قال تعالى :  {تَمَنَّوْنَ} [آل عمران : 143] من المني وهو الماء الغليظ الذي يكون منه الولد : و {يُمْنَى} [القيامة : 37] أي يدفق في الرحم ، وقيل : {تَمَنَّى} [الحج : 52] تقدر وتخلق ، ومثله : {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [الواقعة: 58] أي تدفقون في الأرحام : و {الْأَمَانِيُّ} [الحديد : 14] جمع أمنية وهي التلاوة ، قال تعالى : {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة : 78] وقوله : {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج : 52]أي إذا تلى ألقى الشيطان في تلاوته ما يوهم من جملة الوحي فيرفع الله ما ألقاه بمحكم كتابه ، وقيل : إنما ألقى ذلك بعض الكفار فأضيف ذلك إلى الشيطان ، وعن مجاهد

قال : كان النبي صلى الله عليه وآله إذا تأخر عنه الوحي تمنى أن ينزل فيلقي الشيطان في أمنيته بما يوسوس فينسخ الله ذلك ويبطله بما يرشده الله ، وقيل قوله :  ( تلك الغرانيق )  ( 1 ) إشارة إلى الملائكة أي هم الشفعاء لا الأصنام ، و {الْأَمَانِيُّ } [الحديد : 14] الأكاذيب أيضا ، و { الأماني } ما يتمناه الانسان ويشتهيه ، و { مناة } اسم صنم كان من حجارة في جوف الكعبة .
_________________
1 - وهي ليست من القرآن إنما روى أن رسول الله " صلى الله عليه واله وسلم " كان في الصلاة فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يستمعون لقراءته فلما انتهى إلى قوله تعالى : { وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم : 20] أجرى الله على لسانه : الغرانيق الأولى فان شفاعتهن لترجى ، ففرحت قريش وسجدوا . الخ .