لماذا لم يرد ذكر مسألة كسر ضلع الزهراء عليها السلام في نهج البلاغة؟ |
1762
09:55 صباحاً
التاريخ: 10-12-2020
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2020
1351
التاريخ: 10-12-2020
1767
التاريخ: 10-12-2020
2151
التاريخ: 10-12-2020
1763
|
الجواب : أوّلاً : إنّ الشريف الرضي قدس سره جمع خطب أمير المؤمنين عليه السلام ورسائله وكلماته القصار ، وكان نظره إلى الجانب الأدبي والبلاغي في كلامه عليه السلام ، ولم يجمع كُلّ كلام الإمام عليه السلام ، حتّى أنّه لم يورد في بعض الأحيان الخطبة بأكملها ، بل أورد قسماً منها.
وعليه ، فلا يرد الإشكال إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في نهج البلاغة صريحاً ، مع أنّه أشار عليه السلام إلى مظلومية الزهراء عليها السلام بإشارات يفهمها اللبيب ، وبعبارات بليغة ، وجمل ظريفة ، حيث قال عليه السلام ـ عند دفن فاطمة عليها السلام ، كالمناجي به رسول الله صلى الله عليه وآله عند قبره ـ : « السَلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللهِ عَنّي وَعَن ابنَتِكَ النازِلَة في جِوارِكَ ، وَالسَريعَةِ اللِحاقِ بِكَ! قَلَّ يا رَسولَ الله عَن صَفِيّتِكَ صَبري ، وَرَقّ عَنها تَجَلُدي ، إلاّ أنَّ فِي التَأسّي لي بِعَظيمِ فُرقَتِكَ ، وَفَادِحِ مُصيبَتِكَ مَوضِعَ تَعَزّ ، فلقد وَسّدتُكَ في مَلحودةِ قَبرك ، وفاضَت بينَ نَحري وصَدري نفسُكَ ، إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فَلَقَد استُرجِعت الوَديعة ، وأخذتِ الرَهينة!
أمّا حُزني فَسَرمَدٌ ، وأمّا لَيلي فَمُسَهّدٌ ، إلى أن يَختارَ اللهُ لي دارك التي أنتَ بِها مُقيم ، وسَتُنَبئكَ ابنتُكَ بِتَضافُرِ أُمّتك عَلَى هَضمِها ، فَأحفِها السُؤالَ ، واستَخبِرها الحالَ ، هذا وَلَم يَطُلِ العَهدُ ، ولَم يَخلُ مِنكَ الذكر ، والسلام عليكما سَلامَ مُودّعٍ ، لا قالٍ ولا سَئمٍ ، فإن أنصَرِف فَلا عَن مَلالةٍ ، وَإن أُقِم فلا عَن سُوء ظَنّ بما وَعَدَ اللهُ الصابِرينَ » (1).
وفي الختام ننبّهك إلى عدّة نقاط :
1 ـ ليست كُلّ الخطب قد وصلت إلينا ، لأنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ـ وعلى مرّ العصور ـ كانوا مظلومين مقهورين ، وفي حالة تقية ، وكذلك الأيادي الأثيمة دمّرت الكثير من تراث أهل البيت عليهم السلام.
وبناء عليه إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في خطب أمير المؤمنين عليه السلام الواصلة إلينا ، فإنّ هذا لا يعني أنّهم عليهم السلام لم يذكروا هذه المسألة في خطبهم ، بالأخصّ مع تصريحهم عليهم السلام إلى هذا المطلب في أحاديثهم ورواياتهم الواصلة إلينا.
2 ـ إنّ مقام الخطبة غير مقام الكلام والحديث ، ففي الخطبة تراعى المسائل البلاغية والإشارات إلى المطالب التي لم يمكن التصريح بها ، لأنّ الخطبة تكون في الملأ العام ، وهذا بخلاف الأحاديث الخاصّة ، والتي تقال لخواص الأصحاب.
3 ـ إنّ من أكثر المسائل التي حاول النواصب طمسها وامحاءها هي مسألة مظلومية الزهراء عليها السلام ، لأنّها المصداق البارز للتبرّي الذي بُني عليه التشيّع بعد التولّي ، وكذلك هو الدليل القاطع على فضائح القوم ، فحاول الخصم بكُلّ جهده أن لا تصل هذه الحقائق.
فبعد هذا ، كُلّ ما وصل إلينا من مصاديق مظلومية الزهراء عليها السلام فهو من المعجزات ، وبسبب تضحيات العلماء ، الذين ضحّوا بكُلّ شيء لأجل إيصال هذه الحقائق.
__________________
1 ـ شرح نهج البلاغة 10 / 265.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|