المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مستحبات يوم الجمعة
2024-10-22
عوائد وإنفاق السياحة على المستوى العالمي
11-4-2022
تصنيف المدن حسب الوظيفة - مدن العواصم
19/10/2022
الشيخ محمد تقي بن محمد كاظم بن عزيز الله
28-1-2018
Parietal Cells
9-7-2019
البلازميدات
13-1-2016


ابن الزنا وأثره في المجتمع  
  
2520   12:30 صباحاً   التاريخ: 25-11-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص73-74
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2018 1916
التاريخ: 11-9-2019 2253
التاريخ: 3-2-2020 1692
التاريخ: 1-12-2019 1842

لماذا النظرة إلى ابن الزنى باحتقار؟

الجواب :

إن من الخطايا الكبرى التي يرتكبها الناس بحق بعضهم البعض عندما يوجهون للبريء التهمة ويحمِّلون الضحية مسؤولية الجريمة. إن جريمة الزنى وعارها وعقوبتها يتحملها الأبوان المفسدان عندما أقدما باختيارهما على مثل هذه المعصية الكبرى. أما ولدهما فهو ضحية خطيئتهما ولا يتحمل من هذا الوزر شيئاً أبداً وإن قلَّ، والمجال مفتوح أمام ولدهما كي يسلك طريق رضوان الله سبحانه ويبلغ أعلى مراتب الكرامة الإلهية ويبقى مشمولاً بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].

نعم يبقى أمامنا تساؤلات :

الاول : ما هو وضع أحواله الشخصية؟

والجواب: إنه ينتسب إلى أبويه أصحاب النطفة والبويضة فهي أمه وهو أباه، غاية الأمر أنه لا يرث من والديه شرعا لأنه لم تتم ولادته ضمن الضوابط الشرعية المرعية في قوانين الإرث.

الثاني : لماذا يحرم ابن الزنى من منصب القضاء ومرجعية التقليد وإمامة الجماعة؟

والجواب : ان هذه المناصب الحساسة تقوم على تحقيق المصلحة الغالبة في ادارة وضع الناس وشأنهم الاجتماعي، وقد تراعي احيانا حالة الخروج باقل المفاسد والخسائر، وبما ان الناس في خضم التجربة الاجتماعية المعقدة تتداخل فيهم المزاجات والعصبيات والميول والاهواء، جعل الشرع المقدس هذه المناصب الحساسة بعيدة عن اي تشكيك ونائية عن أي منفر بنظر الناس ولذا فرض في هذه المناصب شرطية عدم كونه من اولاد الزنى وكما يعبر فقهيا ان يكون طاهر المولد.

الثالث : كيف نتعامل مع ما ورد في الروايات من ان ولد الزنى، لا يدخل الجنة او انه يميل إلى فعل الحرام او انه يكره اهل البيت (عليهم السلام)؟

الجواب :

ان هذه الروايات تحمل على الابعاد التربوية، فان البيئة السيئة غالبا ما تنتج انحرافا سلوكيا في افراد الأسرة نتيجة غياب التوجيه السليم، ولذا ولد الزنى كي يربى التربية الصالحة يحتاج ويفتقر إلى رعاية البيئة الصالحة التي تحتضنه، وبما انه يترعرع في بيت ابويه الآثمين فهو على الغالب سوف يتأثر بسلوكهما المنحرف، وان لم يستنر بنور الهداية فسيكون ممن اختار النار وكان من اهلها، ومن هذا الباب يكون توجيه هذه الروايات التي بين ايدينا، ولكن عوامل التربية الصحيحة أو الفاسدة لا تصل إلى درجة سلب الاختيار ومنع المهارات الذاتية من الابداع إلا أن هذا موكول إلى سوء اختياره او حسن اختياره.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.