أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2020
6169
التاريخ: 28-9-2021
2342
التاريخ: 28-8-2021
2433
التاريخ: 29-9-2021
1696
|
إن الـكـتـابـة للإذاعة – تـسـتـهـدف بالدرجة الأولى - نـقـل الأفكار والآراء والمعلومات وإيصالها إلى المتلقي بأقصى قدر من اليسر والـسـهـولـة والسرعة والجاذبية والتشويق والإقناع. ولذلك يوصى الخبراء والمخـتـصـون بـضـرورة أن تـتـوافـر في النص المكتـوب خصائص الوضوح والحيوية والتنوع والإيجاز لكي يستحوذ على اهتمام الجمهور، ويؤدى التأثير المطلوب بأكثر قدر من الفعالية في أقصر وقت ممكن، ولا شك ذلك أمر ضروري يـتـفق مع طبيعة الإذاعة وخصائصها، وطبـيـعـة جـمـهـورهـا وخصائصه. ويلخص الخبراء خصائص أو طبيعة الأسلوب الإذاعي في كلمات وجيزة وطريفة، فيقولون بأنه: «الأسلوب الذي يصلح أن نخاطب به جدة في التسعين من عمرها لا تسمع جيدا » (ومن ثم تحتاج إلى وضوح وسرعة في الأداء)، ونخاطب به طفلاً لا يتجاوز عمره الرابعة عشر (ويحتاج إلى اختيار ألفاظ معينة تتفق مع هذا العمر)، ونخاطب به رجلاً ناضجا (من حيث الأفكار)؛ أي أن الأسلوب الإذاعي على هذا النحو يجب أن تتوافر له صفات محددة عند كتابته، وهي: الاختصار والوضوح وسلامة اللغة، ويضاف إلى هذه الصفات صفة رابعة عند تنفيذه منطوقاً ، وهي الصفة التي تتعلق بالمسحة الذاتية والشخصية، لأن المؤثرات التي يضفيها الصوت البشرى على الكلمات عندما تؤدى بشكل معين يعبر عن حرارة الصدق والتفاعل. أما بالنسبة للاختصار.. فالمقصود به استخدام الجمل القصيرة التي تؤدى رسالتها التبليغية للمستمع لكي يستوعب المعنى المقصود في يسر وسهولة ، ويدخل في هذا النطاق تجنب التكرار وتجنب استخدام الجمل الطويلة والمعاني المتشعبة التي تشتت ذهن المستمع وتباعد بينه وبين المعنى أو الهدف المقصود ؛ وقد كشفت العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت حول هذا الموضوع ضرورة صياغة الجملة المنطوقة في عدد محدد من الكلمات يستغرق إلقاؤها مدة زمنية محددة، وذلك لأن طول الجملة وصعوبتها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدم التركيز وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب. ولا شك أن عامل أو صفة «الوضوح» ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا العامل المتقدم من حيث استخدام الكلمات والجمل والعبارات، وإن كان له جانبه الآخر الذي يرتبط بالنطق والأداء والابتعاد عن استخدام الكلمات المهجورة في اللغة، وتجنب استخدام المصطلحات الفنية والمهنية التي يعرفها أو يفهمها المتخصصون وحدهم.
إن طبيعة الإذاعة، واعـتـمـادهـا عـلى الـكـلمة التي تقدم «منطوقة» أو « مسموعة»، حتمت على الكاتب أن يعتمد أسلوباً خاصاً في الكتابة، هو أسلوب «الحديث» أو «المخاطبة» أو «الـتـحـدث » ، وليس أسـلـوب الـكـتـابـة (أي الذي يستخدم للوسائل المطبوعة) ، ومعنى ذلك أنه على الكاتب أن يتجنب التركيبات اللغوية المعقدة، أو الأساليب الأدبية. ويرى الخبراء والمختصون أن أهم ما يساعد الكاتب على تحقيق ذلك، هو أن « يهمس » لنفسه بالجملة، قبل أن يكتبها ، ثم أن يقرأ العبارة أو الصفحة بعد الانتهاء من كتـابـتـهـا. وذلك لأن ترديد الجملة قبل الكتابـة يـسـاعـد - ولا شك - على استخدام المفردات التي نتحدث بها. كما أن قرائتھا بصوت عال يهيئ للكاتب أن يتابع بسمعه ما يكتبه، ولا يقتصر الأمر على مجرد « رؤية » الحروف فقط.
وإذا لم تنجح هذه الطريقة في معاونة الكاتب على استخدام لغة «المخاطبة»، والـتـخـلـص من جرس الكلام المكتوب، فلا بأس من أن يجرب أن يقرأ الجملة ويتأمل فكرتها الأساسية، ويقولها لشخص ما (أي يذكر المعنى الذي تدور حوله الجملة وليست الجملة نفسها) ثم يعيد كتابتها بالطريقة التي تحدث أو « نطق » بها.
وثمة طريقة أخرى قد تعين الكاتب كثيراً في هذا الصدد ، وهي أن « ينسى» كل شيء عن الراديو والميكروفون والجمهور - عندما يجلس للكتابة – وأن يتذكر فقط أنه «يتحدث» إلى صديق أو شخص يعرفه جيداً، وسوف يجد نفسه في هذه الحالة يكتب بطريقة متدفقة سهلة، مستخدماً كلمات يغلب عليها طابع الألفة والمودة والبساطة وعدم التكلف. ولا شك أن ذلك يتفق إلى حد كبير مع القائلين بأن «الأسلوب » في الإذاعة يعني «شخصية الإذاعي»، وهو ما يـقـابـل الـبـلاغـة في الكتابة، حيث بناء الجملة واختيار الألفاظ، يضاف إليها نبرات الصوت وطريقة الأداء.
وإذا كانت سلامة اللغة تعد شرطاً أساسياً لصياغة أي نص إذاعي، فإن هذا الموضوع بالذات يثير سؤالا لا مفر من مواجهته، وهو: أي لهجة هي التي يجب أن يسود استخدامها : الفصحى أم العامية؟ وهنا يرى البعض أن اصطناع الفصحي في الإذاعة يطرد المستمعين الأميين ولا يرضى تماماً أنصاف المتعلمين، ومن ثم تبلور الوضع إلى اصطناع لغة إذاعية أقرب للفصحى منها إلى العامية على أساس أن تستخدم في الإذاعة لغة المشافهة الراقية، أو ما يسمي - لغة المشافهة – وهي لغة عـربـيـة سليمة وإن طعمت بما يستخدم في لغة التخاطب من مصطلحات لفظية لها أصل عـربـي فصيح. ولقد وضعت الإذاعات العربية لنفسها قاموسا على أساس اللغة الفصحى التي يـفـهـمـهـا الجميع وإن تخففت من الإعراب أو تخلت عنه جزئيا، على أن هذه الإذاعات حرصت على استخدام الفصحى المعربة في مواد بعينها مثل الأخبار والأحاديث المكتوبة، والمهم أن تتناسب اللغة المستعملة مع الموضوع.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|