أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2020
2278
التاريخ: 11-4-2022
1600
التاريخ: 17-3-2021
2702
التاريخ: 2024-07-25
491
|
قال (عليه السلام) : إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به ، ثم تلا : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 68]
ثم قال (عليه السلام) : إن ولي محمد من أطاع الله وان بعدت لحمته(1) ، وان عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته.
الدعوة إلى العمل بموجب قوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات : 13] وعدم الشموخ بالنسب ، أو المفاخرة بالحسب ، كونها لا تعكس الواقع دائما ، ولا تكشف عن المواهب بالضرورة ، لإمكان الانتحال والتزوير ، ولا سيما إذا ضعفت الهمم وتدنت النفوس ، بما يحدد دائرة الموضوعية في أطار العمل خاصة ، ومن خلال حقل الاختيار الذي لا تقفز عليه الطوارئ ، ولا تقوى على اقتحامه، وهذه قاعدة تتساوى فيها العوامل النسبية وسواها ، فلا يستثنى منها أحد ، لذا فمن ينتسب للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) عليه ان يعرف نفسه بتطبيقه لما جاء به جده الاعظم (صلى الله عليه واله) ، كون ذلك بطاقة تعريف يقرأها الجميع ، لاحتوائها على ما يفهمه الكل من لغة مشتركة بينهم بلا عناء، خلاف شجرة النسب ، فقد لا يتعاطى معها كثير، لجهل او تجاهل ، فمن الجدير بالعاقل السعي في طريق تقدمه ، وعدم الاكتفاء بالادعاءات الفارغة ، بل يبرهن على مؤهلاته بقدراته الشخصية التي تخصه ، ولا يصادر تاريخ غيره ليحوله إلى مكسب قليل الربح ، في سبيل الوصول السريع ، وإلا انقطعت الصلة المؤثرة في ديمومة العلاقة ، لتحل محلها العداوة التي أسس لها الاستغلال السيء للانتساب ، مع ما يكتنفه من معصية لله تعالى ، التي بحصولها تبهت الصلات ، وبالإصرار عليه تكاد تنقطع.
وفي المقابل تتم عملية استقطاب لمن يحمل الرسالة الاصلاحية التي جاء بها النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) ، فيتبناها ، ويعمل على اعطائها مساحة واسعة من اهتمامه مع تطبيقه، ويحرص على السير في خطها ، والاغتناء مما فيها من مكارم الاخلاق ، ومحاسن الصفات ، ومعالي الامور ، وفواضل الخصال، لتنعقد علاقة مودة، وتنشا رابطة معرفة ، قد تتجاوز – أحيانا – روابط اخرى ، وعندما تتجذر وتنمو قد تثمر ارتباطا روحيا ، فيسمو بذلك حائزه ، وما كان له ذلك لولا عمله المجسد المثالي لطاعته لله تعالى ، الذي قد يجتمع مع النسب، كما قد ينفرد عنه.
والخلاصة هناك ارتباط وثيق بين الولاية – بما تمثله من علاقة حميدة – وبين الطاعة ، كما هو بين العداوة والمعصية ، فعلى الإنسان ان يختار ما يريده بدقة، فإن اختار موالاة أفضل الخلق (صلى الله عليه واله) ، فعليه ان يطيع الله تعالى ، وان عصى فهو العدو ، كون تلك نقطة حاسمة، لأنها تحول مفصلي غير قابل للتريث والانتظار، بعدما حددت معالم العلاقة قرآنيا بالمتابعة والانقياد الواعيين ، لتتخذ شكلا خاصا يتميز فيه الخبيث من الطيب ، والحميد من غيره، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس : 32].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللحمة بالضم : القرابة ، وهو من المجاز المستعمل لتأكيد الرابطة القربية وتداخلها وشدة العلاقة بين الطرفين ، ولذا استعملها (عليه السلام) هنا لبيان ان الاقتراب الولائي بالطاعة والانقياد ، أكثر تأثيرا في القرب المعنوي، ولو كانت الأصول النسبية بعيدة جدا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|