أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-5-2018
881
التاريخ: 13-5-2018
1205
التاريخ: 2-5-2018
1487
التاريخ: 30-4-2018
1094
|
قد نزلت آيات في مجال القيادة بعد الرسول؛ أوضحها آية الولاية في سورة المائدة، فنحن نأتي بها مع ما يتقدّمها؛ حتّى تتّضح دلالتها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة: 54 - 56].
وقبل الاستدلال بالآية، نذكر شأن نزولها.
روى المفسّرون عن أنس بن مالك وغيره، أنّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يُقرض المليّ الوفي، وعليّ راكع يشير بيده للسائل: اخلع الخاتم من يدي، فما خرج أحد من المسجد حتّى نزل جبرئيل بـ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55].
وإليك تفصيل الآية:
1 ـ الولي والمولى والأولى بمعنى واحد، قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): ((أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل)). وقال: ((يا عليّ، أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي))، ولو أُطلق على الناصر والمحبّ، فهو كإطلاق المولى عليهما.
وقد عرفت أنّه ليس للمولى إلاّ معنى واحد وهو الأولى، فلو أُطلق على الناصر والمحبّ؛ فلأجل أنّ المحبّ أولى بالدفاع عن محبوبه والتزامه بنصرته، والصديق أولى بحماية صديقه، فتفسير الوليّ بالمحبّ والناصر والصديق من باب خلط المتعلّق بالمفهوم.
2 ـ لو كان المراد من الولي هو الناصر وما أشبهه يلزم الاكتفاء بقوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } [المائدة: 55] من دون حاجة إلى التقييد بإيتاء الزكاة حال الركوع.
3 ـ لو كان الوليّ بمعنى الناصر أو المحبّ يلزم وحدة الوليّ والمولى عليه في قوله: { وَالَّذِينَ آمَنُوا } ، وما هذا إلاّ لأنّ كلّ مؤمن ناصر لأخيه المؤمن ومحبّ له، مع أنّ ظاهر الآية أنّ هناك ثلاثة أولياء، هم: الله، رسوله، المؤمنون بالشروط الثلاثة؛ ولا يتحقّق ذلك إلاّ بتقسيم الوليّ الزعيم والمتصرّف في شؤون المولّى عليه، فهؤلاء الثلاثة أولياء وغيرهم مولّى عليهم.
4 ـ فإذا كانت الحال كذلك، فلماذا أفرد الوليّ، ولم يجمعه؟ والجواب عنه واضح: وهو أنّه أفرده لإفادة أنّ الولاية لله على طريق الأصالة، وللرسول والمؤمنين على سبيل التبع، ولو قيل: إنّما أولياؤكم الله ورسوله والّذين آمنوا، لم يكن في الكلام أصل وتبع.
5 ـ إنّ قوله: {الّذِينَ يُقِيمُونَ}، بدل من {الّذِينَ آمَنُوا}، كما أنّ الواو في قوله {وَهُمْ رَاكِعُونَ} للحال، وهو حال من قوله {َيُؤْتُونَ الزّكَاةَ}؛ معنى ذلك أنّهم يؤتونها حال ركوعهم في الصلاة.
6 ـ إذا كان المراد من قوله: {الّذِينَ آمَنُوا} هو الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فلماذا جِيء بلفظ الجماعة؟
والجواب: جِيء بها ليُرغّب الناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه؛ ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية؛ من الحرص على البرّ والإحسان وتفقّد الفقراء؛ حتّى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة، لم يؤخّروه إلى الفراغ منها.
7 ـ إنّما ذَكَر من صفات الوليّ من الّذين آمنوا إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ لأنّهما ركنان عظيمان للإسلام؛ ووظيفتان رئيسيّتان للقائد، وهو أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة.
وعلى كل حال، فتقييد الوليّ من المؤمنين بالأوصاف الثلاثة، وتقييد إيتاء الزكاة بحال الركوع يجعل الكلّي مخصصاً في فرد واحد؛ وهو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).
ونحن نكتفي من البرهنة على خلافة الإمام بهذه الآية، وهناك آيات استدلّ بها الأصحاب على ولاية الإمام ونفي ولاية الغير، أوضحنا مداليلها في مؤلّفاتنا الكلاميّة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|