أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-09-2014
2747
التاريخ: 11-11-2020
2497
التاريخ: 17-1-2022
8070
التاريخ: 5-2-2022
4617
|
قد يتفق وقوع عدّة أشياءٍ في عصر الوحي كلِّها تتّفق في إشارةٍ واحدة وتستدعي نزول القرآن بشأنها ، كما إذا تكرّر السؤال ـ من النبيّ مثلاً ـ عن مشكلة واحدة ، فإنّ كلَّ سؤالٍ يقتضي نزول الوحي بجوابه ، ويُقال في هذه الحالة : إنّ الأسباب متعدّدة والمُنْزَل واحد.
ومن هذا القبيل ما يُروى في أنّ النبيَّ سُئل مرّتين عمّن وجد مع زوجته رجلاً كيف يصنع ؟
سأله عاصم بن عدي مرّة ، وسأله عويمر مرّةً أُخرى ، واتّفق في مرّةٍ ثالثة أنّ هلال بن أُميّة قذف امرأته عند النبيّ بشريك بن سمحاء ، فكانت هذه أسباباً متعدّدة تستدعي نزول الوحي لتوضيح موقف الزوج من زوجته إذا اطّلع على خيانتها ، وما إذا كان من الجائز له أن يقذفها ، ويتّهمها بدون بيّنة أو لا يجوز له ذلك إلاّ ببيّنة ، فإن اتّهم بدون بيّنة استحق حدّ القذف ، كما هو شأن غير الزوج إذا قذف امرأةً أُخرى ، ولأجل ذلك نزل قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [النور : 6]
فكان السبب متعدّداً والمُنْزَل واحد .
وفي حالة تعدّد السبب قد يوجد فاصل زمني كبير بين أحد السببين والآخر ، فيؤدّي السبب الأوّل إلى نزول الآية فعلاً ، ثمّ يتجدّد نزولها حينما يوجد السبب الثاني بعد ذلك بمدّة ، فيكون السبب متعدّداً والنزول متعدّداً وإن كانت الآية النازلة في المرّتين واحدة.
ويُقال : إنّ سورة الإخلاص من هذا القبيل إذ نزلت مرّتين؛ إحداهما : بمكّة جواباً للمشركين من أهلها ، والأُخرى بالمدينة جواباً لأهل الكتاب الذين جاورهم النبي (صلّى الله عليه وآله) بعد الهجرة.
وكما يتعدّد السبب والمُنْزَل واحد ، كذلك قد يتّفق كون السبب واحداً لآياتٍ متفرقة ، فقد رُوي أنّ أمَّ سلمة قالت للنبي (صلّى الله عليه وآله) يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟
فنزل قوله تعالى :
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران : 195].
ونزل قوله تعالى :
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} [الأحزاب : 35].
فهاتان آيتان متفرّقتان نزلتا بسببٍ واحد أُدرجت إحداهما في سورة آل عمران ، والأُخرى في سورة الأحزاب ، وبذلك كان السبب في النزول واحداً وهو حديث أم سلمة مع النبيّ والمُنْزَل متعدّد.
وعلى هذا الأساس يجب أن لا نسرع إلى الحكم بالتعارض بين روايتين تتحدّثان عن أسباب النزول إذا ذكرت كلٌّ منهما سبباً لنزول آية يغاير السبب الذي ذكرته الرواية الأُخرى لنزول نفس تلك الآية ، أو إذا تحدّثت الروايتان عن سببٍ واحدٍ فذكرت كلٌّ منهما نزول آية بذلك السبب غير الآية التي ربطتها الرواية الأُخرى به؛ لأنّ من الممكن في بعض الموارد فهم الاختلاف بين الروايتين والتوفيق ببينهما على أساس إمكان تعدّد سبب النزول لآية واحدة ، أو تعدّد الآيات النازلة بسبب واحد فلا يوجد بين الروايتين تعارض على هذا الأساس.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|