أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
1271
التاريخ: 2023-03-28
916
التاريخ: 22-8-2016
2224
التاريخ: 22-8-2016
1844
|
قال (عليه السلام) : يا كميل مر اهلك ان يروحوا في كسب المكارم ، ويدلجوا في حاجة من هو نائم ، فو الذي وسع سمعه الاصوات ما من احد أودع قلبا سرورا إلا وخلق الله له من ذلك السرور لطفا ، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الابل(1).
الدعوة إلى الاهتمام بنيل المكارم ، وقضاء الحوائج في جميع الاوقات ، لما لهما من الأثر الحميد في كسب الفضائل وتحصيلها، بما ينعكس ايجابيا على شخصية الفرد ، ليكتسب المجتمع سمعة وثناء ، مما يملأ فراغا كبيرا ، حيث يتحلى الفرد بمحاسن الصفات ، ويتمرن على تحمل المسئولية الاجتماعية ، كونه احد الذين يتوقع منهم المشاركة في المعاونة على الشدائد ، وهو ما يستلزم الصبر وبذل الجاه والمال والوقت وسواها تذليلا للمصاعب وتليينا للمواقف، مع استيعاب ردود الافعال ، وهذا ما يحتاج إلى الحث والتشجيع والدعم المعنوي، ليكثر المساعدون ويقدموا على اكتساب المكارم وقضاء الحوائج ، حتى يترسخ ذلك فيهم كحالة متأصلة فيمارسوها، ثم يخلفوها لأولادهم، ويكثر اعوان الحق.
وهذا ما يؤسس للتعاون الاجتماعي، والتواسي بين المؤمنين ، لئلا يشعر البعض بغربته ووحدته ، عندما لا تقضى حاجته ، ولاسيما وقد اصبح تقليدا سائدا الاتكال على العلاقات ، كما اعتاد البعض التواكل وعدم المبادرة، بل الخمول والتقاعس عن ذلك ، لعدم معرفته بعظيم الاجر والثواب على ذلك السعي والاهتمام ، فذكر (عليه السلام) ان الله تعالى يخلق للساعة في قضاء الحوائج خلقا يعينه في نوائبه وشدائده ، وبسرعة فائقة ، جزام لما قام به من إدخال السرور ، وهذا مما يثير العزيمة في النفوس او يقويها على التجاوب والتفاعل المستمر، مع ما فيه من تعب واخفاق ولوم وغير ذلك ، كما يؤصل مفهوم ان يكون المؤمن في مجتمعه عضوا صالحا نافعا، مما يعني وجود مسئولية اجتماعية على الأفراد فيما بينهم ، ولابد من النهوض بها، وأداء حقوق الاخوان في الله تعالى.
وإننا نقرأ في الحكمة تأصيلا اجتماعيا وحثا على التفاعل النوعي بين افراد المجتمع الواحد ، تحقيقا للألفة ، وترسيخا لقيم الإنسانية ، مع مراعاة الضوابط والقوانين كافة ، ومن دون تجاوز على احد فضلا عن النفس ، بل بقدر الممكن يلزم المعاونة على إشاعة اجواء الخير في المواقع كافة ومن خلال المستويات كافة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يروحوا : يسيروا من الظهيرة إلى الليل، يدلجوا يسيروا من أول الليل، نائبة : المصيبة، غريبة الابل: الواحدة من خارج المجموعة ، والكلام في سياق الحث على الاهتمام باكتساب المحاسن وقضاء الحوائج في جميع الأوقات ، حيث يتهيأ للفاعل ما يساعده في يوم القيامة حتى يزيح عنه المخاوف.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|