المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تفسير الاية (73-86) من سورة الحجر
1-8-2020
المسؤولية تجاه القيود والمقدمات
25-8-2016
شروط امام الجماعة
2024-06-05
الاقليم المناسب لزراعة القطن
12-4-2016
معنى كلمة حنجر‌
10-12-2015
أنماط الحروف- 1- حروف المتن (Body Type)
6/10/2022


جلوسه (عليه السلام) يوم النيروز بأمر المنصور ووصيته بالرجل المؤمن  
  
3902   01:57 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص247-249.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

روى ابن شهرآشوب انّه: حكي انّ المنصور تقدّم إلى موسى بن جعفر (عليه السلام)بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز و قبض ما يحمل إليه، فقال (عليه السّلام) : انّي قد فتّشت الاخبار عن جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فلم أجد لهذا العيد خبرا، و انّه سنّة للفرس و محاها الاسلام و معاذ اللّه أن نحيي ما محاه الاسلام .

فقال المنصور: إنمّا نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك باللّه العظيم الّا جلست، فجلس و دخلت عليه الملوك و الامراء و الأجناد يهنّونه و يحملون إليه الهدايا و التحف و على رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل ؛ فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السنّ، فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه انّني رجل صعلوك‏  لا مال لي، أتحفك‏  بثلاث أبيات قالها جدّي في جدّك الحسين بن عليّ (عليه السّلام) :

عجبت لمصقول علاك فرنده‏               يوم الهياج و قد علاك غبار

و لأسهم نفذتك دون حرائر                يدعون جدّك و الدموع غزار

الّا تغضغضت‏  السهام و عاقها            عن جسمك الاجلال و الاكبار

قال (عليه السّلام) : قبلت هديتك اجلس بارك اللّه فيك و رفع رأسه إلى الخادم و قال: امض الى أمير المؤمنين و عرّفه بهذا المال و ما يصنع به، فمضى الخادم و عاد و هو يقول: كلّها هبة منّي له يفعل به ما أراد، فقال موسى (عليه السلام) للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة منّي لك‏ .

في كتابه إلى الوالي يوصي فيه بحقّ مؤمن: نقل العلامة المجلسي في البحار في ذكر أحوال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين و هو بأسناده عن رجل من أهل الري قال: ولّي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد، و كان عليّ بقايا يطالبني بها و خفت من إلزامي ايّاها خروجا عن نعمتي، و قيل لي: انّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحبّ، فاجتمع رأيي على انّي هربت إلى اللّه تعالى و حججت و لقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر (عليه السّلام) فشكوت إليه ؛ فأصحبني مكتوبا نسخته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، اعلم انّ للّه تحت عرشه ظلّا لا يسكنه الّا من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، و هذا أخوك و السلام .

قال: فعدت من الحج إلى بلدي و مضيت إلى الرجل ليلا و استأذنت عليه و قلت: رسول الصابر (عليه السّلام) ، فخرج إليّ حافيا ماشيا، ففتح لي بابه و قبّلني و ضمّني إليه، و جعل يقبّل بين عينيّ و يكرّر ذلك كلّما سألني عن رؤيته (عليه السلام) و كلّما أخبرته بسلامته و صلاح أحواله استبشر و شكر اللّه، ثم ادخلني داره و صدّرني في مجلسه و جلس بين يدي.

فأخرجت إليه كتابه (عليه السلام) فقبّله قائما و قرأه ثم استدعى بماله و ثيابه، فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما و ثوبا ثوبا و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، و في كلّ شي‏ء من ذلك
يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي و اللّه و زدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة ممّا يتوّجه عليّ منه و ودّعته و انصرفت عنه، فقلت: لا أقدر على مكافاة هذا الرجل الّا بأن أحجّ في قابل و أدعو له و ألقي الصابر (عليه السلام)و أعرّفه فعله ؛ ففعلت و لقيت مولاي الصابر (عليه السلام) و جعلت أحدّثه و وجهه يتهلّل فرحا، فقلت : يا مولاي هل سرّك ذلك؟ فقال: إي و اللّه لقد سرّني و سرّ أمير المؤمنين، و اللّه لقد سرّ جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و لقد سرّ اللّه تعالى‏ .

يقول المؤلف: ذكر هذه الحكاية الشيخ احمد بن فهد في كتابه عدّة الداعي ، باختلاف يسير، عن يقطين جدّ الحسن بن عليّ بن يقطين، و قال انّه كان بالاهواز و ذكر الصادق (عليه السلام) بدل الصابر و أشار العلامة المجلسي في كتاب العشرة  إلى رواية ابن فهد و قال: كونها من موسى بن جعفر (عليه السلام) أظهر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.