الوظيفة الأولى للاستمرارية الحوارية هي تقديم الفيلم على شكل تقطيعات متتالية بحيث يقدم كل مشهد بصورة مستقلة عن المشاهد الأخرى.

١ /داخلي- حجرة جان- نهاراً

وفيما يلي شرح أقسام ترويسة المشهد بالتسلسل الذي وردت فيه:

• رقم المشهد.
•  داخلي أو خارجي
•  اسم المكان أو اسم مالكه (مثال: مكتب لورا)
•  زمن المشهد (صباحاً، بعد الظهر، مساء، فجراً)

في بعض الحالات قد يكون من الضروري ذكر الساعة التي تقع فيها أحداث المشهد إذا كان السيناريو يتضمن (قفلا زمنياً) يمثل المشهد في الاستمرارية الحوارية وحدة واحدة من حيث زمان المشهد ومكانه وأحداثه. وحالما يطرأ تغيير على المكان أو على الزمان، يتغير رقم المشهد. فإذا حدثت نقلة زمنية دون أن يطرأ أي تغيير على الديكور، فإننا نغير رقم المشهد.

٣ /داخلي - حجرة جان – مساء

يدخل جان الحجرة، ينزع عنه ملابسه ويرتمي على السرير ويغط في النوم.

٤ /داخلي - حجرة جان – صباحاً

تداعب أشعة الشمس وجه جان فيستدير كي يتجنب الضوء. يرن جرس الهاتف فيستيقظ جان ويهب من سريره.

 يعتبر رقم المشهد أساسياً لأنه سيصبح أداة مفيدة في التحضير للتقطيع التقني للفيلم كما لوضع خطة العمل بما يسمح بتنظيم التصوير ضمن أفضل الشروط.

هنالك قاعدة متعارف عليها على نطاق واسع مفادها أن كل صفحة مكتوبة في الاستمرارية الحوارية تقابل دقيقة من الفيلم بعد إنجازه. وعندما يبدي المنتج اهتمامه بالمشروع، فإن الاطلاع على عدد الصفحات هو أول ما يقوم به.

 يبلغ العدد المثالي لصفحات السيناريو حوالي ٩٠ صفحة لأن هذا العدد يقابل، بالدقائق، المدة القياسية للأفلام الطويلة وهي مدة براغماتية للغاية من حيث أنها تسمح بعرض الفيلم في صالات السينما أكبر عدد من المرات في اليوم الواحد.

 بيد أنه لا ينبغي لهذه القاعدة أن تؤخذ بحرفيتها إذ يمكن لكاتب السيناريو أن يكتب جملة غاية في البساطة مثل: «وهاجمت القوات الفرنسية المدرعات الألمانية». من المشكوك فيه أن جملة كهذه لن تقابل سوى بضع ثوان من الفيلم، بل إنها ستمتد بالتأكيد على عدة دقائق. ولذلك، وفي اللحظة التي يدخل الفيلم فيها في طور الإنتاج، يقوم شخص بقراءة السيناريو وبصحبته ساعة توقيت لعد دقائق الفيلم بطريقة شديدة الدقة. وعندها فقط، وحالما يتم استخلاص النتائج، يقرر المنتج أن يقابل كاتب السيناريو كي يطلب منه تقسيم هذا المشهد واختصار ذاك.