المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
حكم الغنائم في البلاد المفتوحة
2024-11-24
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24

Actuators
5-3-2021
موقف الشيعة وعلمائهم من تحريف القران ؟
2024-02-27
بروتينات متعددة الوحدات Multimeric Proteins
2-4-2019
الفقراء أصدقاء الله
12-5-2016
أقسام الزكاة وأحكامها
30-1-2020
صان الحجر (تانيس)
2024-08-07


أهداف تشكيل الحكومة الإسلامية  
  
3221   01:58 مساءً   التاريخ: 15-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة(عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص415-416.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

كان هارون يعلم بأنّ موسى بن جعفر(عليهما السلام) وأتباعه يرونه غاصباً لخلافة الرسول، وحاكماً ظالماً مسك مصير المسلمين بيده قسراً وبالقوة، وانّهم لو تجهّزوا من الناحية العسكرية يوماً لما كانوا ينتظرون لحظة واحدة في القضاء على حكمه ويكشف الحوار التالي الذي دار بين الإمام السابع وهارون عن أهداف الإمام جيداً فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة الإسلامية وعن نوايا هارون الخبيثة فقد أعلن هارون ولعلّه بدافع الاختبار ولمعرفة أهداف الإمام للإمام بأنّه على استعداد لأن يرد إليه فدك.

فقال الإمام: ما آخذها إلاّ بحدودها .

فقال هارون: وما حدودها ؟

قال الإمام: إن حددتها لم تردها .

قال هارون: بحق جدّك إلا فعلت .

فقال الإمام: أمّا الحدّ الأوّل فعدن، والحدّ الثاني سمرقند، والحدّ الثالث افريقيا، والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية .

هارون الذي تغيّر وجهه بسماع كلّواحد من هذه الحدود وغضب غضباً شديداً فقد بعد استماع الحدود الأربعة صوابه وقال وقد علاه الحزن والغضب: فلم يبق لنا شيء .

قال الإمام : قد أعلمتك انّني إن حددتها لم تردها لذا امتنعت .

أراد بهذا الجواب أن يقول لهارون انّ فدك رمز لمجموع حدود الحكومة الإسلامية، وانّ عمل أصحاب السقيفة بسلبهم فدك من بنت الرسول وصهره هو في الواقع مظهر من مظاهر مصادرة حقّ سيادة أهل بيت العصمة والطهارة (سلام اللّه عليهم أجمعين) ، وعليه إذا كان من المقرر أن ترد حقنا إلينا فعليك أن تضع جميع حدود الحكومة الإسلامية في قبضتنا .

عبّر هذا الحوار عن أهداف الإمام الكبيرة بشكل جيد ؛ ومن ناحية أُخرى فانّ هارون وإن كان يمتلك السلطة والقوة في الظاهر غير انّ سلطته كانت على الأبدان فقط، ولم يكن له مكان في قلوب الناس، وأمّا سلطة القلوب والسيطرة عليها فقد كانت من نصيب الإمام السابع وفي ضوء شعبيته الواسعة ومكانته في الرأي العام كان المجاهدون والمتنوّرون من المسلمين يبعثون بخمس أموالهم والأموال الأُخرى التي تتعلّق ببيت المال إلى الإمام، ولم يكن ذلك خافياً على هارون، لأنّه ومن خلال تقارير جواسيسه كان يعرف بأنّ الأموال والحقوق الشرعية تصل الإمام من أقطار العالم الإسلامي الكبيرة لدرجة انّه شكل صندوقاً لبيت المال .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.