يقدم الفصل الأول الشخصيات الرئيسية في الفيلم ويعرض للصلات بينها. غالباً ما يتم تقديم بطل القصة في الثواني الأولى للفيلم. فتكشف صفاته الجسدية أولاً: شكله، طريقة كلامه، طريقة ارتدائه للملابس. ثم نراه بالطبع من خلال علاقاته ببقية الشخصيات.

تصف مقدمة فيلم "Chase The "لآرثر بن الحياة في بلدة أمريكية بطريقة تضع كل شخصية من شخصيات الفيلم في إطار هذه البلدة، سواء كان المأمور وزوجته أو العمدة الثري وابنه أو مساعده وزوجته غير الوفية أو حتى الرجل العجوز الذي يترصد أصغر النمائم في البلدة.

أسرة صغيرة نموذجية، من أب وأم وطفلين، في سيارة على الطريق السريع ذاهبين لقضاء عطلة مميزة. يتوترون بسبب التعب وحرارة الجو فيبدؤون في الجدال ويفقد الطفلان صبرهما. نفهم من الحوار أن والدي الزوج سيكونان شخصيتين هامتين في مراحل لاحقة من الفيلم وأن للزوج شقيقاً سوف يتدخل بدوره في القصة. فعلى الرغم من أن هذه الشخصيات ليست حاضرة في المشهد، إلا أن الحديث عنها يهيئ المشاهد لظهورها. إننا في هذه الحالة أيضاً إزاء معلومة تعرض علينا.

كما أن الفصل الأول هو المكان الذي تقدم فيه المهنة التي يزاولها بطل الفيلم على الرغم من أن ذلك ليس إلزامياً، حيث نصادف الكثير من الأفلام التي لا تكون مهنة البطل فيها محددة. وعلى العكس من ذلك، تكون مهنة البطل هي ما يحرك القصة وهي حال الأفلام البوليسية وأفلام مثل فيلم "Driver Taxi "مثلاً.

تعرض الثواني الأولى من فيلم "Northwest By North "شخصية ثورنهيل في مكان عمله محاطاً بالسكرتيرات ويرتدي بزة وربطة عنق. ولكننا، بالمقابل، لن نراه أبداً يمارس أعماله اليومية، إذ يكتفي كاتب السيناريو بإخبارنا أنه يكسب الكثير من المال وأنه محط إعجاب في عمله وأنه يحب أن يسيطر على حياته.

تعمل إميلي في فيلم "Préférée Saison Ma "كاتبة بالعدل وكان يمكن لها أن تكون محامية أو مصرفية لأن الأمر المهم بالنسبة إلى كاتب السيناريو كان إظهار أنها تزاول مهنة مجزية. وبالمقابل، يقدم لنا أنطوان بوصفه طبيباً متخصصاً في الأعصاب، على نحو أدق، وهو أمر تظهر أهميته عندما يزداد مرض أمه ويصبح مضطراً إلى العناية بها، الأمر الذي يسمح له بنسج علاقة متميزة بها.

لم يتطرق فيلم "Funeral A And Weddings Four "إلى الحياة المهنية لشخصياته، وهي ممارسة شائعة إلى حد كبير في الأفلام الكوميدية. يستخدم الفيلم، من أجل عرض شخصياته في الفصل الأول، تقنية سبق أن تناولناها: حفل زواج يسمح بعرض العلاقات التي تربط بين الشخصيات عبر جمعها في متتالية كبيرة من اللقطات. بيد أن كاتب السيناريو يولي أهمية خاصة لتقديم تشارلز، الذي يلعب دوره هيو غرانت، والذي سيصبح البطل الحقيقي للفيلم. وهكذا نشاهد، في مشهد صباحي، ساعات منبهة ترن وعدة أشخاص في أماكن متفرقة يستيقظون ويهيئون أنفسهم لحضور حفل الزفاف.

يعد هذا الفيلم مثالاً على الكيفية التي يستخدم فيها الفصل الأول كذلك في توصيف البطل عبر جعل شخصيته تتطور بصورة متميزة عن بقية الشخصيات المحيطة به، الأمر الذي يجعل المشاهد مشدوداً إلى قضيته. حيث نلاحظ، منذ بداية الفيلم، أن الجميع منظمون باستثناء تشارلز الذي لا ينهض من نومه. هكذا، توسم هذه الشخصية بكونها تتأخر على مواعيدها، كسولة بعض الشيء وقليلة التنظيم. بهذه الطريقة، يتم توصيف الشخصية الرئيسية من خلال مقارنتها بالآخرين.

من المهم أن يكون المتفرج قادراً على أن يفهم، في نهاية الفصل الأول، آليات الصراع في الفيلم بين مختلف شخصياته. إذ يجب أن يصبح كل شيء مفهوماً في الفصل الأول، ويجب أن تدرس كل معلومة من مختلف جوانبها قبل كشفها للمتفرج بحيث لا تطرح قبل أوانها ولا بعد فوات الأوان.