التغيرات الفسلجية اثناء القلش في الدجاج البياض

الطيور بالطبيعة تستبدل ريشها وتبدأ بعملية القلش مع بداية الانخفاض بطول النهار (طول فترة الضوء) وهذا يحدث مع بداية أشهر الخريف (خلال شهر ايلول) وقد يبدا بعضها بقلش مبكر خلال شهر أب لتكون الطيور قد غيرت ريشها واستبدلته بريش جديد قبل حلول الاشهر الشتوية الباردة التي تبدأ بشهر كانون الأول والثاني وشباط.

عند انخفاض طول النهار سوف تشعر الساعة البيولوجية لجسم الطير بان عليها ان توقف وتثبط النشاطات الجنسية حيث يفرز هرمون الميلاتونين (Melatonin) من الغدة الصنوبرية (Pineal gland) ليقوم بتثبيط الهرمونات المنشطة للجنس مثل الهرمون المحفز لنمو الحويصلات المبيضية FSH (Follical stimulating hormone) وهرمون التبويضLH) Leutirizing hormone ) واللذان يفرزان من الفص الأمامي للغدة النخامية. هذا التثبيط لهرمون الميلاتونين لهذه الهرمونات المنشطة للجنس قد يأتي من خلال ميكانيكيتين وهما:

١. التثبيط المباشر من خلال التأثير على المخ الاسفل وبالتالي على الغدة النخامية لأجل تقليل مستوى افراز هذه الهرمونات.

٢. التثبيط الغير مباشر من خلال تقليل اعداد المستقبلات (Receptors) لهذه الهرمونات والموجود على الجدار الخارجي للخلايا الظهارية لحويصلات المبيض (Follicals) فقد لوحظ ببعض الدراسات أن مستوى هرمون FSH بالدم لم يتاثر وقد يرتفع احيانا بالطيور القالشة مقارنة مع طيور المقارنة او التي لم تتعرض للقلش الاجباري. وهذا دلالة على أن هناك تثبيط غير مباشر لفعالية هذا الهرمون.

أن انخفاض فعالية المبيض ستؤدي بدورها الى انخفاض مستوى الهرمونات التي يفرزها المبيض مثل هرمون الاستروجين Estrogen والتستسترون Testesteron وهذه الهرمونات تعتبر مهمة لإدامة بصيلات الريش. اذن انخفاض مستوى افراز هذه الهرمونات يعني تعرض بصيلات الريش للاضمحلال وبالتالي سقوط الريشة القديمة ان هذا السقوط للريش القديم هو نصف عملية القلش لان القلش يعني استبدال ريش قديم بريش اخر جديد ولهذا يتطلب نمو بويصلات لريشات جديدة أسفل الريشة القديمة. هذه العملية لتحفيز نمو البويصلات الجديدة للريش يقوم بها هرمون الثايروكسين (Thyroxin) الذي تفرزه الغدة الدرقية فمع اقتراب أشهر الشتاء الباردة سيزداد معدل افراز هذا الهرمون ليقوم بتحفيز نمو بصيلات الريش الجديد لتأخذ هذه الريشات مكانها بموقع الريش القديم ولتكتمل عملية القلش قبل حلول أشهر الشتاء الباردة. وبما أن الضوء هو المفتاح الأول والمحفز لهذه الهرمونات وخاصة هرمون الميلاتونين لذلك فان كل برامج القلش الاجباري مهما تنوعت يجب ان يرافقها خفض بعدد ساعات الإضاءة لأجل تحفيز هذا الهرمون الذي سيعطى اشارة لبدء عملية نزع الريش وايقاف الفعالية التناسلية. ومع بداية الربيع يبدا طول النهار بالزيادة وهذا سيعطي اشارة للغدة الصنوبرية بضرورة ايقاف افراز هرمون الميلاتونين المثبط لفعالية الهرمونات الجنسية. تثبيط هذا الهرمون يعني بدأ نشاط الهرمونات الجنسية فتبدأ الطيور وكذلك معظم الحيوانات بالنشاط الجنسي من جديد. ان هذا الضبط الإلهي للتناسل في الحيوانات من خلال تأثرها بطول الفترة الضوئية جاء بحكمة عظيمة وهي لأجل توجيه الولادات بالحيوانات اللبونه وتوجيه موعد الفقس للبيض الى الأشهر المعتدلة الحرارة والتي ستعقبها أشهر الصيف الحارة حيث يتوفر الغذاء ويتوفر الدفأ المطلوب للأفراخ والمواليد الجديدة وتجنب حصول ذلك خلال أشهر الشتاء الباردة التي قد تعرض هذه الحيوانات الصغيرة لخطورة البرد والهلاك احيانا. فالربيع اذن هو موسم التزاوج وموسم الحب وموسم الانفتاح لكافة الحيوانات والنباتات التي تبدا خضرتها وزهوتها وكأنها تتزين للأعراس الجديدة.

          الهرمونات المؤثرة لعلمية القلش الطبيعي والاجباري.