أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-12-2020
1159
التاريخ: 28-12-2020
1646
التاريخ: 27-12-2020
1807
التاريخ: 28-12-2020
6153
|
السؤال : نرجو من سماحتكم أن تذكروا لنا رأيكم الشريف، وبعض آراء المفسرين المعتبرين لديكم، بخصوص الآية التالية:
{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}.. الواردة ضمن الآيات التالية:
{وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[ الآيات من 16 إلى 18 من سورة الحاقة] .
الجواب: هناك آيتان كريمتان ذكرتا حمل العرش.. ولم تصرحا بحقيقة الحامل له..
الأولى قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[ الآيات من 13 إلى 18 من سورة الحاقة].
وهذه الآية ظاهرة إلى حد الصراحة في أن الكلام عن حمل العرش فيها إنما هو في يوم القيامة..
الثانية: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[ الآيتان 6 و 7 من سورة غافر].
وليس في هذه الآيات ما يدل على حقيقة هؤلاء الذين يحملون العرش، هل هم من الملائكة؟ أم من غيرهم؟
كما أنه ليس هذا الأمر مما تناله العقول. ولا هو مما تدركه الألباب، فلا بد من الرجوع إلى أهل بيت العصمة عليهم السلام فيه..
وبالرجوع إلى الروايات، نجد: أن هناك روايات تقول: إن حملة العرش في آية سورة غافر هم رسول الله صلى الله عليه وآله، والأوصياء من بعده، يحملون علم الله(1).
وهناك روايات تقول: إن حملة العرش الثمانية هم أربعة من الأولين، وهم: موسى، وعيسى، وإبراهيم، ونوح، وأربعة من الآخرين، وهم: النبي محمد صلى الله عليه وآله، والإمام علي عليه السلام، والحسنان صلوات الله وسلامه عليهما(2).
لكن في رواية محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام: قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ}، يعني محمداً، وعلياً، والحسن، والحسين، وإبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وعيسى، صلوات الله عليهم أجمعين(3).
أضاف في تفسير البرهان: في ذيل الرواية قوله: يعني حملة العرش(4)، والظاهر أنها تفسير من الراوي.
وبعد، فإن هناك روايات تصرح: بأن عدد الثمانية مختص بيوم القيامة، وأما في الدنيا فحملة العرش أربعة(5).
وصرحت روايات أخرى، بأن المقصود بالعرش: العلم(6) وفي رواية الإمام الرضا عليه السلام: العرش اسم عِلْمٍ وقدرة(7).
ولعل المقصود العلمُ الذي يكون به التدبير للملك، وتكون الهيمنة عليه والتصرف فيه، على أساس العلم والقدرة.
والملائكة المحيطون بالعرش، وكذلك أولئك الحملة ينزهون ربهم عن الشريك، وعن كل عجز، أو نقص، أو جهل، أو.. أو..
قال الطباطبائي رحمه الله:
«وفي قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ} الآية. هو العلم، وهما جميعاً واحد، وهو المقام الذي يظهر به جميع الأشياء، ويتمركز فيه إجمال جميع التدابير التفصيلية الجارية في نظام الوجود، فهو مقام الملك الذي يصدر منه التدابير، ومقام العلم الذي يظهر به الأشياء»(8).
وفي بعض الروايات: أن حملة العرش ثمانية، لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا(9).
وروى الكليني عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حمَّلهم الله علمه، وليس يخرج من هذه الأربعة شيء خُلق في ملكوته، وهو الملكوت الذي أراه أصفياءه، وأراه خليله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[ الآية 75 من سورة الأنعام]..(10) .
وروى الكليني أيضاً: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال لأبي قرة: العرش ليس هو الله، والعرش اسم عِلْم وقدرة، والعرش فيه كل شيء، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحملة عرشه، وحملة علمه، وخلقاً يسبحون حول عرشه، وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال عباده..
واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته، والله على العرش استوى كما قال..
والعرش ومن يحمله، ومن حول العرش، والله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس، وفوق كل شيء، وعلى كل شيء، ولا يقال: محمول، ولا أسفل، قولاً مفرداً، لا يوصل بشيء، فيفسد اللفظ والمعنى.
قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت: أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه: أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجداً، فإذا ذهب الغضب خف، ورجعوا إلى مواقفهم؟!
فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني عن الله تبارك وتعالى، فقد لعن إبليس إلى يومك هذا، وهو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضباناً.. الخ..(11).
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين.
_________________
(1) البرهان ج4 ص92 و93 وتفسير القمي ج2 ص255 والبحار ج24 ص89 وج31 ص603 وج65 ص78.
(2) تفسير القمي ج2 ص384 وتفسير البرهان ج4 ص377 وتفسير الميزان ج8 ص171 وج19 ص401 والإعتقادات للمفيد ص46 والبحار ج7 ص292 وج55 ص7 و27 وج97 ص123 وج24 ص91 و90 عن كنز الفوائد ص351 وعن اعتقادات الصدوق ص82 .
(3) البحار ج24 ص90 عن كنز الفوائد وج55 ص35 عن تأويل الآيات الظاهرات والبرهان ج4 ص377.
(4) البرهان ج4 ص377 و91.
(5) الدر المنثور ج5 ص346 عن ابن جرير.
(6) البرهان (تفسير) ج4 ص377 عن الكليني والبحار ج24 ص91 عن اعتقادات الصدوق ص82 وعن غيره وج55 ص14، وتفسير القمي ج2 ص384.
(7) البرهان ج4 ص91.
(8) تفسير الميزان للطباطبائي ج8 ص163.
(9) البرهان ج4 ص377 عن القمي، وعن ابن بابويه وتفسير نور الثقلين ج5 ص406 وتفسير الصافي ج5 ص219 والبحار ج55 ص27..
(10) البرهان ج4 ص90 وتفسير نور الثقلين ج1 ص733 وج5 ص405 عن أصول الكافي وتفسير الميزان ج8 ص163 والبحار ج30 ص71 وج55 ص10.
(11) البرهان ج4 ص91 والبحار ج55 ص15 والإحتجاج ج2 ص189.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|