المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اعتماد الحق من مميزات المنهج القرآني  
  
2195   04:48 مساءاً   التاريخ: 3-05-2015
المؤلف : الشيخ عبد الشهيد الستراوي
الكتاب أو المصدر : القران نهج وحضارة
الجزء والصفحة : ص25-27
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

من المميزات المهمة التي تميز المنهج القرآني هو اعتماده الحق كقاعدة وركيزة أساسية في توجيه خطابه إلى الإنسان المفطور على قبول الحق والخضوع له في الباطن، وإن أظهر خلافه في الظاهر.

«والحق هو الثبات الذي لا يسوغ إنكاره» (1) ونعنى به الخط الثابت في الحياة والواضح الذي لا تشوبه شائبة، وهو لا يحتاج إلى بيان فيكون اتباعه من الأمور المرتكزة في الفطرة الإنسانية، وباتباعه يحكم العقل أيضا، فالواجب على الإنسان أن يتبع الحق، ويتبع الهادي إليه وهو العقل، لأن اتباعه إتباع لنفس الحق، وحيث أن الإنسان في الحياة يريد علما ثابتا وخطا واضحا يرسم له معالم حياته ويعتمده منهجا لها، وتكون ركيزته التي يعتمد عليها، وليس هناك غير الحق.

وقد اعتمد القرآن الكريم في منهجه على هذه القاعدة واعتبرها ركيزة أساسية، فنجد اللّه سبحانه وتعالى يصف القرآن بالحق دائما، وأنها هي الحقيقة، التي قام عليها المنهج القرآني. فيقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :

{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } [الإسراء : 105]

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} [فاطر : 31]

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد : 2]

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ } [النساء : 105]

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } [المائدة : 48]

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} [النحل : 102]

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } [الشورى : 17]

{ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [الجاثية : 29]

ولعل أكثر من مائة آية وردت في القرآن الكريم تصفه بهذه الصفة، بل آيات القرآن هكذا وصفت رسالات اللّه، حيث اعتبرها القرآن أنها ارتكزت عليه، وجعلته مقياسا في فهم المنهج القرآني، ولعل الحق هو القاعدة المنهجية التي يجب أن يتبعها الإنسان لفهم الحقيقة والوصول إليها، فحينما تقرأ كتاب اللّه وتتلو هذه الآيات ترى أنها تتحدث عن حقائق كبيرة، ومن ضمنها الحقيقة القرآنية الكبرى التي تفصل لنا ذلك المنهج الأسمى الذي يرسم للإنسان من خلال تلك القيم البرامج، والخطط الحكيمة، ويحمله مسئولية الإيمان باللّه والالتزام به، فيشرح صدره لفهم الواقع المعاش ووضوح الرؤية للمستقبل البعيد.

«القرآن هو كتاب الحق، فهو لا يحدّثنا عن المظاهر الخارجية للحقائق إلا بشكل مقتضب بل يحدثنا عن القيم والسنن وعن الخلفيات والقواعد الحقة، فإذا حدثنا (سبحانه وتعالى) عن مواجهة الإيمان والمؤمنين للكفر والكافرين فإنه لا يحدثنا عن طبقة معينة في مكان محدد بل يفصل لنا القول عن الإيمان كإيمان والكفر ككفر، ويحدثنا عن واقع الإيمان والكفر وحقيقتهما لا عن مظاهرهما ومصاديقهما» (2)

القرآن اعتمد في مفاهيمه ورؤاه الحق، والإنسان الذي يريد أن يتّبع منهجا ثابتا ومنهجا قويما لا اعوجاج فيه ولا انحراف، فانه لن يجد ذلك إلا في كتاب اللّه. قال سبحانه وتعالى : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف : 1]  فالحق لا عوج فيه، والقرآن هو الحق، كما يقول سبحانه : {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة : 147] وقد خاطب القرآن، أولئك الذين كانوا في عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)، ولم يؤمنوا به، أن يجعلوا الحق الذي جبلت عليه فطرة الإنسان مقياسا لهم في معرفة الخير من الشر، للابتعاد عن الكفر إلى الإيمان. فقال سبحانه وتعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ } [محمد : 3]. وقال أيضا { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} [الأنعام : 66] .أي كذبوا بالقرآن مع أنه الحق. وقال أيضا { يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [الأنفال : 6]

_________________

1 . التعريفات ص 40 .

2 . القرآن حكمة الحياة ص 96 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .