المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عـناصـر إستـراتـيجـيـة التـرويـج الـدولـي
2024-01-30
Addition Copolymerization
12-1-2020
الكميات المماسية
10-2-2016
Hans Albrecht Bethe
25-10-2017
تصميم أساس للمطبوع
24-4-2020
الحال
20-10-2014


دلائل ومعجزات الامام الجواد  
  
3986   04:16 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص211-215.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

روى الكشي عن محمد بن مرزبان عن ابن سنان قال : شكوت الى الرضا (عليه السلام) وجع العين فاخذ قرطاساً فكتب الى ابي جعفر (عليه السلام) وهو اقل من ثلاث ودفع الكتاب الى الخادم وأمرني ان اذهب معه وقال : اكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال ففتح الخادم الكتاب بين يدي ابي جعفر (عليه السلام) قال فجعل ابو جعفر (عليه السلام) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه الى السماء ويقول : بأح ففعل ذلك مراراً فذهب كل وجع في عيني وابصرت بصراً لا يبصره احد. قال فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) جعل اللّه شيخاً على هذه الأمة كما جعل عيسى بن مريم شيخاً على بني اسرائيل .

 قال : ثم قلت يا شبيه صاحب فطرس، قال فانصرف وقد امرني الرضا (عليه السلام) ان اكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذعت ما كان من ابي جعفر (عليه السلام) في امر عيني فعاودني الوجع. قال : قلت لمحمد بن سنان ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس، قال فان اللّه عز وجل غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس فدق جناحه ورمى به في جزيرة من جزائر البحر فلما ولد الحسين (عليه السلام) بعث اللّه عز وجل جبرائيل الى محمد (صلى الله عليه واله) ليهنئه بولادة الحسين (عليه السلام) وكان جبرائيل صديقاً لفطرس فمر به وهو في الجزيرة مطروح فخبّره بولادة الحسين (عليه السلام) وما أمر اللّه به، فقال له : هل لك ان احملك على جناح من اجنحتي وامضي بك الى محمد (صلى الله عليه واله) يشفع فيك ؟ قال فقال له فطرس نعم، فحمله على جناح من اجنحته حتى اتى به محمداً (صلى الله عليه واله) فبلغه تهنئة ربِّه تعالى ثم حدّثه بقصة فطرس فقال محمد (صلى الله عليه واله) لفطرس امسح جناحك على مهد الحسين (عليه السلام) وتمسح به ففعل ذلك فطرس، فجبر اللّه تعالى جناحه ورده الى منزله مع الملائكة .

 

وروى القطب الراوندي ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال : اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) زوراً واكتبوا انه أراد أن يخرج، ثم دعاه، فقال : انك أردت أن تخرج علي فقال : واللّه ما فعلت شيئاً من ذلك قال : ان فلاناً وفلاناً شهدوا عليك، فاحضروا فقال : نعم هذه الكتب اخذناها من بعض غلمانك، قال وكان جالساً في بهو فرفع ابو جعفر (عليه السلام) يده وقال اللهم ان كانوا كذبوا عليّ فخذهم، قال فنظرنا الى ذلك البهو كيف يرجف ويذهب ويجيء وكلما قام واحد وقع، فقال المعتصم يا ابن رسول اللّه اني تائب مما قلت فادع ربك ان يسكنه، فقال : اللهم سكنه انك تعلم انهم اعداؤك واعدائي، فسكن. قال الشيخ المفيد في الارشاد وكان المأمون قد شغف بابي جعفر (عليه السلام) لما رأى من فضله مع صغر سنه وبلوغه في العلم والحكمة والادب وكمال العقل ما لم يساوه احد من مشائخ اهل الزمان فزوجه ابنته ام الفضل وحملها معه الى المدينة وكان متوفراً على اكرامه وتعظيمه واجلال قدره. اخبرني الحسن بن محمد بن سليمان عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن الريان بن شبيب قال : لما اراد المأمون ان يزوج ابنته ام الفضل ابا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم واستكبروه واستنكروه وخافوا ان ينتهي الامر معه الى ما انتهى اليه مع الرضا (عليه السلام) فخاضوا في ذلك واجتمع منهم اهل بيته الأدنون منه فقالوا : ننشدك اللّه يا امير المؤمنين ان تقيم على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فأنا نخاف ان تخرج به عنا امراً قد ملّكناه اللّه، وتنزع منا عزّاً قد البسناه اليك، قد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم وقد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ما عملت حتى كفانا اللّه المهم من ذلك فاللّه اللّه ان تردنا الى غم قد انحسر عنا واصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل الى من تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيره، فقال لهم المأمون : اما ما بينكم وبين آل أبي طالب فانتم السبب فيه، ولو انصفتم القوم لكانوا اولى بكم، واما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعاً للرحم واعوذ باللّه من ذلك، واللّه ما ندمت على ما كان مني من استخلاف الرضا، ولقد سألته ان يقوم بالامر وانزعه عن نفسي فأبى وكان امر اللّه قدراً مقدوراً، واما ابو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريز على كافة اهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنه، والاعجوبة فيه بذلك وانا ارجو أن يظهره للناس ما قد عرفته منه فيعلموا ان الرأي ما رأيت فيه، فقالوا ان هذا الفتى وان راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له ولا فقه، فأمهله ليتأدب ويتفقه في الدين ثم اصنع ما تراه بعد ذلك، فقال لهم : ويحكم اني أعرف بهذا الفتى منكم، وان هذا من اهل بيت علمهم من اللّه ومواده والهامه، لم يزل آباؤه اغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال، فان شئتم فامتحنوا ابا جعفر بما تبين لكم به ما وصفت من حاله، قالوا له قد رضينا لك يا امير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه، فحل بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء، من فقه الشريعة فان اصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في امره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي امير المؤمنين، وان عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه، فقال لهم المأمون شأنكم وذاك متى أردتم، فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن اكثم وهو يومئذ قاضي الزمان. 
ان يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك، وعادوا الى المأمون فسألوه ان يختار لهم يوماً للاجتماع، فأجابهم الى ذلك، فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر معهم يحيى بن اكثم، فأمر المأمون ان يفرش لأبي جعفر (عليه السلام) دست ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك، وخرج ابو جعفر (عليه السلام) وهو يومئذ ابن سبع سنين واشهر، فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن اكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم، والمأمون جالس في دست متصل بدست ابي جعفر (عليه السلام).

 فقال يحيى بن اكثم للمأمون تأذن لي يا امير المؤمنين ان اسأل ابا جعفر؟.

 فقال له المأمون استأذنه في ذلك، فاقبل عليه يحيى بن اكثم فقال : اتأذن لي جعلت فداك في مسألة؟.

 قال له ابو جعفر سل ان شئت، قال يحيى ما تقول، جعلني اللّه فداك، في محرم قتل صيداً؟ فقال له ابو جعفر (عليه السلام) قتله في حل او حرم ؟, عالماً كان المحرم ام جاهلاً ؟ قتله عمداً او خطأ ؟ حراً كان المحرم ام عبداً ؟ صغيراً كان او كبيراً ؟ مبتدئاً بالقتل ام معيداً ؟ من ذوات الطير كان الصيد ام من غيرها ؟ من صغار الصيد كان ام من كباره مصراً على ما فعل او نادماً ؟ في الليل كان قتله للصيد ام نهاراً ؟ محرماً كان بالعمرة او بالحج ؟ فتحير يحيى بن اكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع، وتلجلج حتى عرف جماعة اهل المجلس امره، فقال المأمون الحمد للّه على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي، ثم نظر الى اهل بيته وقال لهم اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم اقبل على ابي جعفر (عليه السلام) فقال له اتخطب يا ابا جعفر ؟ قال نعم يا امير المؤمنين، فقال له المأمون اخطب جعلت فداك لنفسك ؟ فقد رضيتك لنفسي ، وانا مزوجك ام الفضل ابنتي فقال ابو جعفر (عليه السلام) : الحمد للّه اقراراً بنعمته، ولا إله الا اللّه اخلاصاً لوحدانيته، وصلى اللّه على محمد سيد بريته، والاصفياء من عترته، اما بعد، فقد كان من فضل اللّه على الانام ان اغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] ثم ان محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد اللّه المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (عليهما السلام)، وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوجته يا امير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور ؟ قال المأمون : نعم زوجتك يا ابا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح ؟ فقال ابو جعفر (عليه السلام) قد قبلت ذلك ورضيت به فأمر المأمون ان يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة.

قال الريّان ولم نلبث ان سمعنا اصواتاً تشبه اصوات الملاحين في محاوراتهم، فاذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من الفضة يشبه الجبال مشدودة بالحبال من الإبريسم على عجلة مملوءة من الغالية فأمر المأمون ان يخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية، ثم مدت الى دار العامة فطيبوا منها، ووضعت الموائد، تأكل الناس وخرجت الجوائز الى كل قوم على قدرهم الخ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.