياسية منظمة ، وكدولة حقيقية جديدة .

2 - دخلت المهابة في قلوب المشركين والمنافقين وتصاغر دورهم ، وظهر ضعفهم عند المواجهة .

3 - أعطت الهدنة فرصة لنشر الاسلام ودخلت قبائل كثيرة في الاسلام . وقد كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يتوقّع منذ بدء حركته الرسالية الإسلامية أن تترك قريش له فرصة يعبّر فيها بحرّية عن موقفه ، ويشرح الإسلام للناس بأمان .

4 - أمن المسلمون جانب قريش فحوّلوا ثقلهم وجهودهم لمواجهة اليهود وسائر المناوئين .

5 - جعلت مفاوضات الصلح حلفاء قريش يفقهون موقف المسلمين ويميلون إليهم .

6 - مكّن الصلح النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) من أن يراسل الملوك ورؤساء الدول خارج الجزيرة لدعوتهم إلى الاسلام ، وأن يستعدّ لغزوة مؤتة ، كخطوة لنقل الإسلام خارج منطقة الجزيرة العربية .

7 - مهّد الصلح لفتح مكة - الّتي كانت أهم قلاع الوثنية حين ذاك - في مراحل لاحقة .

2 - انطلاقة الرسالة الاسلامية إلى خارج المدينة :

لقد كانت محاولات قريش للقضاء على الاسلام فيما مضى عاملا لانشغال النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والمسلمين في معارك الدفاع والتحصين وتثبيت أركان الدولة والمجتمع الإسلامي عدة سنين فلم يستطع خلالها أن يبلّغ بحريّة تامّة رسالته السماوية العالمية والخاتمة لكل الأديان . ولكن بتوقيع معاهدة صلح الحديبية أمن الرسول جانب قريش وأتاحت هذه العملية فرصة مناسبة لأن يبعث الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) سفراءه إلى زعماء القوى الكبرى المحيطة بالجزيرة العربية وإلى كل رؤساء المجاميع في الجزيرة وخارجها يدعوهم إلى الاسلام بعد بيان التعاليم الإلهية لهم .

فقد روي أنه ( صلّى اللّه عليه واله ) قال في أصحابه : « أيها الناس إن اللّه قد بعثني رحمة وكافّة فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم » .

فقال أصحابه : وكيف اختلف الحواريون يا رسول اللّه ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه فأما من بعثه مبعثا قريبا فرضي وسلّم وأما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل »[7].

وانطلقت رسل الدعوة والهداية تنقل أمر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى نقاط العالم المختلفة [8].

 

[1] السيرة الحلبية : 3 / 21 .

[2] بحار الأنوار : 20 / 352 .

[3] مجمع البيان : 9 / 117 .

[4] بحار الأنوار : 20 / 352 .

[5] السيرة الحلبية : 3 / 21 ، السيرة النبوية : 2 / 218 ، بحار الأنوار : 20 / 252 .

[6] راجع سورة الفتح ( 48 ) : 1 - 7 و 18 - 28 .

[7] السيرة النبوية : 2 / 606 ، والطبقات الكبرى : 1 / 264 .

[8] قد عدّ علماء الاسلام ما يقارب من ( 185 ) كتابا ورسالة بعثها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى كل القوى يدعوها إلى الإسلام . راجع : مكاتيب الرسول لعلي بن حسين علي الأحمدي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.