المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

ولادة الامام الهادي ونسبه الشريف
29-07-2015
تفاعل الجسيمات الثقيلة المشحونة مع المادة
16-12-2021
المتراكبات النانوية
2023-12-05
الفصل الكهرومغناطيسي
6-1-2022
Magnetic Flux
24-12-2020
Quantum phase transitions
21-2-2021


الامام الكاظم (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه واله)  
  
3537   05:49 مساءً   التاريخ: 17-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص262-263.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى الشيخ الكشي عن اسماعيل بن سلام و فلان بن حميد قالا : بعث إلينا عليّ بن يقطين فقال : اشتريا راحلتين و تجنبا الطريق، و دفع إلينا مالا و كتبا، حتى توصلا ما معكما من المال و الكتب إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) و لا يعلم بكما احد .

قالا : فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين و تزودنا زادا و خرجنا نتجنّب الطريق حتى اذا صرنا ببطن الرّمة  شددنا راحلتنا و وضعنا لها العلف و قعدنا نأكل فبينا نحن كذلك اذا راكب قد أقبل و معه شاكري، فلمّا قرب منّا فاذا هو أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقمنا إليه و سلّمنا عليه و دفعنا إليه الكتب و ما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها، فقال : هذه جوابات كتبكم .

قال : قلنا : إنّ زادنا قد فنى فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و تزودنا زادا، فقال : هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيده فقال : هذا يبلغكما إلى الكوفة و أما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقد رأيتماه انّي صلّيت معهم الفجر و أنا أريد أن أصلّي معهم الظهر انصرفا في حفظ اللّه‏ .

يقول المؤلف : إنّ لكلامه (عليه السّلام) اما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقد رأيتماه معنيين : الأوّل : انكما قربتما المدينة و القرب من الزيارة بحكم الزيارة؛  و الثاني : انّ رؤيتي بمنزلة رؤية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، و هذا صحيح لو كانت المسافة إلى المدينة بعيدة، و استظهر العلامة المجلسي المعنى الاوّل‏ .

لكنّي أرى أنّ المعنى الثاني أظهر، و المؤيد لهذا ما رواه ابن شهرآشوب إن أبا حنيفة جاء ليسمع منه  أي من أبي عبد اللّه (عليه السّلام)‏ ؛ و خرج أبو عبد اللّه يتوكأ على عصا، فقال له أبو حنيفة : يا ابن رسول اللّه ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا، قال : هو كذلك و لكنها عصا رسول اللّه أردت التبرّك بها ، فوثب أبو حنيفة و قال له : اقبلها يا ابن رسول اللّه، فحسر أبو عبد اللّه (عليه السلام) عن ذراعه و قال له : و اللّه لقد علمت انّ هذا بشر رسول اللّه و انّ هذا من شعره فما قبلته و تقبل عصا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.