أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2016
1915
التاريخ: 6-12-2021
1254
التاريخ:
1823
التاريخ: 7-12-2021
3289
|
الآثار النادرة للنيران السماوية الساحرة
يتحرَّر الأنتيمون بسهولة من الستيبنيت الخام Sb2S3 بتسخينه مع الحديد، وهو معروف منذ قرون. كذلك يُمكن حرقه ثم يُسَخَّن الأكسيد المتكون على هذا النحو مع الفحم للحصول على المعدن لكنه ظلَّ أيضًا « لغزًا» طوال قرون؛ ففي حين يُعدُّ الأنتيمون معدنًا هشٍّا ذا لون أبيض مائل إلى الفضيِّ، فإن له عددًا من المتآصِلات (أشكال بِنيوية مختلفة للذرات كما في الألماس والجرافيت — متآصلات الكربون) والتي تختلف في خواصها. يُنتج التكثُّف السريع لبخار الأنتيمون مادة صلبة لا فلزية ذات لون أصفر فاتح تتحول تلقائيٍّا إلى فلز ما إن تتعرض إلى أشعة الشمس. علاوةً على ذلك، تُظهر أكاسيد (تكلسات) الأنتيمون خواصَّ مثيرة. فحين يَحترق الأنتيمون يُصدر لهبًا أزرق براقًا، يتصاعَد منه بخار سرعان ما يتكثَّف إلى مسحوق أبيض Sb2O3.
يتحلَّل هذا الأكسيد في كلٍّ من الأحماض والقواعد؛ تذكَّر أن أكاسيد اللافلزات مثل الفوسفور والكبريت حمضية، بينما أكاسيد الفلزات قاعدية بطبيعة الحال. والأكاسيد الفلزية، مثل « الصدأ » ليست متطايرة، في حين أن أكسيد الأنتيمون الثلاثي Sb2O3 متطاير. هل تَذكُر الذئب في كتاب ماير « مقطوعات أتلانتا » إنه يرمز إلى الستيبنيت (والأنتيمون نفسه أحيانًا). تحدث التنقية الأخيرة للملك (الذهب) في النار؛ لأن الأنتيمون المختلط بالذهب يحترق ليشكل أكسيد الأنتيمون الثلاثي المُتطاير، الذي يتسامى. ومما لا يحتمل الشك أن معدنًا كهذا « لا بد » وأن له خواصَّ علاجية فعالة. في الواقع، يعمل الدردي المقيئ (ملح طرطرات البوتاسيوم الأنتيمونية) لهذه المواد من سُمِّية أيضًا. وقد أشاد بازيل فالانتاين في كتابه « موكب الأنتيمون » بالقيمة الدوائية للأنتيمون. وقد أجرى نيكولاس لوفيفر تجارب كمية متأنية، واكتشف أن التكلسات التي تدخل فيها أشعة الشمس قد زادت كتلة الأنتيمون بدرجة مذهلة:
لكن هؤلاء الذين يَجهلون الأعمال النبيلة والآثار النادرة للنار السحرية السماوية، المستمَدة من أشعة الشمس، بالاستعانة بكاسر للأشعة أو عدسة حارقة، لن يُصدقوا على الأغلب ما سأقوله وأوضحه عن هذا الموضوع.
تُصمم «العدسة الحارقة» بقُطر يتراوح بين ثلاثة وأربعة أقدام (على الرغم من أن العدسة الحارقة المبينة في الشكل 3-7 اقل كثيرا).
ومصنوعة من قطعتين من الزجاج المقعَّر مملوءتين بالماء ومغطاتين بغراء السمك. كان لوفيفر واعيًا بأن كلس الأنتيمون يمكن أن يُصنع أيضًا باستخدام النتر (على سبيل المثال، من خلال إضافة المعدن إلى حمض النيتريك والتسخين). وبذلك كان لوفيفر يَستشرف الاكتشاف الذي توصَّل إليه مايو بعد عِقد (انظر المقال التالي). ومع ذلك، فإنَّ عدم اكتمال التفاعل الكيميائي، والذي يُشكل الخلائط في النهاية على أي حال، والخسائر التي تحدث عند الاسترجاع كانت أقل كثيرًا بالمقارنة بالنتائج التي تتحقَّق من أشعة الشمس المقدسة. فقد وُجِد أن الحرق الأوليَّ ١٢ ذرة (ما يعادل ٠٫٧٧٧ جرام) من الأنتيمون ينتج دخانًا أبيض اللون (يقول عنه لوفيفر إنه ليس سوى أنتيمون مُتسام) وكلسًا لا يزن أكثر من ٦ إلى ٧ ذرات (ما يُعادل ٠٫٣٨٨ إلى ٠٫٤٥٣ جرام). والكلس المتكون على هذا النحو يظلُّ له نفس الخواص المُقيِّئة لمسحوق الأنتيمون، لكنها أقل نوعًا ما. على الجانب الآخر، يصدر امتصاص «النار السحرية السماوية» 15 ذرة (ما يعادل ٠٫٩٧١ جرام) من الكلس و ١٢ ذرة (ما يعادل ٠٫٧٧٧ جرام) من الأنتيمون. ونعرف فعليٍّا أن تحويل ١٢ ذرة (ما يعادل ٠٫٧٧٧ جرام) ينبغي أن ينتج حوالي ١٤٫٥ ذرة (ما يُعادل ٠٫٩٣٩ جرام) من أكسيد الأنتيمون الثلاثي. لكن الأمر الأكثر إثارةً للإعجاب، والأقل معقولية، هو أن الاثنتي عشرة ذرة تلك من المسحوق الأبيض ليست مقيِّئة ولا مليِّنة، ولكنها على العكس مسبِّبة للتعرُّق ومنبِّهة، والأمر الذي يستحق الإعجاب — لأسباب واضحة — هم الباحثون الأذكياء المُحبُّون للاطلاع على أسرار الطبيعة، والأطباء بالغو الحكمة والمواد المسببة للتعرُّق تسبب العرق، الذي يُعدُّ مطهرًا أخف من القيء.
لم يكن لوفيفر أول من اكتشف أن الكلسات أثقل من المعادن؛ فقد لاحظ بيرينجوتشو ذلك في عام ١٥٤٠ ([انظر الجزء الثاني: المقطرات، وبوتقات فصل المعادة والأسحلة، القسم الثاني: كيمياء المعادن العملية])، وتوصَّل جون ري لهذا الاكتشاف بعد حوالي قرن. وعلى غرار بويل، الذي توصَّل إلى هذا الاكتشاف، افترض لوفيفر أن هذه النار (والتي كانت في لغة بويل تُسمى «جسيمات النار») تدخل بشكل ما في هذا التفاعُل لزيادة وزن المعدن.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|