تفسير قوله تعالى { كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
![]()
التاريخ: 8-06-2015
![]()
التاريخ: 17-12-2015
![]()
التاريخ: 2024-06-20
![]() |
قال تعالى : {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [يونس : 32، 33]
قال في صفوة التفسير : «اي كذلك وجب قضاء اللّه وحكمه السابق :
{عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} اي على الذين خرجوا عن الطاعة وكفروا وكذبوا :
{أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} اي لانهم لا يصدقون بوحدانية اللّه ورسالة نبيه ..». اى في غير القرآن نستطيع القول : ان من قضاء اللّه ان الفاسقين لا يؤمنون.
قال في الميزان : {كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} ظاهر السياق انهم لا يؤمنون، اي انه سبحانه قضى عليهم قضاء حتما وهو ان الفاسقين- وهم على فسقهم- لا يؤمنون ... فمعنى قوله تعالى : {كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} ان الكلمة الالهية والقضاء الحتمي الذي قضى به في الفاسقين- هو انهم لا يؤمنون».
ان هذا القضاء من مصاديق تلكم الكلمة السابقة أو هو مترشح من ذلك القضاء الشامل الكلي، فكلاهما قضاء، ولكن احدهما شامل للآخر، فاللّه تعالى امضى الزمن الصعب أجّل الجزاء، كي تنفعل الحياة بكل تناقضاتها ومفارقاتها، ومن مجريات هذا الزمن، ان هناك فاسقا، يسيء استعمال الارادة : وبالتالي هو لا يؤمن وقضاء اللّه هنا ترتب على إرادة المسيء بالذات : هذه الدائرة مترشحة من ذلك القضاء الذي فرز الزمن في البداية قانون متكون من طرفين : الفسق يساوي الكفر أو يعادل الضلال.
{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} [يونس : 19] ان قضاء مغيا الى يوم القيامة فهو الزمن الصعب. {كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} هذا القضاء مترشح عن سابقه، ففي بحر الزمن هناك قوانين، منها : هذا القانون الذي سطرته الآية الكريمة، اي يونس 33.
ولنعتبر هذه الآية (نواة) ونصوغ المحتوى بالحاصرتين التاليتين : {الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، هنا بامكاننا ان نطالع التوكيدات التالية : قال تعالى :
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [المائدة : 108] . وقال تعالى : { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة : 26] .
وقال تعالى : {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 96] .
وترتبت مجتمعات كثيرة على هذه الدائرة المترشحة من ذلك القانون الاشمل يستطيع الانسان ان يتتبعها من قراءة الآيات الكريمة التي تعرضت بعمق واسهاب لموضوع الفسق واهله. نعود الى الآية الشريفة :
{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس : 33] ، ما معنى حق؟! الحق يدل على احكام الشيء وصحته، وهو خلاف الباطل، وحق الشيء اذا وجب وثبت فالحق اصلا واساسا، الثبوت.
بناء على ذلك، فان قوله تعالى : {حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ}، ثبتت هذه الكلمة في الخارج، واخذت مصداقها الفعلي، ولكن قوله سبحانه :{ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} هو ثبوت إلّا انه مع السبق، والسبق هنا رتبي، نلاحظ زيادة مهمة على الثبوت، ومنها ترشحت الكلمة الجديدة، هناك قضاء اعمق، اشمل، اسبق، وهو الزمان، وهناك قضاء ينبع من هذا القرار الالهي العظيم، وهو قانون التنافر بين الفسق والايمان.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|