المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

طريقة رسم منحنى المعايرة ( Titration curve )
2024-02-04
دورة هدرولوجية hydrologic cycle
16-3-2020
Metallic Sodium
24-10-2018
تزوج علي بالزهراء (عليهما السلام)
9-10-2015
مقدمة عن قواعد شيف Introduction about Schiff base
2024-03-23
يجب استعمال التكنولوجيا التعليمية في المدرسة
8-6-2017


عثمان بن عيسى بن منصور ابن محمد البلطي  
  
3395   05:31 مساءاً   التاريخ: 26-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص494-510
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 3170
التاريخ: 2-9-2021 6319
التاريخ: 20-6-2019 2395
التاريخ: 26-1-2016 6821

أبو الفتح النحوي هكذا ينسبونه وهو من بلط التي تقارب الموصل ذكره العماد في كتاب الخريدة فقال انتقل إلى الشام وأقام بدمشق برهة يتردد إلى الزبداني للتعليم فلما فتحت مصر انتقل إليها فحظي بها ورتب له صلاح الدين يوسف بن أيوب على جامع مصر جاريا يقرئ به النحو والقرآن حتى مات بها لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة وهي آخر سني الغلاء الشديد بمصر لأن أولها كان في أواخر سنة ست وأشدها في سنة سبع وأخفها سنة تسع. وبقي البلطي في بيته ميتا ثلاثة أيام لا يعلم به أحد لاشتغالهم بأنفسهم عنه وعن غيره وكان يحب الانفراد والوحدة ولم يكن له من يخبر بوفاته. وكان قد أخذ النحو عن أبي نزار وأبي محمد سعيد بن المبارك بن الدهان. وقال المؤلف: لم يذكر العماد وفاته وإنما أخبرني بوفاته وما بعده الشريف أبو جعفر محمد بن عبد العزيز بن أبي القاسم بن عمر بن سليمان بن الحسن بن إدريس بن يحيى العالي ابن علي المعتلي وهو الخارج بالمغرب والمستولي على بلاد الأندلس ابن حمود بن ميمون بن أحمد بن عمر بن إدريس بن إدريس ابن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. وأخبرني الشريف المذكور وكان من تلامذته قال كان البلطي طوالا جسيما طويل اللحية واسع الجبهة أحمر اللون يعتم بعمة كبيرة جدا ويتطلس بطيلسان لا على زي المصريين بل يلقيه على عمامته ويرسله من غير أن يديره على رقبته وكان يلبس في الصيف المبطنة والثياب الكثيرة حتى يرى كأنه عدل عظيم وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى حتى لا يكاد يظهر وكان يقال له أنت في الشتاء من حشرات الأرض. وكان إذا دخل الحمام يدخل إلى داخله وعلى رأسه مزدوجة مبطنة بقطن فإذا حصل عند الحوض الذي فيه الماء الحار كشف رأسه بيده الواحدة وصب على رأسه الماء الحار الشديد الحرارة بيده الأخرى ثم يغطيه إلى أن يملأ السطل ثم يكشفه ويصب عليه ثم يغطيه يفعل ذلك مرارا فإذا قيل له في ذلك قال أخاف من الهواء. قال الإدريسي: هذه كانت حاله في هيئته وسمته فأما علمه فكان عالما إماما نحويا لغويا أخباريا مؤرخا شاعرا عروضيا قلما سئل عن شيء من العلوم الأدبية إلا وأحسن القيام بها وكان يخلط المذهبين في النحو ويحسن القيام بأصولهما وفروعهما وكان مع ذلك خليعا ماجنا شريبا للخمر منهمكا في اللذات. قال الشريف الإدريسي فحدثني الفقيه ابن أبي المالك قال خرجت إلى بعض المتنزهات بضواحي مصر فلقيت البلطي مع جماعة من أهل الخلاعة ومطرب يغنيهم ببعض الملاهي وهو ثمل يتمايل سكرا فتقدمت إليه وكانت  بيني وبينه مباسطة تقضي ذلك فقلت له يا شيخ أما آن لك أن ترعوي وتقلع عن هذه الرذائل مع تقدمك في العلم وفضلك فنظر إلي شزرا ولم يكترث بقولي وأنشدني بعدما نثر يده من يدي شعر أبي نواس: [الطويل]

 (كفيت الصبى من لا يهش إلى الصبى ... وجمعت منه ما أضاع مضيع)

 (لعمرك ما فرطت في جنب لذة ... ولا قلت للخمار كيف تبيع)

 وحدثني الإدريسي قال: ومن نوادره ما أخبرني به صاحبنا الفقيه أبو الجود ندى بن عبد الغني الحنفي الأنصاري قال حضر يوما عند البلطي بعض المطربين المحسنين فغناه صوتا أطربه به فبكى البلطي فبكى المطرب فقال له البلطي أما أنا فأبكي من استفزاز الطرب وأنت ما أبكاك فقال له تذكرت والدي فإنه كان إذا سمع هذا الصوت بكى فقال له البلطي فأنت والله إذا ابن أخي. وخرج فأشهد على نفسه جماعة من عدول مصر بأنه ابن أخيه ولا وارث له سواه ولم يزل يعرف بابن أخي البلطي إلى أن فرق الدهر بينهما.

 وللبلطي من التصانيف: كتاب العروض الكبير في نحو ثلاثمائة ورقة، كتاب العروض الصغير، كتاب العظات الموقظات، كتاب النير في العربية، كتاب أخبار المتنبئ، كتاب المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد، كتاب علم أشكال الخط، كتاب التصحيف والتحريف، كتاب تعليل العبادات. قال العماد في كتاب الخريدة: وللبلطي موشحة عملها في القاضي الفاضل بديعة مليحة سلك فيها طريق المغاربة وحافظ فيها على أحرف الغين والضاد والذال والظاء وصرع التوشيح وهي: [مجزوء الرجز]

 

 (ويلاه من رواغ ... بجوره يقضي)

 (ظبي بني يزداد ... منه الجفا حظي)

 (قد زاد وسواسي ... مذ زاد في التيه)

 (لم يبق في الناس ... ما أنا لاقيه )

 (من قيم قاسي ... بالهجر يغريه)

 (أروم إيناسي ... به ويثنيه)

 (إذا وصال ساغ ... بقربه يرضي)

 (أبعده الأستاذ ... لا حيط بالحفظ)

 (وكل ذا الوجد ... بطول إبراقه)

 (مضرج الخد ... من دم عشاقه )

 (مصارع الأسد ... في لحظ أحداقه)

(لو كان ذا ود ... رق لعشاقه)

 (شيطانه النزاغ ... علمه بغضي)

 ( واستحوذ استحواذ ... بقلبه الفظ )

 ( دع ذكره واذكر ... خلاصة المجد )

 ( الفاصل الأشهر ... بالعلم والزهد )

 ( والطاهر المئزر ... والصادق الوعد )

 ( وكيف لا أشكر ... مولى له عندي )

 ( نعمى لها إسباغ ... صائنة عرضي )

 ( من كف كاس غاذ ... والدهر ذو عظ )

 ( منة مستبقى ... ضاق به ذرعي )

 ( قد أفحمت نطقي ... واستنفدت وسعي )

 (وملكت رقي ... مكمل الصنع)

(دافع عن رزقي ... في موطن الدفع)

 (لما سعى إيتاغ ... دهري في دحضي)

 (أنقذني إنقاذ ... من همه حفظي )

 (ذو المنطق الصائب ... في حومة الفصل)

 (ذكاؤه الثاقب ... يجل عن مثل)

 (فهو الفتى الغالب ... كل ذوي النبل)

 (من عمرو والصاحب ... ومن أبو الفضل)

 (لا يستوي الأفراغ ... بواحد الأرض)

 (أين من الأزاد ... نفاية المظ)

 (يا أيها الصدر ... فت الورى وصفا)

 (قد مسني الضر ... والحال ما تخفى)

 (وعبدك الدهر ... يسومني الخسفا)

 

 (وليس لي عذر ... ما دمت لي كهفا )

 (من صرف دهر طاغ ... أنى له أغضي)

 (من بك أمسى عاذ ... لم يخش من بهظ)

 (قد كنت ذا إنفاق ... أيام ميسوري )

 (فعيل لما ضاق ... رزقي تدبيري)

 (والعسر بي حاق ... عقيب تبذيري)

 (يا قاسم الأرزاق ... فارث لتقتيري)

 (لا زلت كهف الباغ ... ودمت في خفض)

 (أمرك للإنفاذ ... والسعد في لظ)

 ومن جيد شعر البلطي: [الطويل]

 (دعوه على ضعفي يجوز ويشتط ... فما بيدي حل لذاك ولا ربط)

 (ولا تعتبوه فالعتاب يزيده ... ملالا وأنى لي اصطبار إذا يسطو)

 (فما الوعظ فيه والعتاب بنافع ... وإن يشرط الإنسان لا ينفع الشرط)

 (ولما تولى مرضا بجنابه ... وبان لنا منه الإساءة والسخط)

(بكيت دما لو كان ينفعني البكا ... ومزقت ثوب الصبر لو نفع العط)

 (تنازعت الآرام والدر والمها ... لها شبها والغصن والبدر والسقط)

 (فللرئم منه اللحظ واللون والطلى ... وللدر منه اللفظ والثغر والخط)

 (وللغصن منه القد والبدر وجهه ... وعين المها عين بها أبدا يسطو)

 (وللسقط منه ردفه فإذا مشى ... بدا خلفه كالموج يعلو وينحط)

 قال العماد الكاتب وأنشدني البلطي لنفسه: [البسيط]

 (حكمته ظالما في مهجتي فسطا ... وكان ذلك جهلا شبته بخطا)

 (هلا تجنبته والظلم شيمته ... ولا أسام به خسفا ولا شططا)

 (ومن أضل هدى ممن رأى لهبا ... فخاض فيه وألقى نفسه وسطا)

 (ويلاه من تائه أفعاله صلف ... ملون كلما أرضيته سخطا)

 (أبثه ولها صدقا ويكذبني ... وعدا وأقسط عدلا كلما قسطا)

 وله في القاضي الفاضل وكان قد أسدى إليه معروفا من قصيدة: [المجتث]

 (لله عبد رحيم ... يدعى بعبد الرحيم)

 (على سراط سوي ... من الهدى مستقيم )

(نسك ابن مريم عيسى ... وهدي موسى الكليم)

 (رأى التهجد أنسا ... في جنح ليل بهيم)

 (مسهد الطرف يتلو ... آي القرآن العظيم)

 ومن أطبع ما قاله في طبيب وكان ابن عمه: [المنسرح]

 (لي ابن عم حوى الجهالة للـ...ـحكمة أضحى يطب في البلد)

 (قد اقتفى مذ نشا به ملك الـ...ـموت فما إن يبقي على أحد)

 (يجس نبض المريض منه يد ... أسلم منها براثن الأسد)

 (يقول لي الناس خله عضدا ... يا ليتني أبقى بلا عضد)

 ومن شعره في غلام أعرج: [مجزوء الخفيف]

 (أنا يا مشتكي القزل ... منك في قلبي الشعل)

 (أصبح الجسم ناجلا ... لك والقلب مشتغل)

 (دلني قد عدمت صبري ... وضاقت بي الحيل)

 (آن أن تجفو الجفاء ... وأن تملل الملل)

 وقال عثمان بن عيسى بن منصور البلطي وسئل أن يعمل على وزن بيتي الحريري اللذين وصفهما فقال:

 (أسكتا كل نافث وأمنا أن يعززا بثالث)

وهو: [السريع]

(سم سمة نحمد آثارها ... واشكر لمن أعطى ولو سمسمه)

 فقال:

 (محلمة العاقل عن ذي الحنا ... توقظه إن كان في محلمه)

 (مكلمة الخائض في جهله ... لقلب من يردعه مكلمه)

 (مهدمة العمر لحر إذا ... أصبح بين الناس ذا مهدمه)

 (محرمة الملحف أولى به ... إياك أن ترعى له محرمه)

 (مسلمة يمنعها غاصب ... حقا فأمسى جوره مسلمه)

 (مظلمة يفعلها عامدا ... تلقيه يوم الحشر في مظلمه)

 (أعلمه الحسن فيا ليت من ... أغراه بي وأعلمه)

 (من دمه أهدره الحب لا ... غرو إذا ملت به مندمه)

(أسلمه الحب إلى هلكه ... فإن نجا منه فما أسلمه)

 (أشأمه البين وقد أعرقوا ... أف لهذا البين ما أشأمه)

 (مكتمة الأحزان في أدمعي ... يبدو نصول الشيب من مكتمه)

 (محرمة الدهر أفيقي ففي ... ذرا جمال الدين لي محرمه)

 (مقسمة الأرزاق في كفه ... أبلج زانت وجهه مقسمة)

 وهي خمسون بيتا هذا نموذجها. وقال على أمثال أبيات الحريري التي أولها: [مجزوء الرجز]

 (آس ارملا إذا عرا ... وارع إذا المرء أسا)

فقال:

 (إسبع لإبقاء سنا ... أنسأ قبّا لعسا)

السناء: الشرف وقصره ضرورة. أنسأ: أخّر. القب: الضوامر البطون. واللعس: العذبات الأرياق. أي أخر عن محبة هذا الشرف هذه النسوة الموصوفات".

 

 ( أسخ بمولى عرد ... درعاه لؤم بخسا )

"المولى ابن العم"

 (أسد ندى عف فما ... من يعود ندسا )

 "أسد: أعط. والندس: الجميل الأخلاق"

 (إسمح بصد ناعم ... معاند صبح مسا)

 "يقول: إذا كان لك حبيب ناعم حسن وكان كثير الخلاف فلتسمح نفسك به وبالبعد عنه".

 (أسمر تيمك ايئس ... إياس ميت رمسا)

يقول: بلغ من حالك أن تترك الأسمر إذ لو كان غير الأسمر كنت معذورا. كأنه يستقبح السمر أي ايئس منه إياسا وعده ميتا في رمسه. وسكن تيمك ضرورة كقوله: [المتقارب]

 (شكونا إليه خراب القرى ... فحرم علينا لحوم البقر)

وله أبيات يحسن في قوافيها الرفع والنصب والخفض: [مجزوء الكامل]

 (إني امرؤ لا يصطبيني ... الشادن الحسن القوام ما)

 رفع القوام بالحسن لأنه صفة مشبهة باسم الفاعل والتقدير الحسن قوامه كما يقول مررت بالرجل الحسن وجهه ونصبه على الشبه بالمفعول به وخفضه بالإضافة:

(فارقت شرة عيشتي ... أن فارقتني والعرام ما)

 رفع العرام لأنه عطف على الضمير في فارقتني ونصبه عطفا على شرة وخفضه عطفا على قبنة عيشتي:

 (لا أستلذ بقينة ... تشدو لدي ولا غلام ما)

رفعه عطفا على الضمير في تشدو ونصبه بلا وخفضه عطفا على قينة:

 (ذو الحزن ليس يسره ... طيب الأغاني والمدام ما)

رفعه عطفا عل طيب ونصبه بإضمار فعل وجره نعتا للدمع:

 (هم أرى في بثه ... ذلا وملء فمي لجام ما)

ملء فمي لجام مبتدأ وخبر ونصبه بأن تجعل الواو بمعنى مع وخفضه عطفا على الأغاني:

 (أمسى بدمع سافح ... في الخد منسكب سجام ما)

رفعه بإضمار هو ونصبه بإضمار أرى دلت عليه أرى الأولى وجره بالإضافة:

 (قدر علي محتم ... من فوق يأتي أو أمام ما)

مبني على الضم ونصبه بجعله نكرة ويكون ظرفا وجره بالإضافة:

 (لا يستفيق القلب من ... كمد يلاقي أو غرام ما)

غرام خبر مبتدأ محذوف والنصب جعله مفعولا ليلاقي وخفضه عطفا على كمد:

(كم حاسدين معاندين ... عدوا علي وكم لئام ما)

كم تنصب وتخفض ورفعه كأنه قال مر وعدا علي لئام:

 (إني أرى العيش الخمول ... وصحبة الأشرار ذام ما)

صحبة الأشرار ذام مبتدأ وخبر ويجوز نصبها عطفا على ما تقدم:

 (في غفلة أيقاظهم ... عن سؤدد بله النيام ما)

بله لفظة معناها دع ويكون بمعنى كيف ويرتفع ما بعدها ويكون كالمصدر فيخفض بها والنصب لأنها بمعنى دع:

 (رب أمرئ عاينته ... لهجا بسبي مستهام ما)

مستهام منصوب بعاينته ورفعه على موضع رب لأن رب وما يدخل عليه في موضع رفع وخفضه تبعا لامرئ:

 (عين العدو غدوت مضـ...ـطرا بصحبته أسام ما)

أسامي أفاعل من المساماة وأسأم أتكلف من قوله سمته الخسف وأسأم أفاعل من المساماة أيضا:

 (مالي وللحمق الأثيم ... الجاهل الفدم العبام ما)

رفعه بإضمار مبتدإ ونصبه بإضمار أعني:

(إن المموه عند قدم ... الناس يعلو والطغام ما)

 رفعه عطفا على موضع إن ونصبه عطفا على المموه وخفضه عطفا على قدم:

 (وأعيش فيهم إذ بلوتهم ... وقد جهلوا الأنام ما)

الرفع على البدل من الواو في جهلوا ويكون فاعلا في لغة من قال أكلوني البراغيث ونصبه على البدل من الضمير في بلوتهم وجره بدلا من الهاء في فيهم:

 (حتى متى شكوى أخي البث ... الكئيب المستضام ما)

رفعه بتقدير أن يشكو المستضام لأن شكوى مصدر وأخي البث في موضع المستضام ورفع أخي البث على الموضع ونصبه على أن يكون مشكوا وخفضه نعتا للكئيب:

 (ما من جوى إلا تضمنه ... فؤادي أو سقام ما)

رفعه عطفا على موضع من جوى وجره على لفظة جوى ونصبه عطفا على الضمير في تضمنه:

 (ليس الحياة شهية ... لي في الشقاء ولا مرام ما)

رفعه بلا ونصبه بلا أيضا وجره بالعطف على شهية بتقدير الباء كأنه قال بشهية كما أنشد سيبويه:

(مشائم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلا ببين غرابها)

 (وكرهت في الدنيا البقاء ... وقد تنكد والمقام ما)

 رفعه على الضمير في تنكد ونصبه عطفا على البقاء وجره بالقسم:

 (ما في الورى من مكرم ... لذوي العلوم ولا كرام ما)

جره على لفظ مكرم:

 (إني وددت وقد سئمت ... العيش لو يدنو حمام ما)

 رفعه بالفاعل ونصبه بوددت وجره بالإضافة.

 وقال أيضا أبياتا حصر فيها قوافيها ومنع أن يزاد فيها: [الخفيف]

 (بأبي من تهتكي فيهه صون ... رب واف لغادر فيه خون)

 (بين ذل المحب في طاعة الحبب ... وعز الحبيب يا قوم بون)

 (أين مضنى يحكي البهارة لونا ... من غزير له من الورد لون )

 (لي حبيب ساجي اللواحظ أحوى ... مترف زانه جمال وصون)

(يلبس الوشي والقباطي جون ... فوق جون ولون حالي جون)

 (إن رماني دهري فإن جمال الد...دين ركني وجوده لي عون)

 (عنده للمسيء صفح وللأسرار ... مستودع وللمال هون)

 (زانه نائل وحلم وعدل ... ووفاء جم ورفق وأون)

 (أنا في ربيعه الخصيب مقيم ... لي من جوده لباس وصون)

 (لا أزال الإله عنه نعيما ... وسرورا ما دام للخلق كون) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.