أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018
4865
التاريخ: 24-05-2015
1303
التاريخ: 24-05-2015
994
التاريخ: 24-05-2015
1075
|
أمّا الوالد فهو أبو القاسم القشيري النيشابوري ، وهو من أعاظم الأشاعرة في عصره ( ولد عام 376 ) من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي ، كان يعرف الأُصول على مذهب الأشعري والفقه على مذهب الشافعي ( توفيّ عام 465 ). (1)
وأمّا الولد فهو أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري ، ويعرّفه ابن عساكر بأنّه إمام الأئمّة وحبر الأُمّة تخرّج على إمام الحرمين حتى حصل طريقته في المذهب ، وتوفّي عديم النظير فريد الوقت سنة 514. (2) يقول ابن عساكر :
وهذه الرسالة بخط بعض أصحاب الإمام أبي نصر عبد الرحيم ابن الأُستاذ القشيري فيها خطوط الأئمّة بتصحيح مقاله وموافقته في اعتقاده على الوجه الذي هو مذكور في هذا الكتاب ، فأوقفنا عليه شيخنا أبو محمد القاسم وأسمعناه ، وأمرنا بكتابته ، فاكتتبناه على ما هو عليه ، وأثبتناه في هذه الترجمة اللائقة به ، وقد رفع الإمام أبو إسحاق الشيرازي وأصحابه هذا المحضر إلى نظام الملك منتصرين للشيخ أبي نصر بن القشيري ، فعاد جواب نظام الملك إلى فخر الدولة وإلى الإمام أبي إسحاق بإنكار ما وقع ، والتشديد على خصوم ابن القشيري ، وذلك سنة 469 ، وإليك « المحضر » :
شكوى الأشاعرة من المتوسمين بالحنبلية
بسم اللّه الرحمن الرحيم يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصحّ نهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من الأئمّة الفقهاء والأماثل العلماء وأهل القرآن والمعدلين الأعيان وكتبوا خطوطهم المعروفة بعباراتهم المألوفة ، مسارعين إلى أداء الأمانة ، وتوخّوا في ذلك ما تحظره الديانة مخافة قوله تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} [البقرة: 140] إنّ جماعة من الحشوية والأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة و المخازي الشنيعة ما لم يتسمح به ملحد فضلاً عن موحّد ، ولا تجوّز به قادح في أصل الشريعة ، ولا معطل; ونسبوا كلّ من ينزّه الباري تعالى وجلّ عن النقائص والآفات وينفي عنه الحدوث والتشبيهات ، ويقدّسه عن الحلول والزوال ، ويعظمه عن التغيّر من حال إلى حال ، وعن حلوله في الحوادث وحدوث الحوادث فيه ، إلى الكفر والطغيان ومنافاة أهل الحق والإيمان ، وتناهوا في قذف الأئمّة الماضين ، وثلب أهل الحقّ وعصابة الدين ، ولعنهم في الجوامع والمشاهد والمحافل والمساجد والأسواق والطرقات والخلوة ، والجماعات.
ثمّ غرّهم الطمع والإهمال ، ومدّهم في طغيانهم الغي والضلال إلى الطعن فيمن يعتضد به أئمّة الهدى وهو للشريعة العروة الوثقى ، وجعلوا أفعاله الدينية معاصي دنية ، وترقّوا من ذلك إلى القدح في الشافعي رحمة اللّه عليه وأصحابه ، واتفق عود الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر ابن الأُستاذ الإمام زين الإسلام أبي القاسم القشيري رحمة اللّه عليه من مكة حرسها اللّه ، فدعا الناس إلى التوحيد وقدس الباري عن الحوادث والتحديد ، فاستجاب له أهل التحقيق من الصدور الأفاضل السادة الأماثل ، وتمادت الحشوية في ضلالتها والإصرار على جهالتها وأبوا إلاّ التصريح بأنّ المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل ، وأنّه ينزل بذاته ويتردّد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب ، وحفظ ذلك عنهم وعلّلوه ودوّنوه في كتبهم ، وإلى العوام ألقوه ، وأنّ هذه الأخبار لا تأويل لها ، وأنّها تجري على ظواهرها ، وتعتقد كما ورد لفظها ، وأنّه تعالى يتكلّم بصوت كالرّعد وكصهيل الخيل ، وينقمون على أهلا لحق لقولهم إنّا للّه تعالى موصوف بصفات الجلال ، منعوت بالعلم والقدرة والسمع والبصر والحياة والإرادة والكلام ، وهذه الصفات قديمة ، وإنّه يتعالى عن قبول الحوادث ، ولا يجوز تشبيه ذاته بذات المخلوقين ولا تشبيه كلامه بكلام المخلوقين.
ومن المشهور المعلوم : أنّ الأئمّة الفقهاء على اختلاف مذاهبهم في الفروع كانوا يصرّحون بهذا الاعتقاد ويدرسونه ظاهراً مكشوفاً لأصحابهم ومن هاجر من البلاد إليهم ولم يتجاسر أحد على إنكاره ولا تجوز متجوّز بالرد عليهم دون القدح والطعن فيهم ، وانّ هذه عقيدة أصحاب الشافعي ـ رحمة اللّه عليه ـ يدينون اللّه تعالى بها ويلقونه باعتقادها ، ويبرأون إليه من سواها من غير شكّ ولا انحراف عنها ، وما لهذه العصابة مستند ، ولا للحق مغيث يعتمد إلاّ اللّه تعالى ، ورأفة المجلس السامي الأجلي العالمي العادلي القوامي النظامي الرضوي أمتعه اللّه بحياة يأمن خطوبها باسمة فلا يعرف قطوبها ، فإن لم ينصر ما أظهره ويشيد ما أسّسه وعمره بأمر جزم وعزم حتم يزجر أهل الغواية عن غيهم ويردع ذوي العناد عن بغيهم ويأمر بالمبالغة في تأديبهم ، رجع الدين بعد تبسّمه قطوباً ، وعاد الإسلام كما بدأ غريباً ، وعيونهم ممتدة إلى الجواب بنيل المأمول والمراد ، وقلوبهم متشوّفة إلى النصرة والإمداد ، فإن هو لم ينعم النظر في الحادث الذي طرقهم ويصرف معظم هممه العالية إلى الكارث الذي أزعجهم وأقلقهم ويكشف عن الشريعة هذه الغمة ويحسم نزغات الشيطان بين هذه الأُمّة ، كان عن هذه الظلامة يوم القيامة مسؤولاً.
إذ قد أديت إليه النصائح والأمانات من أهل المعارف والديانات ، وبرئوا من عهدة ما سمعوه بما أدّوه إلى سمعه العالي وبلغوه ، والحجّة للّه تعالى متوجهة نحوه بما مكّنه في شرق الأرض وغربها وبسط قدرته في عجمها وعربها ، وجعل إليه القبض والإبرام واصطفاه من جميع الأنام ، فما ترد نواهيه وأوامره ولا تعصى مراسمه زواجره ، واللّه تعالى بكرمه يوفقه ويسدّده ويؤيد مقاصده ويرشده ويقف فكرته وخواطره على نصرة ملته وتقوية دينه وشريعته بمنّه ورأفته وفضله ورحمته.
صورة الخطوط
1 ـ الأمر على ما ذكر في هذا المحضر من حال الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري أكثر اللّه في أئمّة الدين مثله من عقد المجالس وذكر اللّه عزّوجلّ بما يليق به من توحيده وصفاته ونفي التشبيه عنه ، وقمع المبتدعة من المجسمة والقدرية وغيرهم ، ولم أسمع منه غير مذهب أهل الحقّ من أهل السنّة والجماعة ، وبه أدين اللّه عزّوجلّ وإيّاه اعتقد ، وهو الذي أدركت أئمّة أصحابنا عليه ، واهتدى به خلق كثير من المجسمة وصاروا كلّهم على مذهب أهل الحقّ ، ولم يبق من المبتدعة إلاّ نفر يسير ، فحملهم الحسد والغيظ على سبّه وسبّ الشافعي وأئمّة أصحابه ونصّار مذهبه ، وهذا أمر لا يجوز الصبر عليه ويتعيّن على المولى أعز اللّه نصره التنكيل بهذا النفر اليسير الذين تولّوا كبر هذا الأمر وطعنوا في الشافعي وأصحابه ، لأنّ اللّه عزّوجلّ أقدره ، وهو الذي برأ في هذا البلد بإعزاز المذهب بما بنى فيه من المدرسة التي مات كلّ مبتدع من المجسمة والقدرية غيظاً منها وبما يرتفع فيها من الأصوات بالدعاء لأيامه ، استجاب اللّه فيه صالح الأدعية ، ومتى أهمل نصرهم لم يكن له عذر عند اللّه عزّوجلّ. وكتب إبراهيم بن علي الفيروز آبادي.
2 ـ الأمر على ما ذكر في هذا المحضر من حال الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري جمّل اللّه الإسلام به وكثّر في أئمّة الدين مثله من عقد المجالس وذكر اللّه عزّوجلّ بما وصف به نفسه من التنزيه ونفي التشبيه عنه وقمع المبتدعة من المجسمة والقدرية وغيرهم ، ولم نسمع منه غير مذهب أهل الحقّ من أهل السنّة والجماعة وبه ندين اللّه عزّوجلّ ، وهو الذي كان عليه أئمّة أصحابنا واهتدى به خلق كثير من المجسّمة واليهود والنصارى فصاروا أكثرهم على مذهب أهل الحقّ ولم يبق من المبتدعة إلاّ نفر يسير ، فحملهم الحسد والغيظ على سبّه وسب الشافعي رضي اللّه عنه ونصّار مذهبه حتى ظهر ذلك بمدينة السلام ، وهذا أمر لا يحل الصبر عليه ويتعيّن على من بيده قوام الدين والنظر في أُمور المسلمين أن ينظر في هذا ويزيل هذا المنكر ، فإنّ من يقدر على إزالته ويتوقف فيه يأثم ، ولا نعلم اليوم من جعل اللّه سبحانه أمر عباده إليه إلاّ المولى أعزّ اللّه أنصاره ، فيتعيّن عليه الإنكار على هذه الطائفة والتنكيل بهم ، لأنّ اللّه سبحانه أقدره على ذلك ، وهو المسؤول عنه غداً إن توقف فيه وصار قصد المبتدعة أكثره معاداة الفقهاء الذين هم سكان المدرسة الميمونة فإنّهم يموتون غيظاً منهم لما هم عليه من مذاكرة علم الشافعي وإحياء مذهبه. وكتب الحسين ابن محمد الطبري.
3 ـ الأمر على ما شرح في صدر هذا المحضر. وكتب عبيد اللّه بن سلامة الكرخي ـ
4 ـ الأمر على ما ذكر في هذا المحضر من حال الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر عبد الرحيم بن عبدالكريم القشيري أدام اللّه حراسته من عقد المجالس للوعظ والتذكير في المدرسة النظامية المعمورة والرباط ، وأطنب في توحيد االلّه عزّوجلّ والثناء عليه بما يستوجبه من صفات الكمال وتنزيهه عن النقائص ونفي التشبيه عنه واستوفى في الاعتقاد ما هو معتقد أهل السنّة بأوضح الحجج وأقوى البراهين ، فوقع في النفوس كلامه ، ومال إليه الخلق الكثير من العامة ، ورجع جماعة كثيرة من اعتقاد التجسيم والتشبيه واعترفت بأنّها الآن بان لها الحقّ ، فحسده المبتدعة المجسمة وغيرهم فحملهم ذلك على بسط اللسان فيه غيظاً منه وسبّ الشافعي رحمة اللّه عليه وأئمّة أصحابه ومن ينصرهم ، وتظاهروا من ذلك بما لا يمكن الصبر معه ، ويتعيّن على من جعل اللّه إليه أمر الرعية أن يتقدّم في ذلك بما يحسم مادة الفساد ، لأنّ سبب ذلك فرط غيظهم من اجتماع شمل العصابة الشافعية في الاشتغال بالعلم بعمارة المدرسة الميمونة ، وتوفّرهم على الدعاء لأيّام من به عزّهم ولا عذر للتفريط في ذلك. وكتب محمد بن أحمد الشاشي.
5 ـ الأمر على ما ذكر فيه. وكتب سعد اللّه بن محمد الخاطب.
6 ـ الأمر على المشروح في هذا الصدر من حال الشيخ الإمام الأوحد أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري أكثر اللّه في أئمّة أهل العلم مثله من عقد المجالس ونشر العلم ووصف اللّه تعالى بما وصف به نفسه من توحيده وصفاته ونفي التشبيه عنه وقمع أهل البدع من المجسمة والقدرية وغيرهم ، ولم أسمع منه عدولاً عن مذاهب أهل الحقّ والسنّة والدين القويم والمنهج المستقيم الذي به يدان اللّه تعالى ويعبد ويعتقد ، فاهتدى بهديه خلق من المخالفين وصار إلى قوله ومعتقده جمع كثير إلاّ من شقي به من الحاسدين ، فأخلدوا إلى ذمّه وسبه وسب أئمّة الشافعيين ، وقدحوا في الشافعي وأصحابه ، وصرّحوا بالطعن فيهم في الأسواق وعلى رؤوس الأشهاد ، وهذه غمّة وردّة لا يرجى لكشفها بعد اللّه تعالى إلاّ المجلس السامي الأجلي النظامي القوامي العادلي الرضوي ، أمتع اللّه الدنيا والدين ببقائه وحرس على الإسلام والمسلمين ظليل ظله ونعمائه ، ويفعل اللّه ذلك بقدرته وطوله ومشيئته. وكتب الحسين بن أحمد البغدادي.
7 ـ حضرت المدرسة النظامية المنصورة المعمورة أدام اللّه سلطان إعزازها والرباط المقدس للصوفية أجاب اللّه صالح أدعيتهم في المسلمين مجالس هذا الشيخ الأجل الإمام ناصر الدين محيي الإسلام أبي نصر عبد الرحيم بن الأُستاذ الإمام زين الإسلام أبي القاسم القشيري أحسن اللّه عن الشريعة جزاءه ، فلم أسمع منه قط إلاّ ما يجب على كلّ مكلّف علمه وتصحيح العقيدة به من علم الأُصول وتنزيه الحقّ سبحانه وتعالى ونفي التشبيه عنه ، وإقماع الأباطيل والأضاليل وإظهار الحقّ والصدق ، حتى أسلم على يديه ببركة التوحيد والتنزيه من أنواع أهل الذمّة عشرات ، ورجع إلى الحقّ وعلم الصدق من المبتدعة مئات ، وتبعه خلق غير محصور بحيث لم يستطع أحد ممّن تقدّم أو علماء العصر أن يشقّوا غباره في مثل ذلك فخامرهم الحسد وعداوة الجهل وحملهم على الطعن فيه عدواناً وبهتاناً ، ثمّ تمادى بهم الجهل إلى اللعن الظاهر للإمام الشافعي ـ قدس اللّه روحه ـ وسائر أصحابه عجماً وعرباً.
وقائلوا ذلك شرذمة من ناشية أغبياء المجسمة ، وطائفة من أرذال الحشوية ، استغنوا من الإسلام بالاسم ، ومن العلم بالرسم ، وتبعهم سوقة لا نسب لهم ولا حسب ، وتظاهرت هذه اللعنة منهم في الأسواق ، ولم يستحسن أحد من أصحابه ـ كثرهم اللّه ـ دفع السفاهة بالسفاهة والسيئة بالسيّئة ، ويجب على الناظر في أُمور المسلمين من الذي قد انتشر في المشارق والمغارب علمه وعدله وأمره ونهيه ، الذي لطاعته نبأت صدور الأولياء والأعداء رغبة ورهبة ، نصرته ، ومدّ ضبعيه والشد على يديه وتقديم كلمته العليا وتدحيض كلمة أعدائه السفلى ، فالصبر في الصدمة الأُولى وهذه الصدمة التي كانت قلوب أصحاب الشافعي كثّرهم اللّه وغرة وغلة شغله بها منذ سنين ، فانقشع ذلك وانكشف في هذه الأيام المؤيدة المنصورة المؤبدة النظامية القوامية العالمية العادلية نصرها اللّه وأعلاها ، وقد وقف تمامه على الأمر الماضي المنصور منه فإنّ في شعبة من شعب عنايته ونصرته وكلمته للدين الذي مد أطراره كفاية وبلاغاً وعلى الغارس تعهد غراسه فضلاً وتعصباً في كلّ وقت. وكتب عزيزي بن عبد الملك في التاريخ حامداً للّه ومصلياً على محمّد النبي (صلى الله عليه واله وسلم)وصحبه وسلم وشرف وكرم (3) .
وأصحاب الخطوط في هذا المحضر هم كبار أئمّة المذهب الشافعي ببغداد في ذلك العهد ، فقد ترجمهم محقّق كتاب « تبيين كذب المفتري » في تعليقته على الكتاب ، ثمّ أضاف : ولما طفح كيل فتن الحشوية الذين لا يكادون يفقهون حديثاً ، اضطر أكابر العلماء المعروفون بكمال الهدوء والتؤدة والأناة إلى قمع فتنتهم بالسعي لدى ولي الأمر سعياً حثيثاً ، ورفع الإمام أبو إسحاق الشيرازي وأصحابه هذا المحضر إلى نظام الملك منتصرين للشيخ أبي نصر ابن القشيري ، فعاد جواب نظام الملك إلى فخر الدولة وإلى الإمام أبي إسحاق بإنكار ما وقع ، والتشديد على خصوم ابن القشيري وذلك سنة تسع وستين وأربعمائة ، فسكن الحال ثمّ أخذ الشريف أبو جعفر بن أبي موسى ـ وهو شيخ الحنابلة إذ ذاك ـ وجماعته يتكلّمون في الشيخ أبي إسحاق ويبلغونه الأذى بألسنتهم ، فأمر الخليفة بجمعهم والصلح بينهم بعد ما ثارت بينهم فتنة هائلة ذهب فيها نحو من عشرين قتيلاً ، فلمّا وقع الصلح وسكن الأمر أخذ الحنابلة يشيعون أنّ الشيخ أبا إسحاق تبرأ من مذهب الأشعري ، فغضب الشيخ لذلك غضباً لم يصل أحد إلى تسكينه حتى كتب إلى نظام الملك يشكو أهل الفتن ، فعاد الجواب في سنة سبعين وأربعمائة إلى الشيخ باستجلاب خاطره وتعظيمه ، والأمر بتأديب الذين أثاروا الفتنة وبأن يسجن الشريف أبو جعفر ، فهدأ الحال وسكن جأش الشيخ وانقمعت الحشوية ، وتنفّس أهل السنّة الصعداء وإلى اللّه عاقبة الأُمور».
__________________
1 ـ التبيين : ص 271 ـ 276.
2 ـ المصدر السابق : ص 308 ـ 310.
3 ـ تبيين كذب المفتري لابن عساكر : ص 310 ـ 318.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|