المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

السَلامِيُّ الشاعر
29-12-2015
الانحراف المتوسط 
19-4-2018
منحني تكراري نسبي Relative Frequency
20-12-2015
تعريف عقد الترخيص باستعمال العلامة التجارية
4-5-2017
نشأة الانسان القديم
15-10-2016
التطليق لمخالفة الشروط المتفق عليها بين الزوجين
22-4-2019


التعامل مع العائلة  
  
4171   02:18 صباحاً   التاريخ: 19-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص419 ـ 427
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-03 1860
التاريخ: 21-6-2016 2441
التاريخ: 2024-01-03 1046
التاريخ: 9/10/2022 3192

ما هي العائلة؟

وما ربطها بالتعامل مع الناس؟

كلمة (العائلة)، تُطلق على من يعيلهم الرجل، وينفق عليهم، وهم الزوجة والاولاد، ومن ينتسب اليه من أبيه، كالإخوان، والأهل هم العشيرة، وذوو القربى، وتطلق مخصوصاً على الزوجة، فأهل الرجل هي زوجته.

العائلة نقطة الإنطلاق:

وحيث أن أفراد العائلة هم أقرب الناس وأولهم بالنسبة للإنسان، واذ أنهم يعيشون في محيط مشترك، سواء على صعيد القرابة، او على صعيد الأسرة الواحدة، والمنزل الواحد، فإن علاقاتهم الإجتماعية، وتعاملهم فيما بينهم يلزم أن تكون قائمة على أسس متينة. وذلك لان التعامل الحسن هو الحالة المطلوبة من جهة، ومن جهة اخرى ان التعامل الحسن مع افراد العائلة يشكل نقطة الإنطلاق في التعامل مع الناس، فمن يحقق نجاحا باهراً في التعامل مع عائلاته، فانه يحقق نجاحاً في التعامل مع عموم الناس الآخرين، وخلاف ذلك صحيح.

والنجاح والسعادة في ميدان الإجتماع كل لا يتجزأ، ويشمل النجاح والسعادة في التعامل مع العائلة، ومع الأصدقاء، ومع عموم الناس على اختلاف فئاتهم.

فمن يحقق نجاحاً في معاملة الناس، او مع أصدقائه، ولكنه يسيء معاملة أفراد عائلته، فإنه لا يعتبر ناجحاً وسعيدا، فلكي يدخل المرء السعادة من أوسع ابوابها، واجبه أن يسعد نفسه على جميع هذه المحاور، وأولها التعامل مع أفراد العائلة.

وقواعد التعامل مع كل تلك المحاور، ومع افراد كل واحد منها، كثير منها مشترك، وتبقى بعض الخصوصيات التي ترتبط بالفرد وموقعه. فعلى سبيل المثال: ان قواعد: الإحترام، والتقدير، واظهار الإهتمام المخلص والاشعار بالاهمية، والحب للنفس كما الحب للغير، والكره للنفس كما الكره للغير، وترك التوبيخ واللوم، واستخدام الرفق، و... هي قواعد مشتركة للتعامل مع عموم الناس على اختلاف فئاتهم وحرفهم، ومع الأصدقاء، ومع أفراد العائلة، كالوالدين، والزوجة، والاولاد، والإخوان، ومع عموم الاهل والاقارب، كالأعمام، والعمات، والاخوال، والخالات، و....

هناك من الناس من يبدو في معاملة الناس رفيقاً ليناً حليماً، ولكنه حينما يعود إلى بيته يتحول إلى شخص عنيف شديد الغضب في معاملة أهله وأقاربه، وهذا ليس صحيحاً إذ حسن التعامل كما هو مطلوب خارج المنزل هو مطلوب داخل المنزل أيضاً.

قواعد أساسية في التعامل مع العائلة

ـ القاعدة الأولى: الحب والمودة

قد يسأل السائل: إذا كنتُ اعيش مع ابي وامي، وزوجتي، وأولادي، ألا تكفي قرابتهم لي عن كل شيء؟

والاجابة: إن علاقة الإنسان بعائلته ليست علاقة ميكانيكية، بل هي علاقة قائمة على الإنسانية، والحب المتبادل بين كل فرد وآخر فيها، والحب غريزة موجودة في كل فرد من أفراد العائلة تجاه كل فرد آخر فيها، فالأب يحب زوجته، وكلاهما يحب الأولاد، والاولاد يحبون الآباء، الا أن تلك الغريزة قد تُضيّق في إطار القرابة، وهذا ليس صحيحاً.

إن القرابة مهما كانت قوية فإنها لا غنى لها عن الحب، وليست بديلا عنه، فهي بحاجة اليه أكثر مما يحتاج هو الى القرابة. فكم من أناس متحابين متوادين، هم أصدقاء من دون أن تربطهم قرابة عائلية، وكم من أقرباء ليسوا متحابين بالشكل المطلوب!

وفي هذا المضمون يقول الإمام علي (عليه السلام): (القرابة الى المودة أحوج من المودة الى القرابة)(1).

فلكي يحسن المرء معاملة عائلته، فيلزمه أن يقيمها على الحب، وازدهاره.

ـ القاعدة الثانية: الصداقة مع العائلة

المعلوم أننا نجد ونجتهد في اكتساب اصدقاء اغراب، وننسى أن افراد عائلتنا هم اوائل الأفراد الجديرين بالمصادقة.

ويسأل السائل: إذا كانت لدي صلة قرابة مع افراد عائلتي، فما الداعي لمصادقتهم؟ وكيف أكون صديقا لأبي، وامي، وزوجتي، وأولادي، وإخواني، وسائر أفراد العائلة؟ إن كونهم أقرباء بالنسبة للمرء لا يكفي، بل لا بد من اتخاذهم أصدقاء حميمين بالنسبة له، فيحبهم، ويصادقهم ويعطيهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، کما يعطي اصدقاءه الأغراب حقوقهم.

وانه لمن وافر السعادة ومن مظاهر المجتمع المتماسك المتحاب، أن تجد الوالد صديقا لولده، والاخ صديقا لأخيه، والزوج صديقا لزوجته، وكل فرد في العائلة صديقاً للآخر فيها!.

ـ القاعدة الثالثة: المعاشرة بالمعروف

المعاشرة، المخالطة، والمعاملة، والمعروف هو كل عطاء خير يؤيده الدين والعقل، فالكلمة الطيبة، والاحترام، والتقدير، والحفظ في الغيبة، والحب، والاخلاص، وتلافي إراقة ماء الوجه، والانفاق، والاحسان، و... كل هذه الأمور تندرج تحت مفهوم المعروف.

والحق أن افراد العائلة هم اولى الناس بالمعروف، فمن الإجحاف أن يقدم الانسان معروفه الى الآخرين، ولا يقدمه الى أقاربه وافراد عائلته.

يقول تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].

وتقول الحكمة الشهيرة: (الاقربون أولى بالمعروف).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (مرء يحتاج في منزله وعياله الى ثلاث خصال، يتكلفها وان لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن) (2).

ـ القاعدة الرابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يقول تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].

أياً كانت منزلة المرء في العائلة، سواء كان أباً، أو أماً، أو ولداً مؤهلا، أو زوجة، أو أخا، فإن من واجبه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

إن كل عمل خير يأمر به العائلة هو معروف، وان كل عمل سيء ينهى عنه، ويحاول تغييره فهو منكر، فقد يكون أباً فيأمر أولاده بإقامة الصلاة، وحسن الارتباط بالله، واكتساب الأخلاق، وقضاء حوائج الآخرين، واحترام وتقدير الوالدين، والناس، وبكل معروف يحتاجون اليه، أو قد ينهاهم عن أي خصلة او ممارسة ليست من المعروف في شيء، او يكون ابنا فيأخذ دوره في العائلة، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقد يكون أخا فيصنع مثل ذلك. وهكذا فإن أي فرد في العائلة مطالباً بممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبممارسة ذلك يتم تحقيق أمرين:

1ـ تكريس الفضيلة ونشرها في العائلة لتكون (العائلة) بالفعل نواة صالحة، ولبنة متينة.

2ـ تقويم العائلة، وتصحيح مسارها، وتخليصها من كل ما من شأنه أن يجرها الى الرذيلة، والاخلاق والعادات السيئة.

ـ القاعدة الخامسة: الحلم

إذا كان من المطلوب من الإنسان أن يتعامل مع الآخرين باللين والرفق، ويدع العنف والغضب، فإنه من المطلوب منه بشكل اولي أن يتعامل مع افراد عائلته بمثل ذلك.

وانه لمن الشقاء الحقيقي، والجور أن يتحول الإنسان الى وردة في تعامله مع الناس، ولكنه حينما يعود الى منزله يتحول الى بارود منفجر، مع ابيه وأمه وزوجته واولاده، واخوانه، وعموم اقاربه.

ومن هنا فإن ممارسة الحلم، وضبط النفس يجب أن تبدأ من العائلة، اذ فما فائدة أن يسعد المرء الآخرين، واقرباؤه يشقون منه؟!

يقول الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): (ولا يكن اهلك أشقى الخلق بك) (3).

ـ القاعدة السادسة: الصبر على الأهل والأولاد

قد يسأل السائل: ماذا يعني الصبر هنا؟

ان يصبر المرء على اهله يعني أمرين:

1ـ أن يصبر على حبه لهم، وتحمل مسؤوليتهم، وعلى ما يحب فيهم من الأخلاق والفضيلة.

2ـ أن يصبر على ما يكره منهم، ويعمل على تقويمهم، وإرشادهم الى الحق والصواب.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (إني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمر من الحنظل انه من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم ودرجة الشهيد الذي ضرب بسيفه قدام محمد صلى الله عليه وآله).

ـ القاعدة السابعة: ان لا تتحول العائلة الى ملهاة عن ذكر الله والتزام مبادئه

كما أن المال إذا اسيء فهمه واستخدامه، يتحول الى ملهاة عن ذكر الله، ومادة للأهواء والشهوات، فكذلك الأهل والاولاد، يتحولون الى اداة الهاء عن قيم الله فيما إذا لم يتم التعامل معهم وفق الطريقة التي يأمر بها الدين الذي هو رسالة الله الى الناس.

وتحوّل العائلة الى ملهاة عن مبادئ الله يظهر في عدة أمور منها:

1ـ الإصابة بالغرور والكفران بسبب الأولاد، فكم من انسان أنجب له اولاد، فلم يتواضع ولم يشكر الله على هذه النعمة، فابتعد عن جادة الحق، والهداية والرشاد.

2ـ الإستسلام لضغوط الأولاد السلبية، والتأثر بها.

3ـ الإنشغال بهم، وبمسؤوليتهم، وبتحمل نفقاتهم على حساب الإلتزام بالمبادئ والقيم الإلهية.

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9].

ـ القاعدة الثامنة: صلة الرحم

من أهم قواعد التعامل مع العائلة، والاهل وذوي القرابة، صلتهم، والمحافظة على متانة العلاقة الإجتماعية بهم. وقد ينشغل الانسان بجزئيات حياته، او قد يفرط في زيارة اقاربه وصلتهم، فيقطعهم، فما الذي يحدث من جراء ذلك؟

ان أبرز ما يحدث هو أن يكون افراد الأهل أو الأقارب كحلقات الـسلسـلة المبتعدة عن بعضها البعض، في الوقت الذي يجب أن يكونوا متواصلين متلاحمين.

فلكي يصل المرء رحمه، الأمر في غاية السهولة، ليقف مع نفسه، ولينظر ما لديه من اقارب وارحام، من آباء، واخوان، واولاد، واعمام، وعمات، واخوال، وخالات، و... وليرسم له برنامجا لصلتهم.

وصلة الرحم وسيلة فنية هامة في مصادقة الأهل والاقارب، ولقضاء الوقت المشحون بالود والوئام، وهي تتم بزيارة القريب إذا كان حاضرا، وبمكاتبته إذا كان مسافراً، او بالاتصال به بواسطة جهاز الهاتف، او بالسؤال عنه، او بأي وسيلة اتصال أخرى، ولا ينسى المرء أن للزيارة الأثر الأعمق في الأرحام والاقارب وفي تعزيز التلاحم العائلي. وأي سعادة يشعر بها الإنسان حينما يصل ارحامه انها سعادة يفتقر اليها كل من لا يصل ارحامه وأقاربه!

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (صلة الرحم تعمر الديار، وتزيد في الأعمار وان كان اهلها غير أخيار) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة ـ الحكم.

(2) بحار الأنوار، ج78 ، ص236.

(3) نهج البلاغة، كتاب31.

(4) بحار الأنوار، ج74 ، ص94. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.