يكتشف الكثير من الأهل أن الجزء الصعب من تربية الصبي لا يكمن في المدرسة أو الفتيات أو سوء التصرف والسلوك وهذا ما يفاجئهم. غالباً ما يكون الجزء الاصعب هو منح الصبي حريته ليخوض تجاربه الخاصة. إحدى مفارقات تربية الولد هي أنكما عندما تقومان بعملكما جيداً كوالدين ، فهذا الولد سيترككما. إن اطلاق الابن نحو حياة مستقلة أصعب مما يتوقعه معظم الأهل .

معرفة متى يحين الوقت كي تنسحبا

وقف اميليو ومونيكا في غرفة نوم ابنهما وراحا يتأملان الجدران الفارغة والسجادة البالية. لقد غادر راوول البالغ من العمر عشرون عاما المنزل منذ يومين وأخذ اثاث غرفته ومقتنياته الشخصية الى الشقة التي يتشاركها مع ثلاث اصدقاء قرب الجامعة. قالت مونيكا ببطء وهي تضع ذراعيها حول خصر زوجها: ((لا اصدق انه غادر. يبدو لي وكأننا بالأمس كنا قلقين بشان تعليمه كيف يستخدم الحمام. هل تعتقد اننا قمنا بما يكفي؟ هل سيكون بخير وحده؟))

طالما ان ابنكما يعيش تحت سقف منزلكما، فستكونان حاضرين لمراقبته وتعليمه المهارات ووضع حدود لسلوكه. لكن عندما ينتقل ليعيش وحده لن يكون هناك والدان في الغرفة المجاورة ليحرصا على حسن سير الأمور. عندما يصبح ابنك في سن تسمح له بمغادرة المنزل ، سيحتاج لان يعرف كيف يدبر حياته بشكل فاعل وكيف يتخذ قرارات جيدة وكيف يعتني بنفسه .

• وقائع 

منح طفلك الحرية هي عملية تبدأ منذ ولادته. عليكما أن تمنحاه بعض الحرية كي يتعلم كيف يأكل وحده وكيف يسير وكيف يركض. اذا عملتم معاً على هذه العملية خلال الطفولة ، فستكونون انتما وابنكما مستعدين عندما يحين الوقت كي يبدأ حياته الخاصة.

من المرجح ألا يدرك ابنك انكما فعلتما الكثير له حتى يحتاج لأن يفعل كل هذا بنفسه. فبالإضافة إلى الحاجات اليومية من طعام وشراب وتنظيف ملابس ومكان مريح للعيش ، سيكتشف حقيقة التكاليف الطبية ، وكلفة التأمين والحسابات المصرفية وضريبة الدخل. يتوجب على ابنك ان يتولى إدارة مسألة تعليمية أو حياته المهنية ، وعليه أن يعرف كيف يحافظ على صحته الجسدية والعاطفية. ينص القانون على ان الصبي يصبح راشداً عندما يبلغ سن الثامنة عشرة (سواء اكان ناضجا تماما ام لا) يمكنه ان يوقع اتفاقات وان يتولى مسؤوليات وواجبات اي شخص آخر.