أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2020
1981
التاريخ: 17-12-2020
1697
التاريخ: 17-12-2020
1402
التاريخ: 16-12-2020
1647
|
السؤال : عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة له يوم الغدير:
«وأشهد أن محمداً عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه، انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس، وانتجبه آمراً وناهياً عنه، أقامه في سائر عالمه في الأداء مقامه الخ»..
وفيها أيضاً عن الإمام علي عليه السلام متكلماً عن الأئمة من آل البيت الأطهار:
ما هو المقصود من القدم الوارد في أمثال هذه الخطب الشريفة والكلمات النورانية؟
هل المقصود به المعنى العرفي؟
أم المعنى الفلسفي بمعنى القدم الزماني أو الإمكاني؟؟
الرجاء التفصيل والتوضيح بشكل لا يترك شبهة في الأذهان لأن بعض الناس اشتبه عليهم الأمر..
الجواب : إن لفظ «القديم» ليس الأزلي، والأبدي، والباقي ونحوها: إن أطلقت على الله، فليس المقصود أن الزمان محيط به تعالى، بحيث يتقدم منه جزء عليه فيكون ماضياً، ويتأخر عنه، فيكون مستقبلاً، وهو تعالى مقارن لجزء خاص منه..
فإن هذا المعنى محال عليه تعالى، لأن الواجب سبحانه لا يتقدم عليه شيء، ولا يحيط به ممكن..
وليس المراد به أيضاً مقارنته تعالى لزمان ما، من دون إحاطة للزمان به، فإن هذا لا يصح في حقه تعالى أيضاً.. وذلك لأن الزمان ممكن، ولا يمكن مقارنة الواجب بالممكن، لأن كل ممكن حادث..
كما أنه ليس المراد: أنه تعالى «قديم» وأزليّ أنه زماني، فإنّه وإن كان صحيحاً أن له تعالى مع الزمان معية قيومية، هي مثيلة لقيوميته مع الزمانيات، حيث إنه حين يكون الزمان أمراً موجوداً حقيقة، ويحتاج إليه كل ممكن حدوثاً وبقاء، فإنه لا بد أن يكون الله معه لا بمقارنة، بل بمعية قيومية إلهية..
نعم، إن هذا الكلام وإن كان حقاً في نفسه، لكنه لا يصحح القول بأن الله «قديم» وأزلي بمعنى أنه تعالى زماني، ولا أن يقال: إنه تعالى قديم وأزلي بمعنى أن له معية مع القدم، ومع الأزل، أو نحو ذلك..
بل المراد بوصفه بالقدم، والأزل، هو عدم مسبوقيته بالغير أو بالعدم.
فالمراد نفي المسبوقية عنه.. حتى إذا وجدت الممكنات والموجودات الزمانية، فإنه يكون له معها، معية قيومية كما قلنا..
هذا كله.. إذا كان وصف «القدم» مرتبطاً بالله تعالى. وأما إذا كان الموصوف بلفظ القديم هو غير الله تعالى، كما ورد في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير، وكما ورد في كلامه أيضاً في وصف أهل البيت عليهم السلام حسبما ورد في السؤال..
فيكون المراد به هو المعنى العرفي للقدم، أي بملاحظة تقدم وجوده، إما على سائر الممكنات، كما ورد في كلام الإمام علي عليه السلام، بناء على تعميم تفسير المذروء والمبروء.. أو على الممكنات المسانخة له، كما ورد في خطبة الغدير..
ومما يؤكد هذا المعنى ما روي: من أن الله تعالى خلقهم عليهم السلام أنواراً قبل خلق الخلق.. وما روي من أنه خلقهم قبل خلق الخلق بألف دهر، ثم أشهدهم خلق كل شيء..
وورد تقدير القبلية في بعض الروايات بأربعة آلاف سنة تارة، أو باثني عشر ألف سنة تارة أخرى..
وهناك أيضاً الروايات التي تقول: إنه صلى الله عليه وآله قال: أول ما خلق الله نوري.
وروي أنه صلى الله عليه وآله قال: كنت نبياً وآدم بين الماء والطين..
فالمقصود في جميع هذه الأخبار وسواها، هو المعنى العرفي للقدم، وليس المقصود القدم، بمعنى عدم المسبوقية خارج دائرة الزمان، فإن ذلك مختص بالله تعالى كما أوضحناه..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|